في يوم الوطن الذي نجدد فيه الحب والولاء للوطن.. ونحن أكثر تلاحماً.. والأدق تعبيراً عن معنى الوحدة، يقف الوطن شامخاً بين الأمم عزيزاً، وقد سما بقداسة أرضه، فهو الوطن الأم لكل المسلمين، وهو الوطن الذي تهفو إليه الأفئدة وتشتاق في روحانية للتوجه شطره في صلاة وخشوع ودعاء كل القلوب المؤمنة، فما أروعك من وطن، وما أعظمك من تراب.

ويحق لنا أن نفخر بزعامة ملك تربع على عرش قلوبنا قبل أن يتربع على عرش ملك هذا الوطن، ملك إنسان محب لشعبه وأمته ودينه، وهو الحكيم الذي كما تلتف حوله قلوب الشعب، تتحد وتتآلف في انتمائها لوطن، هو وطن العزة والشموخ والتحدي.

ولا شك أن اعتزازنا وفخرنا بملك عظيم هذه صفاته، إنما هو فخر واعتزاز بهذا الوطن الذي نحتفي بحبنا له وولائنا المخلص في الدفاع عنه، بالكلمة والرأي والحوار الصادق، وهذا ما تعلمناه ويعلمنا إياه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، في محبتنا لوطننا والإخلاص في العمل من أجل بنائه ونهضته.

ولم يأت اختيار الملك عبدالله في مجلة نيوزويك الأمريكية ضمن الزعماء العشرة الذين كسبوا احترام العالم ووصفه بالملك المصلح، وأنه قد حقق من الإنجازات لوطنه وشعبه في فترة عهده وهي الأربع سنوات، ما تحققه الدول في عقود وسنوات. واعتبرته المجلة من أكثر الزعماء تأثيراً وحنكة بإنجازاته ومبادراته وسعيه، لنشر الحب والتسامح بين شعوب العالم، وخدمة الإنسانية فهو بحق رمز للزعامة في تاريخ العرب الحديث. ولئن اختارته هذه المجلة زعيماً عالمياً له تأثيره في شعوب العالم، فقد سبق وأن اختارته مجلة فوربس Forbes كزعيم له تأثيره القوي في العالم، في نوفمبر عام 2009م، وذلك لعدة فرضيات أهمها المثالية والحنكة والصدق والإنجاز، ولا شك أن الملك عبدالله ومنذ توليه قيادة زمام الحكم في المملكة قبل أربعة أعوام، حقق لبلاده وأمته والعالم أجمع ما لم يحققه زعماء آخرون في عدة عقود، فقد كان رائداً للسلام بإعلانه مبادرته الشهيرة عام 2002م، ورفع شعار التسامح والحوار مع الأديان في أول مؤتمر عالمي عقد تحت رعايته في برشلونة بإسبانيا عام 2008م، وقاد بقدرة وحكمة الأزمة الاقتصادية بحيث لم يتضرر اقتصاد المملكة والعالم أيضاً، إضافة إلى ما أنجز في السنوات الأولى لعهده الزاهر، من حيث تطوير المدن وإنشاء المدن الاقتصادية وتطوير التعليم، ومنح المرأة كل فرص العمل والمشاركة في بناء الوطن، ثم إنجازه الأخير الذي بهر العالم بافتتاحه أول جامعة سعودية عالمية في الشرق الأوسط (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية).. وفي توصيفية مجلس فوريس وهي مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة نشر إعلامية مستقلة لها صدقيتها وحرفيتها المهنية، قالت المجلة عن الملك عبدالله (باستجماع عوامل تصنيف مراتب الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم اصطرعنا مع أسئلة شائكة قبل اتخاذ قرار تحديد مظاهر التأثير: من ضمنها هل الشخصية ذات نفوذ في مجموعات كبيرة من البشر؟ هل الشخصية تتمتع بأكثر من منحى ومنعطف نفوذي؟.. وقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من بين العشرة الأُول الأجدر. تقول البروفسورة ديان شيسلدين أستاذة العلوم الإنسانية في جامعة نيفادا «إن تصنيف مجلة (فوريس) الشهيرة للملك عبدالله بن عبدالعزيز بين أقوى عشرة شخصيات تأثيراً في العالم، هو أمر يفاجئ الأمريكيين، لأن الملك عبدالله استطاع منذ ولايته أن يحدث تأثيراً في عدد مهم من القضايا التي لها صفة العالمية والإقليمية، ومبادرته للسلام عام 2002م لمعالجة قضية النزاع العربي- الإسرائيلي ومبادرته للحوار مع الأديان، أكدتا على عظمة الملك عبدالله وعززت من مكانته بين زعماء العالم وأهلته لأن يكون منعطفاً قيادياً تاريخياً، وتعد الجامعة منذ فترة للترتيب عبر القنوات الدبلوماسية الأمريكية والسعودية لتوجيه الدعوة للملك عبدالله لزيارة جامعة نيفادا ولقاء أعضاء هيئة التدريس والطلاب فيها، باعتباره من الزعماء السياسيين الذين لهم ثقلهم ودورهم الإيجابي في حل مختلف القضايا، ولما تكنه له مختلف الشعوب من محبة وتقدير واحترام. وفي تعليق من السفير هيرمان كوهين مساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق، وعلى اختيار خادم الحرمين الشريفين ضمن العشرة الأوائل من زعماء العالم الأكثر حنكة وتأثيراً، قال (إن وجود الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تصنيف (فوريس) بين زعماء العالم الأكثر تأثيراً ومصداقية، لم يكن مفاجئاً، فالملك عبدالله زعيم يتمتع بصفات لا تتوفر في الكثير من الزعماء، لما يصدره من قرارات حكيمة وآراء سديدة، ويعالج مختلف القضايا المعقدة برزانة ودبلوماسية هادئة، وقد بدأت شعبيته تأخذ مكانها عند الأمريكيين، وقد عرف بشعبيته الطاغية في بلاده وبين شعوب المنطقة، لذلك فإن الشعب الأمريكي يحتاج لمعرفة المزيد عن هذا الملك الحكيم الإنسان، وقد أجمعت القيادات السياسية والفكرية والإعلامية على أحقية الملك عبدالله لأن يكون في مصاف العشرة الزعماء الأوائل في العالم، لأنه زعيم يتميز بشخصيته النافذة وحنكته السياسية وبعد نظره، كما أنه يحمل بصدق وأمانة قضايا أمته ويهتم بها، وفي مقدمة تلك القضايا الوحدة العربية ونصرة العرب في قضيتهم المستعصية قضية الشعب الفلسطيني.

وللتأكيد على مصداقية مجلة (فوربس) ونزاهة اختيارها لشخصية الملك عبدالله، أصدرت جامعة جورج تاون الأمريكية كتاباً حول أعظم الشخصيات القيادية ذات الحكمة والنفوذ في العالم الإسلامي لعام 2009 (The 500 Most Influential Muslims) للمؤلف د. جون اسبوزيتو أستاذ الدراسات والعلاقات الدولية، أشاد المؤلف في كتابه بمآثر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ومناقبه الفريدة، وتلتقي العناصر الوصفية في كتاب الدكتور اسبوزيتو مع ما أشارت إليه مجلة فوربس، حول ما يتمتع به من نفوذ كبير في العالم الإسلامي وما أصدر من قرارات ومبادرات أفضت لحوار مثمر بين الأديان وتقارب بين الشعوب والحوار مع الآخر وإزالة الخلافات العربية والإسلامية، بالإضافة إلى ما حققته المملكة العربية السعودية من إنجازات على الصعيد المحلي، متمثلاً في محاربة الفساد ووضع الحلول السريعة لتحسين الأوضاع المعيشية للطبقات الفقيرة، ورفع معدلات الإنتاج في مجالات التنمية المختلفة، والحفاظ على التوازن في مدخلات ومخرجات ميزانية الدولة والوحدة الوطنية وتطوير التعليم ودعم المرأة السعودية وتمكينها من أداء دورها في المجتمع ومنحها كل الفرص والحقوق الواجبة لها، إضافة إلى المنجزات الكبيرة التي حققتها المملكة بقادة الملك عبدالله في الخدمات الإنسانية وحقوق الإنسان.