Thursday  07/10/2010 Issue 13888

الخميس 28 شوال 1431  العدد  13888

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

ضجت الصحف الأسبوع الماضي بخبر المدارس الأهلية (الفاخرة) التي قامت عنوةً (بطرد) طلابها من الأطفال في وضح النهار دون سابق إنذار -ومع أول يوم....

....دراسي- ضاربةً بجميع القيم والأعراف (الخُلقية) التي من أجلها أقيمت هذه الصروح (المشيدة) التي حولها (أصحابها) إلى منشآت رأسمالية؟!...

هذه الحكاية الطريفة هي غيض من فيض تجاوزات المدارس الأهلية التي تحتفل كل عام بزيادة الرسوم ومضاعفتها على أبناء الوطن.

هذه الحادثة ستعيد للأذهان الكثير من التجاوزات التي تقوم بها هذه (الصناديق) الأهلية في ظل الرقابة (الهزيلة) عليها، فالأهليات أضحت تتفنن في صنع التجاوزات وفي التركيز على (المادة) فقط !، وهو حق مشروع لها لكن وفق ضوابط وشروط صارمة فهامش الربح في هذا المجال بالذات يجب أن يكون محدداً لمن أراد المتاجرة فيه، فلا يمكن أن يقاس أو يقارن بغيره من الأنشطة (الربحية) الأخرى فلا بد من حضور الجانب (القيمي) وأن يؤخذ بعين الاعتبار وذلك بتخصيص جزء من هذه الأرباح لتطوير الأساليب التعليمية ومواكبة الحديث منها بإشراف مباشر من وزارة التربية والتعليم، فهذا الموضوع يخص الوطن ومكتسباته وسمعته ومستقبله فالأمم لا تعول إلا على أجيالها التي تبني حضارتها.

ما يشج الخاطر ويدميه أن هذه الانتهاكات قد تنحدر لتصل إلى أدنى المستويات (الخُلقية)، فتلك الفعلة الشنعاء التي أقدمت عليها تلك المدرسة وغيرها كثير من المدارس التي لم تسمح لأولئك الأطفال حتى بانتظار ذويهم ليقلوهم إلى منازلهم بل زجت بهم في الشارع مع أول يوم دراسي! والأهم من ذلك كله هو تعامل هذه المدارس مع (المعلمين والمعلمات) الذين تريد هذه المنشآت (المالية) أن تحولهم إلى مجرد آلات (صامتة) تنفذ ما يطلب منها دون أدنى اعتراض، فعلاوة على المبالغ الزهيدة التي تسلمها لهم في نهاية كل شهر التي يمثل متوسطها الألفين ريال هي أيضاً تكلفهم بأعباء إضافية ثقيلة هم دون غيرهم من المعلمين والمعلمات (الأجانب) الذين يتمتعون ببدل سكن وتأمين صحي ورواتب لا تنقطع حتى في الإجازات! مع أن وزارة التربية والتعليم وإدارة تنمية الموارد البشرية سبق أن أصدرتا قراراً في العام 2008م (يُلْزم) هذه المدارس بصرف رواتب شهرية للمعلمين والمعلمات بحد أدنى ثلاثة آلاف ريال إضافة إلى صرف مكافأة راتب شهر إضافي لمن أمضى سنة على رأس العمل وراتب شهرين لمن أمضى عامين ومع ذلك آثرت المدارس الأهلية (الطمع) ل(تطنش) كل هذه القرارات (الملزمة) وغيرها، فما سر هذا (الجبروت) والتطاول؟! أظن أن الإجابة الشافية لدى وزارة التربية والتعليم.

المحزن أيضاً أن الجانب الإنساني غير حاضر عند (السعوديين) أصحاب هذه المدارس ومن يديرها فيُكلّف المعلمون بأعمال ليس لها علاقة بالعملية التعليمية، فتواجدهم في المدرسة سيكون من السادسة صباحاً وحتى قبيل منتصف الليل! فهناك معلمون سردوا لي عن معاناتهم في إحدى المدارس الأهلية (المعروفة) التي يشار لها بالبنان، فهي تجبرهم على العمل -ومن دون مقابل مادي أو معنوي- بعد نهاية الدوام الرسمي الموضح في العقد، بداية بمرافقة الطلاب في الحافلة إلى منازلهم بعد انتهاء اليوم الدراسي وبعد ذلك العودة إلى المدرسة بعد العصر للتواجد مع الطلاب أثناء النشاط الذي يمتد حتى صلاة العشاء، يليه انتظار أولياء أمورهم و(التعقيب) عليهم فبعض السائقين يتأخرون في أخذ أبنائهم حتى الساعة الحادية عشرة مساءً! والبعض الآخر نسوا أن لهم أبناء في هذه المدارس فيضطر هؤلاء المعلمون إلى إيصال بقية الطلاب إلى منازلهم... كل هذه المواويل الطويلة والعريضة براتب لا يتجاوز الألفين ريال!!، لا أعلم هل تعلم وزارة التربية والتعليم عن هذه التجاوزات التي يتعرض لها أبناء الوطن من المعلمين والمعلمات الذين أجبرتهم الظروف على العمل في هذه المدارس (القهرية) أقصد الأهلية...؟!، ولا أعرف أين يقف أصحاب هذه المدارس من الوطن ومستقبله؟!.

Alfaisal411@hotmail.com
 

من يوقف (تجاوزات) المدارس الأهلية..؟!
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة