Friday  01/10/2010 Issue 13882

الجمعة 22 شوال 1431  العدد  13882

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أبناء الجزيرة

 

جائزة الصحافة العربية
البنت والمارد

رجوع

 

من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال - حكاية شعبية من العراق

يحكى أن رجلاً كان لديه سبع بنت - أراد أن يحج، فجمع حوله بناته، وأخذت كل واحدة منهن توصيه بالصوغة التي تريد.. أي الهدية التي تريدها، لكنه استغرب، عندما استمع إلى ابنته الصغرى، إذ طلبت منه أن يحضر عنقود عنب مصنوعاً من الذهب. سافر الرجل متوجهاً إلى بيت الله الحرام، وعندما انتهى من فريضة الحج، اشترى لبناته الست ما طلبنه، ونسي أن يشتري صوغة البنت الصغرى، وعندما ركب السفينة الراسية على ساحل البحر عائداً إلى بلاده، لم تتحرك السفينة وبقيت في مكانها، طلب الربان من الحجاج الراكبين معه أن يتذكروا أمراً نسوه، إذ إن السفينة لا يمكن أن تتوقف هكذا، إلا إذا نسي حاج شيئاً ما، وتذكر الأب ما أوصته به ابنته الصغرى فقال: (نسيت وصية ابنتي عنقود عنب مصنوعاً من الذهب) وعندما انتهى من كلامه ظهر مارد أسود طويل قرب السفينة، فخاف الحجاج والربان، لكن المارد طمأنهم كان المارد يحمل في يده عنقود عنب، يعكس بريق ذهب خالص واتجه نحو الأب قائلاً: هذا ما طلبته ابنتك الصغرى.

استغرب الأب الحاج لكن المارد خاطبه (أيها الحاج هل تأخذ هذا العنقود مقابل أن تزوجني ابنتك الصغرى)؟

فارتعب الحاج ورفض العرض، لكن السفينة ظلت واقفة في مكانها لا تتحرك، فألح بقية الحجاج على الأب ليوافق على طلب المارد، وإلا تأخروا عن العودة إلى الوطن، اضطر الأب إلى الموافقة، وهو غير راض، وسأل المارد عن الطريقة التي سيتم بها الزواج، فأجاب المارد: ضع ابنتك فوق سطح البيت عند عودتك بكامل زينتها وسأختطفها).

وعاد الأب محملاً بهدايا وبهم ثقيل على قلبه، وقد فرحت البنت الصغرى بهديتها عندما تسلمتها، لكنها لمحت الدموع تنهمر من عيني أبيها، فاستغربت وسألته عن السر.

حكى الأب القصة لابنته، فطمأنته وبدت راضية بما قسمه الله لها، وتزينت زينة العرائس، فبدت في غاية الجمال، وراحت تبتسم، وأبوها وأخواتها يذرفون الدموع.

صعدت البنت الصغرى إلى سطح الدار، في تلك الليلة الحاكمة، وفجأة ظهر المارد، وكان حوله جناحان عظيمان هذه المرة، فحملها على أحد جناحيه ووضع أمتعتها وما جلبته معها على جناحها الثاني، وطار إلى حيث لا تدري.

وفجأة حط المارد في قصر فخم، واسع الانحاء، مترامي الأطراف، وكان في القصر سبع غرف، تقع كل واحدة داخل الأخرى، وتنتهي بغرفة مقفلة.

كان المارد يدلها على مافي البيت من أسرار فتح لها كل الأبواب وزارت كل الأشياء إلا ما هو موجود في الغرفة السابعة، فتساءلت عن سر بقاء الغرفة السابعة مقفلة.قال لها المارد بإمكانها أن تفعل كل شيء إلا فتح الغرفة السابعة، فهي سر يجب أن يظل مغلقاً.

ولم تأبه البنت للغرفة السابعة أول الأمر، لكنها في الأيام التالية ظلت تتساءل، لماذا هذه الغرفة مغلقة؟ ما هو سرها؟ وقد زاد من حيرتها أن المارد كان يخدمها ويخاطبها على أنها سيدته لا زوجته، كما أنها لاحظت أن هذا المارد يحضر لها كل مساء ليمونة وبمجرد أن تتناولها تروح في نوم عميق، لا تحس بعده بشيء، ولا تستقيظ إلا فجر اليوم التالي، وزادت حيرتها حين أحست بأنها ستصبح أماً، وأن في بطنها جنيناً، لا تدري من هو أبوه.فقررت أن تطلع على السر، مهما كان الثمن، تأهبت المرأة لاستقبال ليلة حاسمة فأحضرت ليمونه غير تلك الليمونة التي جلبها لها، ولم يلاحظ المارد شيئاً، انطلت على المارد حيلة المرأة التي تظاهرت بالنوم، حتى ذهب إلى فراشه، واستغرق في نومٍ عميق، فلاحظت سلسلة مفاتيح يحملها في عنقه، ونجحت في أخذها.ذهبت إلى الغرفة المغلقة، وأخذت تجرب المفاتيح حتى تمكنت من فتح الباب المغلق، واندهشت كثيراً عندما شاهدت شاباً جميلاً ينام في سرير يقع في وسط الغرفة.

كان الشاب عاري الصدر، في وسط صدره لاحظت شيئاً يشبه القفل، فجربت أن تفتحه بمفتاح صغير ووجدت نفسها أمام عالم سحري، مليء بلعب وملابس الأطفال، وأحست آنذاك أن الشاب الراقد في السرير هو زوجها، وأنه أعد كل ما رأته لطفلها المنتظر، وحرصت أن تغلق صدر زوجها، من غير أن يستيقظ، لكن الشاب أحس بها فهب واقفاً وأبدى دهشته لوجود زوجته معه فصرخ بها، لماذا فعلت هذا؟ ألم ينهك المارد عنه.

توسلت إليه الزوجة وطلبت أن يسامحها، لكنه ظل غاضباً ونادى المارد ووبخه وأمره بأن يلقي بها في أرض بعيدة ليس فيها إنس ولا جان.

نفذ المارد رغبة سيده، فوجدت الفتاة نفسها وحيدة وأخذت تسير على غير هدى طيلة النهار وهي تبكي وعندما جاء الليل، رأت أنواراً تتلألأ من بعيد فأسرعت نحوها على الرغم من تعبها الشديد.

وصلت مكاناً فيه قصر عامر فجلست أمام بابه، وطرقته بضعف شديد، رحب بها أهل الدار، وقدموا لها الطعام وأحست بشيء من الراحة.

وفي سكون الليل بعد أن ذهبوا للنوم، سمعت حواراً يدور بين أخ وأخته، كأن الأخ يأخذ رأي أخته - صاحبة الدار بخصوص زوجته التي فضحت سره، وعصت أمره، وعرفت الفتاة أن الأخ هو زوجها، وانتظرت رد شقيقته بفزع، ومما أكد مخاوفها أن الأخت طلبت إلى أخيها أن يسلمها هذه الزوجة العاصية، كي تأكلها وتشرب من دمها.

عندما سمعت الفتاة هذا الكلام، خرجت بسرعة من غير أن يحسب بها أحد، وظلت تمشي وتمشي، ولما حل مساء اليوم التالي، لاحت لها أنوار أخرى، وكانت أنوار قصر استقبلها أهله بترحاب.

وفي جوف الليل سمعت صوت زوجها يحدث أخته بنفس الكلام السابق، وعرفت أن هذه أخت زوجها الثانية، فهربت ووصلت إلى قصر آخر دخلته وسمعت صوت زوجها في الليل يحدث أخته الصغرى بقصة زوجته.أرادت الفتاة أن تهرب، لكنها سمعت الأخت الصغرى تلوم أخاها وتلقي الذنب عليه، وتعطي الحق، كل الحق للزوجة، فهي لم تفعل ذلك إلا عندما أحست أن زوجها يخفي عنها أسراره، ويكتم ما في صدره، ولهذا اقتحمت ما في الغرفة، فلو لم تفعل ذلك لبقيت في حيرة لا تعرف من هو زوجها، أهو المارد، أم إنه مجهول وتسللت كلمات الأخت الصغرى إلى قلب أخيها الشاب، ورق قلبه لزوجته، وكان يعلم وجودها في بيت أخته، ويعلم أنها تسمع إليه، فدخل عليها حيث كانت جالسةً، وعانقها واعتذر إليها، وعاش معها في قصر أخته الصغرى سعيداً منتظراً المولود الجديد.

****

رسوم

1- رغد صالح 11 سنة

2- ياسمين حمامدة 11 سنة

3- حلا مرقه 11 سنة

4- ربى أبوفارس 12 سنة

5 - لمى عمر 11 سنة

6 - زينب رائد 12 سنة

7 - آلاء حازم 12 سنة

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة