فاصلة

(النجاح هو أعظم خطيب في العالم)

حكمة عالمية

يعجبني كثيراً نتاج الشباب لأنه وليد فكر طبيعي لم يلوّثه التفكير في المصاعب وتحسّب الآتي.

وأكثر ما يفرحني نتاجات شبابنا في الغربة ربما لأنها تعطي انطباعاً للآخر الذي لا يعرفنا إلى أي مدى شبابنا طموح ومكافح ولم تقتل أحلامه الرفاهية.

فمعظم ما لدى الغرب عنا من معلومات هي مبتورة أو مشوّهة نتيجة تقصيرنا في تقديم أنفسنا ومجتمعنا للآخرين.

أربعة طلاب سعوديين مبتعثين للدراسة في بريطانيا (حمزة الصافي، فواز سعد، موسى الحربي، فهد السبيعي) أكبرهم يبلغ من العمر 27 عاماً فكروا في أن يوجدوا وسيلة اتصال بينهم وبين المبتعثين فكان أن أسسوا إذاعة «صوت المبتعث» وهي إذاعة عبر شبكة الإنترنت خاصة بالمبتعثين السعوديين وقضاياهم فيها مسلسلات كوميدية ولقاءات وتقارير خاصة.

ساعدت هؤلاء الشباب تقنيات العصر الحالي ولكن قبل ذلك كان لديهم بالتأكيد الحس الوطني أن يفعلوا شيئاً لأبناء وطنهم وهاجس أن نقدم ما هو مميز ومفيد.

الأسبوع الماضي تم افتتاح إذاعة «صوت المبتعث» في نسختها الثانية بعد أن تم الانتهاء من نسختها الأولى في الفترة من مارس إلى جون الماضي في 8 حلقات.

الإذاعة تبث عبر موقع خاص http:--www.mbtathradio.com

وللإذاعة صفحة خاصة في موقع الفيس بوك فيها جميع الحلقات والتصاميم للفقرات وفيها أكثر من 1100 معجب وفي يوم الافتتاح فقط وصلهم أكثر من 200 رسالة جوال. وأصبح للإذاعة ممثلين في أمريكا والسعودية.

مكتب السفير السعودي في المملكة المتحدة هنأهم بافتتاح الإذاعة وفي ذلك دعم معنوي لهم.

شخصياً أجد نفسي متعاطفة معهم لإدراكي بصعوبة مثل هذا العمل، ولذلك لن أقيّم التجربة ولن أقيّم هؤلاء الشباب ضمن معايير العمل الإعلامي يكفي أنهم صنعوا من لا شيء شيئاً متميزاً فحينما تستمع إلى الإذاعة وأنت مغترب تشعر بأنك قريب من هذا الوطن الذي تركته لتعود إليه بمعرفة ونضج أكبر.

الطلاب يدفعون من جيوبهم تكاليف تجهيز الاستديو والهدايا والجوائز للمتصلين وهذا يؤكّد أنهم شباب على قدر كبير من الحماس الذي أرجو ألا ينتهي بانتهاء فترة ابتعاثهم فكثير من الأفكار الجميلة يقتلها عدم الاستمرار.

هذه الإذاعة ليست التميز الوحيد لشبابنا هناك الكثير الذي ربما نجد من يحتويه ويثمنه لأجل هذا الوطن.