Tuesday  05/10/2010 Issue 13886

الثلاثاء 26 شوال 1431  العدد  13886

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تغطية خاصة

 

(أم طلال المطيري):
حفظت القرآن بعد سن الستين.. وأصوات بصفر والسديس والحذيفي تزيدني خشوعاً

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حاورتها: نوف البشر - الرياض

من حولنا نماذج مشرقة لأناس تخطوا في أعمار متقدمة تحديات كبيرة وحققوا نجاحات تتعذر على كثير من اليافعين تخطيها.. حين نلاقيهم نعرف أننا في تراخٍ وفتور لا خلاص منهما إلا بشحذ الهمة واستدراك طلب الغايات.

- «أم طلال المطيري» نموذج مشرق لامرأة سعودية استطاعت بفضل الهمة التي وهبها إياها المولى عز جل أن تحفظ كتاب الله كاملاً وهي في سن السبعين.. ففي «دار البيّنات» لتحفيظ القرآن الكريم في حي الفواز ابتدأت حكاية «أم طلال» التي كشف عنها الحوار التالي:

لماذا قررتِ حفظ القرآن في هذا العمر تحديداً؟

- أحمد الله وأشكره أولاً أن أكرمنا ب»دار البينات» في حي الفواز فقد كانت أختي «أم خالد» تحفظ فيها القرآن الكريم وشجعتني أن أسجل معها.. ولأني لا أعرف القراءة ولا الكتابة استصعبت الأمر كثيراً وكنت أقول لها: «يا ويلي ويلاه كيف أحفظ القرآن.. وأنا في هذا العمر ولا أقرأ؟!» فتقول: «بعون الله ثم المعلمة ثم الشريط..».. فكنت أستغرب لأني لا أفهم ما يقوله القارئ.. ولكني كنت أتمنى أن أحفظ.. والحقيقة تشوقت للأمر وعزمت على الحفظ ونذرت لله أن بلغني حفظ كتابه كاملاً أتفرغ للعبادة يوماً كاملاً لا أرى فيه أحداً ممن حولي (والله غني عنا) ولكن ليزيد اهتمامي وأجتهد.. وقد بدأت بالحفظ وعمري 62 سنة وحفظت القرآن كله وعمري 73 سنة ولله الحمد والمنة.

ما الذي شجعك على مواصلة الحفظ؟

- شجعتني الرغبة فيما عند الله وما عرفناه في هذه الدار المباركة من أن القرآن نور وضياء وشافع لنا في القبر وعلى الصراط ونرتقي به في منازل الجنة.. شجعني ما سمعته من الآيات والأحاديث عن فضل حفظ القرآن.. وكذلك المحاضرات وحسن التعامل والتشجيع من المعلمات والمديرة في «دار البينات».. لذلك كنت حريصة على الحضور فلا أتغيب حتى لا تفوتني مجالس الذكر والخير.

ما الأساليب التي اعتمدت عليها في ترسيخ حفظك؟

- كنت أحفظ أولاً بأول ولا أهمل الحفظ.. أقرأ مع معلمتي من المصحف وأسمع الشريط بعناية.. وأراجع الحفظ القديم.. وأكرر الحفظ الجديد وتسمّع لي معلمتي جزاها الله خيراً.. فهي صبورة وكريمة الأخلاق تساعدنا وتتعب لأجلنا.. وكنت لأجل التركيز على الحفظ أعتذر عن السهرات العائلية الطويلة.

متى ختمت كتاب الله حفظاً بأكمله.. وكم استغرق منك؟

- ختمت عام 1430هـ واستغرق ذلك 10 سنوات وتفرغت للمراجعة المركزة 1431هـ.. كنت أختبر كل خمسة أجزاء عند المعلمة ثم عند مديرة الدار.. وبعد ذلك اختبرت كل خمسة عشر جزءاً.. وبعدها القرآن كاملاً ثم شجعتني المديرة على دخول اختبار الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وفقهم الله وجزاهم خير الجزاء.

بماذا أحسست عندما ختمت كتاب الله عز وجل؟

- فرحت كثيراً أن بلغني الله هذه النعمة العظيمة ووفيت بنذري فتفرغت للعبادة يوماً دعوت ربي فيه أن يقبل مني ويرزقني الإخلاص والقبول وأن يبلغني الفردوس الأعلى ويجعل القرآن شفيعي.

مَن مِن المقرئين الذين تتأثرين به خشوعاً لدى سماعك آيات الذكر الحكيم بصوته؟

- الشيخ عبد الله بصفر والشيخ عبد الرحمن السديس والشيخ علي الحذيفي.

ما الدور الذي قامت به معلمات المدرسة في تجديد حفظك؟

- معلمتي الغالية الدكتورة «وفاء شحاتة» والله ما قصرت شجعتني بالثناء والشكر والكلمات الطيبة والاحترام والشهادات والهدايا من الدار ودرستني المعلمة «حصة» والمعلمة «عالية» كلهن كن يشجعنني ويعلمنني الخير وفقهن الله.

ما الذي ينقص مدارس تحفيظ القرآن الكريم برأيك؟

- ينقصها الدعم المالي.. ورغم ذلك أقول إن دارنا رائعة وفيها نظام واحترام ومحبة وحفلات منظمة ومتقنة.. أذهب لحفلات أُدعى إليها لكن والله مثل حفلات داري «دار البينات» ما رأيت اهتماماً وتنظيماً وبرامج مفيدة وتعاوناً وعناية وتكريماً للقرآن وأهل القرآن.. وهنا أحب أن أشكر الشيخ «محمد بن مطلق القحطاني» المشرف على الدار وفقه الله، ومديرة الدار «أم عبد الرحمن عابدية عرب» أسعدها الله وجميع القائمين على الدار وأقول لهم: «والله لم تقصروا.. والله لم تقصروا.. والله لم تقصروا».

هل كان لحفظك أثرٌ على أبنائك وأحفادك؟

- تشجعت حفيداتي القريبات من الدار وسجلن فيها وكن حريصات على الحضور وعدم الغياب والحفظ والمشاركة في النشاطات.. حياتنا صار فيها خير كثير.. وهن فرحات بي ويطلبن مني الدعاء لهن.

كثير من الأمهات يرين أن الحفظ متعذر لمن شغلتها مسؤوليات البيت والزوج والأبناء ماذا تقولين لهن؟

- أقول لهن: التي لديها زوج وأبناء يحتاجون الرعاية لا تهملي ولا تقصري معهم واحفظي القرآن في بيتك بالشريط ونظمي وقتك حتى تستطيعين الخروج للدار إذا كنت قادرة أو متفرغة مثلي.. حتى لا تحدث خلافات ولا تضيعين أبناءك وبناتك فهم أولى بك.. ولكن لا بد أن يكون القرآن همك الأكبر.

كيف وجدت انعكاس حفظ القرآن على العبادات من الواجبات والنوافل؟

- الحمد لله أسأل معلمتي عن معنى الآيات التي أحفظها وأتعلم منها الحلال والحرام وأستمع لتفسير المعلمة لآيات منهج الحفظ والأحاديث لأعرف الطريق المستقيم ونحن عليه إن شاء الله ولكن الخطأ حاصل من ابن آدم عسى الله يغفر لنا.

ما العقبات التي واجهتك خلال حفظك؟

- الحمد لله متيسر عليَّ الحفظ وهو في صدري ومهتمةٌ به ولكن في البداية صعب علي لأني أمية وبعد السبعين من العمر صارت تداخلني رهبة من دخول الاختبار ولكني كنت أتوكل على الله وألجأ إليه وأدعوه أن ييسر لي فهو القائل:?إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا? (6) سورة الشرح.. والقائل سبحانه: ?وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ? (17) سورة القمر.. وأنا انتقلت لحي آخر وفيه دار أخرى ولكني أحب «دار البينات» وأهلها وأعرفهم ويعرفونني وأحبهم ويحبونني والحمد لله آتي مع ولدي -وفقه الله- للدار بحي الفواز يومين في الأسبوع.. وأبيت عند ابنتي وأتمنى ألا أنقطع كل عصر عن دارنا الطيبة وعن مجالس العلم والذكر.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة