Friday  01/10/2010 Issue 13882

الجمعة 22 شوال 1431  العدد  13882

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

اليوم الوطني صباح جديد
سليمان الأفنس الشراري*

رجوع

 

تحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى تاريخية عزيزة على قلب كل سعودي، بل بحقبة فاصلة في التاريخ السعودي لتوحيد أجزاء المملكة السعيدة التي عانت في عصور ومراحل سابقة كثيراً من الانشقاقات والانقسامات إلى أن جاء مؤسس هذا الكيان الكبير موحدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه فوحّد الصفوف، وجمع الشمل بتآخي وبوحدة الكلمة وأعلن بكل ثقة التئام شمل المجتمع السعودي وإصدار المرسوم الملكي الشهير بالوحدة ليصبح اسم مملكة الحجاز وسلطان نجد وتوابعها هو المملكة العربية السعودية.

إنه يوم فاصل في تاريخ المملكة ليرتفع شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله عالياً خفاقاً فوق سماء البلاد ليعلن استمرارية وتأسيس دولة سعودية حديثة.

هذا وقد دأب الملك عبد العزيز منذ توليه على تطبيق الشريعة الإسلامية في بلد الإسلام والمسلمين لتكون السعودية أول دولة عربية إسلامية تطبق منهاج رب العالمين، في وطن فيه كعبة الله تحيط أرجائها ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم تغمره بعطر النبوة، ترسي القيم الإسلامية العظيمة التي أرسى دعائمها سيد البشرية المصطفى عليه أزكى الصلاة وأعظم التسليم.

لقد شهدت المملكة أحداثاً جساماً، ونزاعات على الحدود، فمن قائل بتقسيم المملكة، ومن قائل بتعيين إمارات، ومن قائل بأشياء أخرى، فكان لحصافة الملك، ورؤيته الثاقبة، أكبر العون في توحيد أجزاء البلاد، ليتم بعد ذلك النظر للشأن الاقتصادي، والسياسي، والثقافي، والديني.

وقد كان للملك ما أراد، فارتاحت الأمة، وانكشفت الغمة، وعلت رايات العلم والثقافة، والمدنية الحديثة في كل أنحاء البلاد بفضل الحكمة الثاقبة للملك عبد العزيز ولكل الملوك أبناؤه الأخيار الذين جاءوا من بعده وساروا على منهجه، فغدت بهم المملكة حديقة تحرسها عناية الله، ومملكة تعمر أرجاءها الثقافة وتفتح أبوابها للعلم والعمران والتمدن والأمن والسلم والسلام مملكة للإنسانية أجمع.

ان المملكة تنفرد عن غيرها من البلاد إذ بها الحرم النبوى الشريف، وكعبة الله، ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومزار الأنبياء والمسلمين جميعاً، كما أن نظامها يستقي مادة دستورتها من الدستور الإلهي، ومن منهاج القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة، فغدت مختلفة عن الممالك والمدن والبلاد، بفضل تطبيقها لشرع الله وحكمه في كل أمورها الحياتية الدنيوية.

وفي هذه الذكرى لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، لا بد لنا أن نتذكر ماضينا التليد، وحاضرنا المجيد الذي نزهو به الآن بين مختلف الأوطان، لما يحمل من شواهد وإنجازات حضارية تحققت في وقت قياسي بفضل الله عز وجل، ومن الإنجازات التي قام بها المؤسس رحمه الله وطيب ثراه الملك عبد العزيز هو بناء هذه الوحدة السياسية والحفاظ عليها وقد سعى إلى تطويرها وإصلاحها في كافة المجالات، حتى استطاع بفضل الله عز وجل أن يضع الأساس لنظام إسلامي شديد الثبات والاستقرار مع التركيز على المسؤوليات وتحديد الصلاحيات، فتكونت الوزارات وظهرت المؤسسات وقامت الإدارات لمواجهة التطور، وأدخلت المخترعات الحديثة لأول مرة في شبه الجزيرة العربية فحلّت تدريجياً محل الوسائل التقليدية.

إن الاحتفال باليوم الوطني للمملكة ليس احتفالاً فحسب، مثل بقية الاحتفالات، وليس هو مناسبة وتمر عابرة، بل يجب أن نتوقف عندها لنتأملها ولنستق الدروس والعبر، وليتعظ الجيل من الأبناء والشباب وليتعلموا كيفية الاقتداء بقائدهم العظيم، ومفكرهم الحكيم، لإذ شخصية الملك العظيم لا تتكرر، فقد عمل - رحمه الله - منذ توليه حكم البلاد على ترسيخ مبادئ الإنسانية والإسلام السمحاء، فكانت مبادئ الحق والخير والجمال هي المبادئ الفاضلة التي سار على نهجها مليكنا المفدّى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكان العدل أساساً للملك والحرية بلا حدود، طالما هي في الإطار القانوني والشرعي لخدمة البلاد، دون المساس بالعقيدة، كما أن احترام حرية الأديان هو مبدأ ثابت عند الملك عبد الله، فنراه يجمع المثقفين والعلماء ورجال الدين حوله ويشاورهم، ويشرح لهم أفكاره لبناء الدولة الحديثة، مع التمسك بالتقاليد العربية الإسلامية، والهوية العربية، والقومية، والوحدة، ولهذا قامت الوحدة العربية على أساس راسخ من العقيدة، وتطبيق مبادئ الإسلام السمحة، واحترام حقوق الإنسان، والحريات الدينية، وعدم المساس بعقائد أصحاب الديانات الأخرى، واحترام قيمة الإنسان الفرد، لمعرفة حقوقه، ومعرفة واجباته أيضاً، فشارك الجميع في الأفكار، وقرّب إلى مجالسه المبدعون، والشعراء، والعلماء، واتخذ منهم وزراء ومستشارين، فتم بناء الدولة المدنية على أساس ديني إسلامي تنويري، فغدت الثقافة السعودية مادة تدرّس في مناهج العالم التربوية، وغدا النظام السياسي السعودي أكثر تميّزاً ووضوحاً عندما نقارنه بالدساتير والقوانين العالمية، إذ عالمية الإسلام، وكونيته، تنبعان من تنوير نبوي، استمده النبي صلى الله عليه وسلم من منهاج الله لعباده، وبذلك الفكر الثقافي، الديني، التنويري، العالمي، قام النظام السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي للمملكة، على احترام قيمة الإنسان، وإعطاء حقوقه، وتحمّل مسئولياته، فأحب الجميع الملك العادل المحبوب المثقف المستنير، خادم الحرمين الشريفين، وملك الإنسانية، والأمة العربية والإسلامية، إذ أنه ملك أكبر دولة إسلامية في العالم العربي والشرق الأوسط.

ان الاحتفال بالعيد الوطني للمملكة ليس احتفالاً عادياً، كما أسلفنا، بل هو مادة نستقي منها في مناهجنا التربوية السماحة للحاكم تجاه المحكومين، والعطف، والبشاشة، والعدل، مع كل المواطنين، فماذا يريد المواطن بعد ذلك والكل يسهر على راحته: الوزراء والأمراء، والملك المفدى.

سنظل كل عام نتمثل تلك الذكرى ونستقي منها الدروس ولنراجع أنفسنا لتتواصل قاطرة الحضارة وتسير العجلة الكونية بإنجازات المملكة إلى الأمام.

المستشار العام لرابطة الأدباء العرب

Alafnes_s@hotmail.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة