Monday  04/10/2010 Issue 13885

الأثنين 25 شوال 1431  العدد  13885

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

           

في زاوية يوم الأحد 17 شوال 1431 هـ تساءل الزميل محمد آل الشيخ عن السر وراء تكليف واحد من المعارضين النشطين لتطوير المناهج الدراسية وللحراك الثقافي غير المؤدلج كله، على رأس قائمة مؤلفي مقرر الفقه والسلوك للمرحلة الابتدائية والمتوسطة، ويتساءل الصديق محمد هل ما بقي في البلد إلا ذا الولد؟!.

لن يكون اسم ذلك الشخص أو تواجده الإجتماعي اللافت محور الاهتمام هنا، لأن المهم هو التركيز على مسألة التكليف بكتابة منهج دراسي من الأساس. ما هي أهداف المنهج ومن هم التربويون المتخصصون الكبار الذين حددوها، وما هي آلياتهم العلمية في اختيار المادة التربوية، أي ما مدى ضلوعهم في علوم النفس والتربية والوطنية (الاجتماعية والجغرافية)، وما مدى توافق المادة العلمية وملاءمتها للعمر الطلابي الذي سوف يتلقاها. الأهم من ذلك كله ما هي احتمالات حضور المؤلف و قناعاته ومفاهيمه وطباعه وتركيبه النفسي في المادة التي سوف يختارها ويقدمها لإدارة المناهج لإجازتها كمقرر دراسي. إن هذه الأساسات في منتهى الأهمية قبل التكليف، خصوصاً للمرحلة الدراسية الابتدائية والمتوسطة، وبالذات في محتوى الفقه والسلوك. تدريس محتوى ما في الفقه والسلوك لتلاميذ فترة الطفولة وما يليها مباشرة يجب أن يخضع لتمحيص تربوي ووطني واجتماعي شديد. محتوى الفقه والسلوك ليس محتوى علمياً رياضياً جامداً، وإنما يقوم بالأساس على الكثير من الاجتهادات الفقهية والعقدية القابلة للأخذ والرد، وحين تقدم هذه الاجتهادات كمسلمات سلوكية تلقينية (وهذا هو الحاصل عندنا) لتلميذ في المراحل الأولى من التشكيل التربوي والعقلي، حينئذ تكون البرمجة العقلية قد بدأت محمية تحت سمع وبصر الرقابة الاجتماعية والمؤسساتية.

أنت تعرف يا أخي محمد أن إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم وآلياتها العلمية وأفقها المعرفي والتربوي هي نفسها أو تكاد التي أجازت المناهج القديمة، وعليك باقي الحساب. إذا كان العكس هو الصحيح فمتى تم تشكيل الإدارة الجديدة ومن هم أعضاؤها؟.

تقول يا صديقي محمد: من الواضح أن وزارة التربية والتعليم تشعر بخطأ كبير بتكليفها لذلك المؤلف. أنا أسألك من قال لك ذلك؟ يعني وش درّاك؟. وتقول إن المكلف سبق أن شنع بوزارتهم، وأقول لك ثم ماذا؟، هل شنع بإدارة المناهج؟.. لا لم يشنع بها. تقول يا أبا عبداللطيف أن البلد يزخر بالعلماء في مجالات علوم الفقه والسلوك، وأن هناك آلاف المتخصصين السعوديين في الفقه وعلومه وتسأل أين كل هؤلاء ولماذا ينحون كلهم ويؤتى بمن له مواقف معروفة من تطوير المناهج؟. ابحث عن الجواب في التعاطف والتكاتف والشعور بصلابة المواقف، حتى لو كان في البلد غير ذلك الولد آلاف وألوف.

أما تطلعاتك في آخر مقالتك الفياضة بالأمل الوطني المشرق وتمنياتك الموجهة إلى من يهمه الأمر في الوزارة في إحداث التطوير المناسب في إدارة المناهج لضمان سلامة توجهها فإنني أرددها وراءك وبنفس حماسك.



 

إلى الأمام
بلى يا محمد.. في البلد غيره ولكن!
د. جاسر عبد الله الحربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة