Wednesday  06/10/2010 Issue 13887

الاربعاء 27 شوال 1431  العدد  13887

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

           

عدد أيام الدراسة في السعودية (175 يوماً)، ويبقى من السنة الفلكية (190 يوماً) تضيع في الإجازات والأعياد واللهو والنوم. أكثر من نصف العام يضيع تعليمياً، وأقل من نصفه فقط هو الذي يستفاد منه لمحاولة تعليم أولادنا شيئاً ما للمستقبل، حتى ولو كان نصفه أو أكثره مجرد حشو تقليدي ما يلبث أن يتبخر بعد أقرب امتحان. سوف أجعل المسألة أكثر إيلاماً لكم بتحويل هذا الرقم المتواضع لعدد الأيام الدراسية عندنا إلى عدد أكثر تواضعاً عندما نحسب الموضوع بالساعات الدراسية. يستغل في مدارسنا يومياً ما مقداره (270 دقيقة) للتدريس بكل أشكاله بطارفه وتليده، أي أربع ساعات ونصف تقريباً، يدخل فيها تعليم ما هو ضروري للحشو والتلقين وما هو ضروري لقمع المماحكات الطلابية وفرض الهدوء في الصف وما يمكن استقطاعه لتدريس العلوم والرياضيات. عليكم أن تحسبوا، وعلى الله العوض، مقدار الوقت التعليمي الحقيقي مما نسميه عندنا عرفاً السنة الدراسية. إن فتحت فمك بعد ذلك دهشة فأنت فعلاً يا غافل لك الله، وإن أبقيت فمك مغلقاً فأنت صاحب دماغ ثقيل لا يفهم ما تعنيه الأرقام. دعونا نقارن سنتنا الدراسية هذه الكبيسة جداً بالعلوم والمعارف بالسنوات الدراسية في دول أخرى لنتعرف على الفرق. في الصين يدرسون (250 يوماً) في السنة بمعدل (305 دقائق) في اليوم، وفي بريطانيا (295 يوماً) بمعدل (320 دقيقة في اليوم)، وفي إسبانيا (190 يوماً) بمعدل (300 دقيقة) في اليوم، وفي أمريكا (180 يوماً) بمعدل (338 دقيقة) في اليوم. هذه الأرقام تعني أن عدد الساعات الفعلية في السنة الدراسية عندنا تقل بمعدل الثلث في المتوسط عن دول العالم، ودع عنك الفاقد من الساعات على الحشو والتلقين وقف واجلس يا حمار. هكذا نتعامل مع مستقبل من ندلعهم ونسميهم أجيال المستقبل، أما أي مستقبل فهذا علمه عند الله ثم عند المسؤولين الكبار في وزارة التربية والتعليم. أكثر من نصف السنة ننفخه في الريح على الإجازات والأعياد واللهو والنوم، وكأننا نخطط عن عمد وإصرار وباستمتاع أبوي أسطوري بإعداد أجيال مترهلة ثقيلة العقل والحركة، مع تخريج بعض الأعداد اللازمة من الببغاوات التقليدية هنا وهناك لاستلام المسؤوليات المستقبلية والمحافظة على كنوز مغارة علاء الدين من العبث بمحتوياتها الثمينة. أريد فقط قبل أن أغلق فمي أن أسأل الكبار في وزارة التربية والتعليم هل لديهم أطفال يخططون لإعدادهم لمستقبل أفضل؟.











 

إلى الأمام
هل للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم أطفال؟
د. جاسر عبد الله الحربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة