Sunday  03/10/2010 Issue 13884

الأحد 24 شوال 1431  العدد  13884

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

متى كانت آخر مرة شاهدتَ فيها أميراً بلا «بشت»؟.

هناك أشياء قد تبدو صغيرة، لكنها مهمة وتلامس الناس بشكل ملفت.

شخصياً، كانت آخر صورة شاهدتُها، هي صورة الأمير مشاري بن سعود وهو يستقبل الناس القادمين للسلام عليه بعد تعيينه أميراً لمنطقة الباحة، صورة الأمير كانت ملفتة لسبب بسيط، الأمير كان يظهر أكثر من مرة من دون مشلح. كان يستقبل الناس بود، وجدت أن الصورة البسيطة لفتت نظر آخرين، فالأمير بهذا التبسيط مع الناس كسَّر حاجزاً تقليدياً، وأرسل رسائل عدة في أول يوم عمل تقول إنه جزء من الناس ومعهم، ولا حاجة (لمشلح) قد يخلق فارقاً، ويبني جدار عزلة أو جليداً ولو مؤقتاً. ورغم أني طالعتُ لاحقاً حواره مع الزميلة جريدة المدينة، وشدني وضوحه ومباشرته ووعده أنه «لن يبقى في الباحة مسؤول يعمل لمصلحته الشخصية»، إلا أن صورته بقيت هي المؤثر الأول.

هذا المظهر من التبسيط أسس له الملك عبدالله الذي يظهر أحياناً وهو يتناول فنجاناً من القهوة، أو أحياناً أخرى وهو يحادث ضيفاً، أو يمر بمكان عام، والأمر حدث في مناسبات عدة مع سمو ولي العهد، وسمو النائب الثاني، والأمير سلمان بن عبدالعزيز، والأمير خالد الفيصل والأمير محمد بن فهد، والأمير محمد بن نايف، وآخرين.

فيما الكثير من المسؤولين لدينا من وزراء أو وكلائهم، وأحياناً مديري مكاتبهم، وبعض المديرين العامين، تشك أنهم يأكلون ويشربون وينامون بالبشت، ونادراً ما تجدهم في مناسبة عامة أو خاصة من دونه.

وهناك -أيضاً- «المعقبون» الذين يتقصدون لبسه للتمويه على المراجعين والموظفين الحكوميين، وفي الغالب تنجح حركاتهم في تجاوز طابور المراجعين، ثم يتوقف دور «التزيف»، ليبدأ دور الخدمات المتبادلة والمالية، وذاك موضوع آخر.

نعود لفكرة التحرر من الرسميات، صحيح أن الفكرة صغيرة، لكن وقعها على الناس جميل، ويكسر حاجزاً كبيراً مع جيل شاب بالكامل، وهم اليوم يشكلون الغالبية في مجتمعنا، وهذا التبسيط له قيمته في التواصل، وإعلان حالة من الود في العلاقة والتقارب، وتقليص للفوارق الزمنية والعمرية وبعض الكلفة.

وخليجياً، يشتهر أغلب المشايخ بندرة لبسهم للمشالح، وظهورهم في الأماكن العامة بلا مقدمات، وقليل جداً ما يرتدونه في الاستقبالات المحلية الدورية، والاحتفالات الوطنية والرياضية ونحوها، إلا في مناسبات الضرورة الرسمية، لدرجة تظهر معها أحياناً قلة تعودهم على طريقة وضعه وإحكامه على أجسادهم.

جميل أن يتعلم المسؤولون الجدد من «الكبار»، ويتحرروا ويتحركوا في ميدان العمل بطرق أكثر عملية وإنتاجاً وسرعة، وبالتأكيد سيجدون بعد ذلك وقتاً كافياً لارتداء «البشوت» عند الحاجة.

إلى لقاء

 

ممر
«أمير بدون مشلح..!»
ناصر الصرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة