Thursday  30/09/2010 Issue 13881

الخميس 21 شوال 1431  العدد  13881

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

           

اختلف النحويون حول (ال) فرأى منهم كالأخفش أنها حرف تعريف باطراد، وهو رأي سديد، ورأى آخرون أنها قد تكون اسمًا موصولا، ورأوا أن موصوليتها تتعين حين تدخل على صفة محضة أي الاسم المشتقُ من الفعل العاملُ عمله الدالُّ على التجدد، ومعنى ذلك أنها تكون موصولة مع اسم الفاعل واسم المفعول وصيغ المبالغة، والصفة المشبهة على خلاف (الصبان، 1: 238)، وأما الداخلة على الجامد (الرجل) والمصدر (العدل) أو اسم تفضيل (الأكبر) فهي حرف تعريف باتفاق. تقول: سأكرم المنجزَ عملَه، ف(ال) في (المنجز) هي اسم موصول عندهم، ولذا فهو في محل نصب؛ لأنه مبني وأما (منجز) فصلة للموصول وهو كجملة الصلة لا محل له من الإعراب؛ وأما علامة النصب الظاهرة على آخره فهي حركة إعراب المفعول به نقلت إليه؛ لأن الاسم الموصول على صورة الحرف. أبعد هذا الخيال خيال؟ ويحتج الذاهبون إلى الاسمية بأن المشتق بمعنى الفعل، وأن الضمير يعود إلى (ال) كما في (قد أفلح المتقي ربّه)، والصحيح عندي ما ذهب إليه المازني من أن الضمير يعود على الموصوف المحذوف (التصريح،1: 160)، والأصل: قد أفلح الرجل المتقي به. ثمّ إن القول بأن صلة (ال) لا محل لها من الإعراب يجعل النعت غير مطابق لمنعوته في الإعراب، تقول: سأكرم الرجلَ المنجزَ عمله، أتعد (ال) هي النعت كما يفعلون في (الذي)؟ الحق أن في ذلك من النعت ما يدعو إلى صرف النظر عنه، والنحويون أنفسهم يعلمون أن النعت هو ما دخلت عليه (ال)؛ بل إنهم يصرحون بأن (الذي) إنما يتوسل به لنعت المعرفة بالجمل(سر صناعة الإعراب، 1: 353)، وقال ابن جني «ومن ذلك أنهم لمّا أرادوا أن يصفوا المعرفة بالجملة كما وصفوا النكرة، ولم يجز أن يجروها عليها لكونها نكرة، أصلحوا اللفظ بإدخال (الذي) لتباشر بلفظ حرف التعريف المعرفة، فقالوا: مررت بزيد الذي قام أخوه، ونحوه»(الخصائص، 1: 321)، تقول: سأكرم الرجل الذي ينجز عمله، فجملة (ينجز عمله) هي النعت للرجل. ومن أجل ذلك ذهب أستاذنا داود عبده إلى أن (الذي) هي أداة تعريف للجملة، قال «والفرق بين (ال) و(الذي) في الأمثلة السابقة هو أن (ال) تعرّف الصفة حين تكون هذه الصفة كلمة مفردة و(الذي) تعرّف الصفة حين تكون جملة»(أبحاث في الكلمة والجملة، 8)، وبهذا تكون جملة صلة الموصول من الجمل التي لها محل من الإعراب، وهذا واضح في الأمثلة التي سقتها أعلاه، إذ (الذي ينجز) تساوي (المنجز). ولأن (الذي) حرف تعريف للجملة ربما اجتزئ منه ب(ال) كما ورد في بيت الفرزدق المشهور:

ما أنت بالحكم الترضى حكومتُهُ

ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدلِ

وقول الشاعر:

من القومِ الرسولُ الله منهم

لهم دانت رقاب بني معد

وهذه الظاهرة القديمة متصلة إلى يومنا هذا تسمع في لهجات الخليج والسودان. من أمثال العراق (الما تقوى عليه حيل الله عليه). ونشرت إيمان الحمد وزميلاتها بحثًا عن (دخول أل على الأفعال في بعض الأقول) وجمعن من أشعار المحدَثين أمثلة لشعراء من مختلف البلاد العربية وهذا يدل على انتشار الظاهرة، ويمكن مراجعة ذلك على الرابط العنكبي:

http://emanalhamad.blogspot.com/2007/12/blog-post_9465.htmlوالذي ننتهي إليه أن (ال) لا تستعمل اسمًا بل هي حرف باطراد وفاقًا للأخفش.

 

مداخلات لغوية
(ال) الموصولة من خيال النحويين
أبو أوس إبراهيم الشمسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة