Thursday  30/09/2010 Issue 13881

الخميس 21 شوال 1431  العدد  13881

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

قضية تعيد ذاتها في مناسبات وطنية كذكرى اليوم الوطني وتقدم منتخب المملكة لكرة القدم في منافسات اللعبة القارية والدولية وفي الإجازات الصيفية للطلاب أو الأعياد، القضية مرتبطة بالناشئة والشباب وما يبدو منهم من ممارسات وتصرفات من فرط الابتهاج الذي يخرجهم عن مدار الاحتفالية التي غمرتهم فرحاً وطرباً، وهذا الخروج يدفع بعض السذج والقاصرين إلى تجاوز حدود الذوق العام والدخول في ممارسات غوغائية مزعجة بل إن منهم من يتمادى في غيه ويعتدي على ممتلكات الغير من سيارات وواجهات المحلات الزجاجية والمرافق العامة بالتخريب والتكسير وإيذاء المارة إما بالتحرش أو بالألفاظ النابية ونحو ذلك.

لماذا تكرر القضية ذاتها، أو بصيغة قد تكون أقرب للدقة: لماذا يكون الغوغائيون أكثر شهية للفوضى واختلاق الإزعاج في تلك الأوساط والظروف؟ وقبل الإجابة المفترضة قد يكون من المناسب الاستشهاد بوقائع تقرب الصورة للذهن واستشعار حالة أولئك الفتية و الاقتراب من أفكار قد تحمل جزءاً من حلول.. ففي احتفاليات ذكرى اليوم الوطني بدأت مجموعات من الشباب في غمرة تنامي وتصاعد مشاعر الحب و الولاء للوطن بإشعال مزيد من حماس بعضهم البعض فأخذتهم نشوة الإنشاد بالعرضة ورفع الأعلام وتزايد عددهم وشكلوا تكتلات سدت بعض الطرقات في مواقع معتادة لتجمعهم لا سيما تلك القريبة من الأسواق والمتنزهات والمطاعم (ويقال إن هذا حدث في عدد من المدن)، وحين تعلق سيارات بعض العوائل داخل هذا الجمع غير المنضبط تتعرض لإشارات وألفاظ غير مقبولة من بعض المراهقين المنضوين للاحتفالية، فبذلك تزداد المساوئ و تتحول صور الاحتفاء بيوم الوطن إلى صور مسيئة للوطن والمواطن قد تتناقلها الأيدي والأعين فتزيد من تشويه الصورة، وفي كل الأحوال يجب أن نحرص على نقاء صورتنا فيما بيننا أولاً فهذا الأهم ثم نفكر بصورتنا في أعين الآخرين، ومثال آخر حين يحقق منتخب الوطن الفوز على مستوى المنطقة أو القارة فالصورة تكون أكثر عتامة في بعض شوارعنا، أهكذا نحتفل، أهذا قدر الوطن في قلوبنا، وقيمته في عيوننا؟! ألا يمكن أن نرتقي ولو قليلاً وبالتدرج إلى مستوى نحترم فيه أنفسنا فيحترمنا الآخرون؟! ولو اجتهدت للإجابة على التساؤل المتعلق بشهية الفتيان نحو تفريغ الطاقة الجماعية في المناسبات هذه؛ فسأشير إلى أن لدى كل شاب ومراهق طاقة جامحة تعصف بأوصاله و جوارحه ومشاعره، تزيد وتخبو بحسب الأحوال، وكل منهم له شأن مع هذه الطاقة ومحفزات تفريغها، شاهدوهم وهم يقودون سياراتهم وأمام المدارس وفي الأسواق، فكل له طريقته منفرداً في ما يراه تنفيساً، أدرك ذلك أم لم يدركه، وحين اجتماعهم بالعشرات فإن الطاقات النافذة تتعاضد لتشكل حجماً من الغوغائية المنفرطة ولو بتلك الصور المصغرة ونرجو الله أن لا نرى صوراً أعظم، والحلول تم الحديث عنها كثيراً في منابر إعلامية متعددة متنوعة وفي الخطاب الإعلامي ما كان واضحاً وكافياً للإقناع باتخاذ تدابير رسمية وأهلية مدروسة بإنشاء أندية خاصة للشباب يمارسون فيها ما يمكن أن ينفس و يروِّح عن أنفسهم بطرق مشروعة كسباق السيارات والدراجات و القوارب إلى غير ذلك من المسابقات الشبابية اللطيفة وإلى جانبها جرعات تثقيفية مشوقة، وستجدون الفرق يميل كثيراً للأفضل، تحدثنا كثيراً ولم نجرب بالتطبيق الفعلي.

 

فتياننا في اليوم الوطني
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة