Monday  27/09/2010 Issue 13878

الأثنين 18 شوال 1431  العدد  13878

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

صبيحة اليوم الوطني استيقظت العاشرة صباحا، وضعت على طاولة الطعام كيكة جعلتها مفاجأة لأسرتي، رسمت عليها أنامل أحد أهم الحلوانيين في الرياض خريطة المملكة، اخترت بعناية ألوان الزينة ومواقعها جعلتها تمثل المدن السعودية، الرياض حلوى بيضاء مثل اللؤلؤة (واسطة العقد) ومكة حلوى تتخذ شكل العقيق الغامق حيث القداسة والروحانية والمدينة المنورة فيروز يميل للاخضرار وعنيزة صفراء بلون السكري والرمل الذهبي والدمام بلون البحر والنفط وتبوك وردة حمراء وجدة صدفة بحرية باذخة، حدثت أبنائي وجعلت من كل مدينة لغزا يحاولون معرفته ليستقر في قلوبهم هذا الوطن بكل اتساعه وعبقرية الملك عبد العزيز ورجاله في جمع كلمته والقدرة على إذابة هذه الاختلافات المكانية والثقافية وجعلها في منظومة واحدة، أكيد ليست متشابهة لكنها متعايشة ومتسقة في انتمائها لأرضها الواحدة وقيادتها الواحدة. ثم تناولت هاتفي النقال لأبعث لكل الأصدقاء والصديقات تهنئة في يوم الوطن البهي. هل كنت المرأة الرومانسية الوحيدة في ذلك اليوم ؟, من المؤكد لا، فثقافة الاحتفال توطنت في البيوت السعودية وأصبح اليوم الوطني حفلة خضراء مبهجة تترك بصمتها في ذاكرتنا وأطفالنا.

الإنسان السعودي لو تأمل في يومه الوطني ماضيه وتطلع لمستقبله من خلال معطيات الحاضر لأدرك حقا أن المواطنة تعني» المنجز «.

المنجز الذي قدمه المواطن لوطنه, والأكثر أهمية هو ماقدمه الوطن للمواطن؟؟ ومنجز الوطن للمواطنين هو خلاصة لمنجز المواطن تجاه وطنه، فالمبتكر الذي يخترع هو يقدم للوطن مخترعا ومن ثم يتبناه الوطن ويجيره لصالح كل المواطنين!! حين يخلص وزير في وزارته ويتبنى كل المشروعات التي تخدم المواطن هو يقدم منجزا لوطنه وهو في ذات الوقت يخدم المواطنين من خلال بوابة الوطن.

لا خلاف على سخاء الدولة ولا خلاف على علو أرقام الميزانية السعودية التي تجعلها الدولة تحت تصرف الأجهزة الحكومية لتوفر بدورها احتياجات المواطنين من صحة وتعليم وطرق ووظائف وبنية تحتية للمدن من مخططات سكنية ومشاريع تصريف سيول ومياه محلاة ونظيفة واتصالات وإعلام وثقافة وخلافها، لا يمكن أن نحتفل بالأيام الجميلة دون أن تعبر في ذاكرتنا بعض المشكلات التي واجهناها في العام الماضي، ودون أن نستشعر قيمة الذمة الوطنية العالية والرغبة الصادقة لدى الملك عبد الله يحفظه الله في محاربة الفساد ورفع درجة المحاسبية والشفافية.

حين تزرع في أبنائك قيمة الذمة الوطنية وحرمة المال العام ويزرعها غيرك في أبنائهم وتحرص عليها المدارس والمعلمون وينشط الرأي العام في إعادة نظرة المجتمع للمال العام، حيث سمعنا كثيرا في أدبيات الفكر الصحوي السابق أن المال العام هو مال بيت المسلمين وإن الأخذ منه مباح ولهذا نشأ للأسف جيل يبيح انتهاك المال العام، لابد من محاصرته والتضييق عليه وإعادة تشكيل الفكر الاقتصادي الذي يتعامل به المواطن مع المال العام. كي يبقى المال العام لخدمة كل المواطنين وليس نهبا لبعض المتنفذين؟!

 

نهارات أخرى
كيكة الوطن
فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة