سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

تناول أبو عبدالرحمن بن عقيل في العدد (13866) ما تعرضت له أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من قبل بعض الجفاة من قدح وبهتان، نعوذ بالله من الضلال والانحراف، وزيغ العقيدة، ومرض القلب وتشويش الفكر، هذه التهم التي اتهمت بها أم المؤمنين تكذيب لصريح القرآن كما في سورة النور {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}, وعائشة رضي الله عنها أم لكل المؤمنين إلى يوم القيامة، زوج خير المرسلين، سيدة العفاف والكرامة، ورأس الشرف والعزة، عالمة قانتة عابدة، أخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام يسلم عليها، في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).. ناظر علماء النصارى بعض علماء المسلمين على سبيل التعريض، فقالوا حدثونا عما وقع لزوجة نبيكم؟.. فرد عليه العالم المسلم حصل لها كما حصل لمريم ابنة عمران أنزل الله فيها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة؛ روت أكثر من (4000) حديث، ومعرفة قدراً لصحابة دين يدين الله به كل مؤمن بالله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) متفق عليه، وفي الحديث الآخر (خير الناس قرني..) يقول الإمام الطحاوي رحمه الله (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم..).

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم..). توفيت رضي الله عنها بعد أن تركت للمسلمين تاريخاً ثرياًفي مجال الفقه والتفسير والحديث و الاجتماع حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقولة عنها، وفي سير أعلام النبلاء والبداية والنهاية تاريخ حافل وفير عن الصحابة الكرام، لكن السؤال: ما الذي نجنيه من قراءة سيرة هذه الصديقة؟

فيقال ثمت منطلقات تربوية حول ما أشير إليه:

1- أن يكون في كل بيت عائشة بخلقها وحيائها، وعلمها وتقاها، واستقامتها.

2- تصحيح الأفكار المنحرفة واجب، توجبه عقيدة المسلم عبر الوسائل المشروعة.

3- نشر سير هؤلاء الأعلام وبيان مناقبهم، كلٌّ على قدر من منحه الله ورزقه ومكنه.

4- تعزيز الاقتداء بهم واتخاذهم قدوات ومثلاً عليا من خلال البرامج التربوية والدعوية.

5- تربية الأمهات والزوجات والبنات على خلق أمهات المؤمنين فوز وفلاح في الدنيا والآخرة.

6- تسمية المحاضن التربوية والقاعات والشوارع بأسماء هؤلاء الأعلام يسهم في التعريف بهم.

سعود بن صالح السيف - الزلفي