Wednesday  29/09/2010 Issue 13880

الاربعاء 20 شوال 1431  العدد  13880

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

نشرت صحيفة «عكاظ» يوم السبت الفائت، خبراً في محتواه قيام بعض المحتسبين - هكذا يسمون أنفسهم - بالمرور على المرضى المصابين بالسرطان والأمراض المزمنة الأخرى لتذكيرهم بالموت، وقيامهم بهذه العملية تحت غطاء الزيارة المفتوحة للمرضى، حيث تصعب مراقبتهم، ثم القيام بالوعظ والتذكير بدنو أجل الموت. ورغم أن التذكير بالموت كنوع من الموعظة هو أسلوب شرعي، إلا أن هؤلاء المحتسبين لا يفكرون ولا يشعرون بالمعاناة التي يعاني منها المرضى مثل القلق النفسي والإرهاق من التفكير في هذه الأمراض التي قد يفقدون بسببها حياتهم وأعزَّ ما لديهم وربما زاد من إصابتهم بالأمراض النفسية، بمعنى وكما نقولها بالعامية: «فيهم اللي مكفيهم».

الذي لا شك فيه أن هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم (محتسبين) دون تصريح رسمي، لم يعملوا على التفكير في المرضى وكم من محاول أن ينفع الناس ولكنه في حقيقة الأمر يضرُّ بهم، فالأمراض النفسية والضغط النفسي الذي قد يتعرّض له المريض ربما أصعب من المرض نفسه.

بعض المرضى بحاجة للأمل حتى يساعده هذا الأمر على تجاوز المحنة أو على الأقل تخفيف حدة الألم حتى يلاقي قدر الله - عزَّ وجلَّ - الذي كتب له، لكن أن يأتي أحدهم ويزيده سوءاً على سوء بسبب عدم اتخاذ القنوات الرسمية كوسيلة وغطاء لعمله بدعوى الاحتساب والأجر من الله دون التفكير في أن هذا مؤذ وربما أساء للمريض وعائلته.

بعض المرضى حالته الصحية لا تسمح له بأن يعرف شيئاً عن مرضه أو عن تفاصيل ما سيواجهه، فربما مع زيارة هذا الفريق الجهنمي إليه يصعب شفاؤه وربما تتعقد مشاكله مع أهله وذويه الذين لم يخبروه عن حالته الصحية، لأن لكل مريض وضعه الخاص ولكل إنسان سلوكه الشخصي وهؤلاء وتحت غطاء طلب الأجر والمثوبة قد يقتلون الناس مرضاً وكمداً وحزناً قبل المرض. وفي الأثر الصحيح أن رجلاً أُصيب في معركة فسأل عن الرخصة في أن لا يغتسل فقالوا له، بل عليك الغسل فاغتسل فلما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - الخبر قال: قتلوه قاتلهم الله وغضب غضباً شديداً. ففي هذا الأثر أن ما كل مجتهد مصيب وهؤلاء الذي أفتوا في وجوب الغسل قتلوا الرجل وهؤلاء الذي يقتلون الناس حزناً قبل الموت.

إن وزارة الصحة ربما لا تستطيع منع الناس من الزيارة، لكن لا أقل من إرشاد المريض بأنه يجب أن يحذر من الزوار الأجانب، وإشعار المرضى بالخلفية الحقيقة وما يترتب عليها والتحذير منها، وطلب التبليغ عنها وتحويل هؤلاء المحتسبين للجهات المختصة للتحقيق معهم في جدوى هذا العمل، ومناصحتهم وإلا عقابهم إذا ما أعادوا الكرة ولو غيّروا من مستشفى إلى مستشفى ومن مدينة لأخرى، فمن يوقف هذه الإساءات المتكررة، والإصابة أسوأ لو أنها تسرَّبت لأقسام النساء، حيث يصعب التعامل معها ومن ثم يصعب المنع بسبب الفصل الشديد بين الجنسين.

إن هذه الاجتهادات غير الصائبة، في مجملها تشكِّل خطراً جسيماً، والسكوت أو غض الطرف عنها سينتج عنه ما لا يُحمد عقباه. شفى الله مرضانا ومرضاكم، وكفانا شر من فيه سوء لنا ولمجتمعنا.

www.salmogren.com

 

مطر الكلمات
فيهم اللي مكفيهم
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة