Thursday  30/09/2010 Issue 13881

الخميس 21 شوال 1431  العدد  13881

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

إن الدفع باتجاه الفتنة الطائفية في الخليج العربي التي تريدها بعض العناصر الخبيثة المدفوعة والمدعومة من بعض الجهات الخارجية قد تحرق الأخضر واليابس إذا ما تمكنت هذه العناصر المشئومة من إشعال جمرها،

ليس الخلل في انتماء الإنسان إلى طائفة دينية، بل الخلل في التعصب الأعمى والمغالاة اللذين يجعلان صاحبهما يسقط جميع من لا ينتمي إلى طائفته، والتعصب والمغالاة يقودان إلى الضلال وانعدام العقل والخروج على المنطق السليم، ليس غريباً أن تكون في الخليج طوائف ومذاهب متعددة ومختلفة، فقد شهد التاريخ والزمن ذلك عبر قرون مضت، لكن مع ذلك بقيت قدسية الإنسان وحقه في الانتماء وفق تصوراته العقلية فوق اعتبارات الانتماء للطائفة.. إن التطرف غير الطبيعي للطائفة يلغي العقلانية ويعدم الموضوعية، وينعكس بالتالي بالضرر على المتعصب والطائفة بشكل عام، وهذا التطرف ضمن مجتمع خليجي يُوجد فيه التعدد الطائفي والمذهبي، يحدث أثراً سلبياً على الحياة، ويولد جراحاً بليغة في الجسد الخليجي، وبالتالي تمزيقاً لتلك الوحدة والوئام، ويلغي كل معاني الانسجام والتسامح والسلام بين شرائح المجتمع الخليجي، وبالتالي خلق حالة عداء وتشرذم وشرخ لن يتم التئامها إلا بعد فترة ليست بالقصيرة، وسيتحمل المجتمع الخليجي نتائجها بثمن باهظ يتم على حساب حياة المجتمع وأمنه ومستقبله واستقراره وازدهاره.. وإذا كان الولاء للطائفة يلغي الولاء للوطن، فإلى ماذا يريد من يشعل الفتنة أن يصل؟ وعلى ماذا يراهن؟ وكيف يتم إيقاظ الفتنة الغافية والنار الخامدة تحت الرماد والتي ستلهب نيرانها الجميع، بما فيهم مشعلوها ومن يشتغل عليها.. إن علينا أن نصحو جميعاً وأن نقف صفاً واحداً كمجتمع خليجي واحد يؤمن بالإله الواحد والدين الواحد والحياة المشتركة الواحدة ضد كل متعصب طائفي يصدر أحكامة المسبقة الجائرة على الآخرين الأحياء منهم والأموات، ويجب علينا إلغاؤه وتحجيمه وتقزيمه، وبالتالي عزله وفقاً لخطورته الاجتماعية على المجتمع.. إن من يساهم في إشعال النار الطائفية يتدفأ عليها ويحرق بها غيره، يجب علينا إيقافه وزجره ونهره حتى يرتدع ويعي ويفقه، لكي نساهم في معالجة الفتنة وإخماد حريقها.. إن المتتبع لهؤلاء الأشرار المتطرفين والمدفوعين جميعهم يتفقون على إثارة الفتنة وإحداث البلبلة وتشتيت الناس، وهذا التوافق في الموقف ليس اعتباطاً أو عبثاً.. ولم يأت من فراغ، فثمة مشتركات بينهم، ما يجب علينا كمجتمع خليجي هو أن يكون موقفنا موحداً ضد كل مثيري الفتن والمغالين في الطائفية والخارجين عن اللُحمة الوطنية.. إن التوحد الوطني المطلوب هو في التجمع العقلاني والواعي والإنساني لأفراد ونخب المجتمع الخليجي لتقليل الخطورة وتدارك الأسوأ، وأن نحافظ على هذه العجينة مترابطة وشديدة التماسك، حتى وإن نعق الناعقون ونفخت الأفاعي سمومها وطورت الثعالب أساليبها.. إن الموقف الوطني الموحد الذي نريده هو عدم إفساح المجال لقوى الفتن استغلال الأحداث استغلالاً سيئاً تتوحد خلفه كل قوى الشر المستطير والسوء القبيح والعمل الإجرامي.. إن المطلوب ليس فقط الرغبات والأماني ومتابعة تلك الجرائم الطائفية والمذهبية وإحيائها من جديد والتي يسعى أصحابها بجد إلى خلق حالة من الفوضى يحقق لها كل ما تصبو إليه نفوسهم المريضة من زعزعة الأمن والاستقرار والتقدم والبناء الحياتي، وإهانة الناس وتحقيرهم وتهميشهم وإلغاء أدوارهم التاريخية العظيمة.. إن على المجتمع الخليجي أن يعي بدقة أن هذه المجموعات تنفذ جزءاً من مخطط كبير لإدخال رأس الخليج العربي في عنق زجاجة الطائفية لإشغال أهله بتفرق بعضهم البعض وتشتتهم إلى مجاهل عظيمة غاية في الخطورة والنتيجة، ومن ثم التفرج عليهم بسخرية تامة.. إن علينا جميعاً - أفراداً ونخباً خليجيين - وأد الفتنة الطائفية بسرعة وبعقلانية متزنة قبل استفحالها لأن نارها ما زالت تحت الرماد.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

الفتنة الطائفية في الخليج العربي.. مَنْ يريد إيقاظها؟
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة