Saturday  09/10/2010 Issue 13890

السبت 01 ذو القعدة 1431  العدد  13890

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

يُعدُّ العمل التطوعي من الأعمال المحببة لدى كثير من الناس؛ لأنه يبرز صفة التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته العمرية.

وتتميز الدول المتقدمة عن غيرها بالاهتمام بإنشاء مراكز للتطوع، وذلك بدعمها، ومتابعتها، وتذليل الصعاب التي تواجه تلك المراكز، وتجد الناس بمختلف طبقاتهم حريصين كل الحرص على الالتحاق بتلك المراكز التطوعية والمشاركة في أعمالها؛ حيث تُعدُّ مشاركتهم مصدر فخر واعتزاز لهم في مسيرتهم الحياتية.

ونحن في مجتمعنا بدأنا نلمس الاهتمام بالعمل التطوعي؛ حيث بدأت بعض الجهات الخاصة بتأسيس المراكز التطوعية، بسبب أن العمل التطوعي أصبح عملاً مشرّفاً لكل إنسان قادر على العمل؛ فهناك أعمال كثيرة تحتاج إلى هؤلاء المتطوعين، ومنها: المساعدة عند حدوث حرائق - لا قدر الله - أو زلازل أو فيضانات، أو في المناسبات الاجتماعية أو الرياضية.

وأصبح المسؤولون في مجتمعنا أيضا يدعمون وبكل اهتمام الأعمال التطوعية، ويكرمون المتطوعين الذين شاركوا وعملوا في بعض الأحداث التي حدثت في المملكة؛ ففي شهر رجب الماضي قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بتكريم نحو خمسة آلاف متطوع شاركوا في عمليات الإنقاذ في محنة السيول التي ضربت مدينة جدة، واستهل الأمير خالد الفيصل كلمته بقوله: «يا فرحة عبدالله، وبسمة سلطان، وقرة عين نايف»، ثم وجَّه أمانة جدة بإنشاء حديقة كبيرة في مخطط شرق جدة الجديد تحمل اسم شباب جدة، وتُسجَّل فيها أسماء جميع من شارك وساهم في عمليات الإنقاذ والمساعدات في محنة سيول جدة.

وهذا التكريم الذي تم لهؤلاء المتطوعين إنما كان تكريما يليق بهم وبعملهم وتضحياتهم؛ حيث شرفه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ويُعدّ هذا التشريف داعماً لهؤلاء المتطوعين لما قدموه من أعمال تطوعية خلال محنة السيول التي ضربت مدينة جدة.

ومن الجهود المبذولة لإنشاء مراكز تطوعية في المملكة ما قامت به شركة ديرتي الغالية، وهي شركة غير ربحية ترأس مجلس إدارتها سمو الأميرة نورة بنت عبدالله آل سعود؛ حيث تبنت هذه الشركة إنشاء ناد تطوعي أُطلق عليه اسم «نادي لبيه التطوعي»، وذلك في عام 2009م، ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز ثقافة الاتصال الإلكتروني في تنمية المهارات البشرية لدى جمهور المتطوعين، كما يهدف إلى مساندة المتطوع لكشف ذاته وصقل قدراته وتفعيلها، ويهدف أيضا إلى التعامل مع الكوارث وإدارتها بحنكة واحترافية.

كما تم وضع خطة لهذا المشروع عُرفت بـ(15×15×15)، وهدف هذه الخطة هو جمع 15 ألف متطوع و15 ألف فكرة تطوعية بحلول عام 2015م.

وفي ظني أن مثل هذه المشاريع هي التي تحتاج إلى الدعم والتشجيع؛ لأن العمل التطوعي يُعدُّ من أرقى الأعمال الإنسانية التي يشارك فيها أبناء المجتمع، كما يجب على أفراد المجتمع رجالا ونساء، وخاصة فئة الشباب والمتقاعدين، أن يلتحقوا بهذه المراكز التطوعية؛ ليساهموا في المشاركة الوطنية، كلٌ على قدر إمكاناته وتطلعاته؛ ليصبح العمل التطوعي لدينا مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا في هذا الوطن المبارك.

والله الموفق

Mshuwaier@hotmail.com
 

العمل التطوعي.. ضرورة أم ترف؟
د. محمد الشويعر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة