Saturday  09/10/2010 Issue 13890

السبت 01 ذو القعدة 1431  العدد  13890

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

في أمسية ذكرى غازي القصيبي مساء أمس
ثلاث ساعات تختزل علاقات نصف قرن ابتدأها د. خوجة واختتمها رفيع.. والقصيبي هو الحاضر الغائب

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

الرياض - تركي ابراهيم الماضي - علي سعد القحطاني

طالب محبو الراحل غازي القصيبي ليلة ذكراه بإنشاء مركز ثقافي يحمل اسمه والاهتمام بنتاجه الفكري والثقافي والإداري وإدماج قطوفات من شعره ونثره في المناهج الدراسية التعليمية، جاء ذلك في ليلة استثنائية أُقيمت بعد ثلاثة وخمسين يوماً من وفاته.. وبحضور ورعاية من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة.

أقام مركز حمد الجاسر الثقافي ندوة بعنوان: (في ذكرى غازي القصيبي) في القاعة الرئيسة لمركز الملك فهد الثقافي مساء الخميس الماضي 28-10-1431هـ الموافق 7-10-2010م وشارك فيها كل من معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء.. ومعالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق.. ومعالي الأستاذ عبد الرحمن السدحان أمين عام مجلس الوزراء.. ومعالي المهندس عبد العزيز بن عبد الله الزامل وزير الصناعة والكهرباء الأسبق.. ومعالي الدكتور سليمان عبد العزيز السليم وزير التجارة الأسبق.. والشاعر البحريني عبد الرحمن الرفيع.. وأدار الندوة الأستاذ محمد رضا نصر الله عضو مجلس الشورى.. واستهلت الندوة بكلمة لمعالي وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز خوجة توجه خلالها بالشكر الجزيل إلى خميسية الشيخ العلامة حمد الجاسر لتخصيص هذه الخميسية للحديث عن غازي القصيبي الرمز والقيمة والكوكبة المتميزة من أصدقائه الذين سيغنون هذه الخميسية بجوانب متعددة من تجربته الثرية في الأدب والعمل الإداري والحياة، حيث قال معاليه: (لم يتصور غازي القصيبي -رحمه الله- نفسه إلا أن يكون شاعراً.. وأعتقد أن الشعر كان الحقيقة الناصعة في حياته التي كانت معرضاً لألوان مختلفة من الحياة).

وأضاف معاليه يقول: (حمل غازي القصيبي الحقيقة الإنسانية المطلقة، حقيقة الشعر، وناضل من أجلها عمره كله، وحين اكتشف الشعر في نفسه باح بأسراره ولم يضن بهذه الحقيقة على أحد.. وأوسع الكون من حوله حباً وسلاماً وشدواً وغناءً وألماً وبكاءً وانسكب الشعر على لسانه فياضاً عذباً متدفقاً، فشعر غازي كتاب مفتوح للناس الذين أحبوه لأنه أحبهم وعاش لهم).

وأوضح معالي الدكتور عبد العزيز خوجة أن غازي القصيبي كان تراثاً كاملاً من الشعر وخلاصة عجيبة للتراث الشعري العربي الخالد وكانت له ذائقة شعرية عجيبة وكأنه يسكن الشعر ويتنفسه.

وأكد معاليه أن الإدارة والوزارة والمسؤوليات الجسام التي حملها فأخلص لها كانت كلها قصائد أخرى لغازي يقرؤها الجميع فيطربون حين يقرؤونها لأنها تنبع من نفس جُبلت على معانٍ عليا هي صورة للشاعر الذي كان غازي مثَله ونموذجه.

وأنشد معالي الدكتور خوجة جزءاً من قصيدة (أمتي) للراحل ومنها:

تموتين وكيف؟ ومنك محمد

وفيك الكتاب الذي نور الكون

بالحق حتى تورد

وطارق منك

ومنك المثنى

وأنت المهند

تموتين؟ وكيف؟

وأنت من الدهر أخلد!

بعد ذلك تحدث الشاعر البحريني عبد الرحمن رفيع عن العلاقة التي تربطه بالفقيد القصيبي.. مستذكراً تلك الأيام الخوالي التي جمعتهما فيها الدراسة وتطرق إلى بعض القصائد التي دارت بينهما وقال: كان الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- كل عشر سنوات يُشجي حزناً على العقد المنصرم من حياته وجلّ قصائده تتوجع من انصرام الأيام والزمن الذي انقضى.. وتلا الشاعر عبد الرحمن رفيع قصائد من ديوانه في الراحل.

فيما ركزت ورقة معالي الدكتور سليمان السليم وزير التجارة الأسبق عن حياة الراحل غازي القصيبي وحياة الزمالة التي ربطته بغازي القصيبي في مصر أثناء التعليم والتحولات السياسية في ذلك الوقت مستحضراً روايته (شقة الحرية).

ورأى أن القصيبي رسم شخصيات (شقة الحرية) رسماً كاريكاتوياً.. بل وبالغ في بعض شخصياتها.. وتمنى الدكتور السليم أن لا تكون ورقته بكائية أخرى.. فغازي القصيبي أراد فيما كتب أن يدخل الجمال والبهجة على قلوبنا.. وتساءل السليم بقوله هل من حق المبدعين أن يصنفوا أنفسهم بعد أن صنف القصيبي نفسه في الدرجة الثانية بين الشعراء.. وفي الدرجة الثالثة من الروائيين.. وهل هذا يُعد تواضعاً منه.

وقدَّم معالي الأستاذ عبد الرحمن بن محمد السدحان أمين عام مجلس الوزراء ورقة عن الراحل تحت عنوان: (غازي القصيبي قامة وطنية رفيعة فقدناها) جاء فيها:

(إن الحديث عن استثنائية غازي القصيبي في كل أدوار حياته، لا ينضبُ له معين، وما تختزنه الذاكرة عنه أكثر كثيراً مما يُمكن البوْحُ به عبر هذه المداخلة المتواضعة، لكن غازي (الوزير) يظل أكثر الأحاديث إثارةً وإمتاعاً وإعجاباً، وهنا سأقصُر حديثي على الفترة التي شهدت فيها أداءه في مجلس الوزراء بعد عودته من العمل الدبلوماسي، في كل من المنامة ولندن، وأستأذنكم بتدوين اللقطات السريعة التالية:

1 - كنتُ خلال الفترة التي سبقت عودته من لندن إلى الرياض أردِّد على سمعهِ مقولة استشرافية استنبتها وجداني وآمنتُ بها إلى حد الإصرارِ وهي أنَّ موقعه الطليعي والتنويري وتاريخه التنموي وتأهيله، كل ذلك يؤهله لشغل فراغٍ هام في منظومة إدارة القرار السعودي، لا البقاء سفيراً في هذا البلد وذاك، وكان -رحمه الله- يستقبل هذا التعليق بابتسامة حانية، قبل أن يقول: (كفانا الله أذى نبوءَتِك يا عبد الرحمن) فأردُّ بما يشبه الجزْمَ قائلاً: ستعودُ -بإذن الله- يا غازي إلى حُضْن التنمية في بلادك التي افتقدتْك إنْ عاجلاً أو آجلاً، وما ذاك على الله بعزيز).

2 - وبعد عودته إلى الرياض وزيراً بدْءاً من عام 1423هـ كان يروي في حضوري وغيابي تلك المقولة متسائلاً عما إذا كانت تحملُ شيئاً من (هواجس النبوةِ) بتوقُّعِ ما لم يطرأ يومئذ على البال.. واليوم أقولُ لكم إن ما توقعته لم يكنْ سِوى حُلم علق بالذهن والخيال معاً زمناً طويلاً أملاه الحب للوطن والحُب لغازي معاً، ثم القناعة بأن الرجل يملك الكثير مما تتطلبه لوزام التنمية الصعبة تأهيلاً وأمانة، وقدرة على الإنجاز.

3 - كان الدكتور غازي عضواً فاعلاً ومؤثراً في مجلس الوزراء بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى، لا يتحدث إلا عندما لا يجدُ بُداً من ذلك، إما توضيحاً لموقف ما، أو دفاعاً عنه، أو نقداً، وفي كل الأحوال كان يتحدث بثقة وعلم ووضوح، وكان رأيه حول بعض القضايا الخلافية في المجلس.. يضع كثيراً من النقاط على الحروف حاسماً بذلك النتيجة لصالح تلك القضية أو ضدها، وفق المعطيات المتوفرة عنها معلومات واستنتاجات، وقد يفك الاشتباك الحواري حول مسألة ما باقتراح إعادته إلى اللجنة العامة لمجلس الوزراء، العضدِ الأيمنِ للمجلس، التي يشترك في عضويتها نائباً لرئيسها بهدف إعادة بحثه في ضوء ما دار بشأنه من نقاش، وكم من مرة ينشأ موقف كهذا في مجلس الوزراء فيشتد الحوار ويتفرع وتتعدد المواقف والآراء، فأختلس النظر بصمتٍ إلى غازي من موقعي في المجلس.. وكأنني ألتمس منه (التدخل) لفكِّ الاشتباك.

4 - كنتُ أسعدُ باستقباله مبكراً في مكتبي ظهر كل اثنين قبل جلسة مجلس الوزراء، فنتحدث عن أمور شتى، ثم ينضم إلينا معالي الوالد الدكتور عبد العزيز الخويطر، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومعالي الأستاذ محمد الفايز، وزير الخدمة المدنية، ومعالي الأستاذ خالد القصيبي وزير الاقتصاد والتخطيط، وقد يزدادُ العدد إلى أكثر من ذلك، وكنت أجد في ذلك اللقاء العابر قبل الجلسة حميمية لا توصف، وفرحاً لا يُضاهى، وأنا أستقبل تلك الكوكبة العزيزة من الوزراء يتقدمهم (العملاقُ) غازي، الذي يبثّ بحضوره أنفاساً من الفرح والمرح، خصوصاً حين (يناكفُ) صديقه الودود معالي الدكتور الخويطر).

وتحدث معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء عن الراحل وفند الشائعة التي تقول إن هناك تناقضاً ما بين الخويطر والقصيبي في الجانب الإداري.. ورأى معالي الدكتور الخويطر أن القصيبي أبدع ونجح في قيادة وزارات بما فيها وزارة العمل الذي صب فيها كل تجاربه الإدارية ووصم الخويطر الراحل بالعملاق في الشعر والعملاق في النثر والعملاق في الإدارة ورأى أن قوة القصيبي تكمن في ثقافته، وركز الخويطر في ورقته على قراءة القصيبي من بوابة الشعر، البوابة الأولى الذي ولج من خلالها وتجلى في عالم الأدب والإبداع واستحضر الخويطر نماذج من قصائد القصيبي ومداعباته الإخوانية في هذا الشأن.

بينما عبَّر معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق عن سعادته بالمشاركة في الأمسية وخصه بالدعاء وقال: (لقد شهدت الدكتور غازي -رحمه الله- في أكثر من مناسبة، فهو مؤمن محتسب وهو رجل غلب شعره سياسته).. مؤكداً أن اللفظ والأسلوب اللذين يتمتع بهما الراحل في قصائده وتعبيراته عند إلقائه شعره متميزان، كما استعرض جوانب من قصائده.

وتحدث معالي المهندس عبد العزيز الزامل وزير الصناعة والكهرباء الأسبق من جانبه عن السنوات الثماني التي قضاها مع الدكتور القصيبي في إنشاء سابك، ووصفه بأنه واضح التفكير، سريع البديهة، ويتوقع الإنجاز ويساعد في كل مجال.. مبيناً أن الاهتمام الأول لديه - رحمه الله - كان تنمية القوى البشرية، ودعا الزامل لأن يكون هناك تكريم للفقيد من خلال إنشاء كرسي باسمه.

المداخلات

- تحدث الدكتور أنور الجبرتي عن تجاربه الإدارية مع الراحل إبان توليه لوزارة الصحة.

- سلط الضوء معالي الدكتور محمد الأحمد الرشيد وزير المعارف الأسبق على تجربة ترشيح القصيبي لإدارة اليونسكو.. واقترح أن يُقام مركز ثقافي اجتماعي يحمل اسمه.

- أشادت المثقفة الكويتية نورة النوري بموقف وشجاعة الراحل إبان غزو العراق للكويت في بداية التسعينيات صاحب القصيدة الشهيرة (أقسمت يا كويت).

أقسمت يا كويت برب هذا البيت

سترجعين من بنادق الغزاة

أغنية رائعة كروعة الحياة

- أدارت المداخلات النسائية الدكتورة نورة الشملان.

- تحدث الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى عن القصيبي الإنسان.

- رأت الدكتور حسناء القنيعير أن القصيبي بدأ يرثي نفسه منذ أن كان في الأربعين من عمره.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة