Saturday  09/10/2010 Issue 13890

السبت 01 ذو القعدة 1431  العدد  13890

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

برنامج همومنا يستعرض الإيهام الفكري حول الجهاد في سبيل الله
د. الحميدي: الفتوى بالذهاب إلى الجهاد لا تكفي واستئذان الوالدين شرط أساسي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - سعود الشيباني

يواصل التلفزيون السعودي القناة الاولى بث حلقات استضافته لفضيلة الدكتور الشيخ عبدالعزيز بن أحمد الحميدي الأستاذ المساعد بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، للحديث عن بعض المسائل المتعلقة بالجهاد، وفي الجزء الثاني من هذا اللقاء يستعرض الدكتور أهمية الجهاد في سبيل الله فإلي الحوار:

المقدم: يتحدث كثير من الناس عن أهمية الجهاد في سبيل الله - عز وجل - ونظراً لأن كثيراً من الناس قد فهموا هذه الشعيرة فهماً خاطئاً، فقد أوجب الفقهاء شروطاً وضعوها لهذه الشعيرة لم يضعوها من تلقاء أنفسهم، وإنما باستقراء النصوص الشرعية فوضعوا من الشروط وضوح الراية، وضعوا من الشروط أيضاً إذن الإمام والقدرة على النكاية بالعدو إلى غير ذلك من الشروط.

- الحميدي: لا شك أن القضايا التي تتعلق بمصير الأمة ومصير المجتمعات والقضايا الكبرى لا يستقل كل فرد أو مجموعة أفراد بالقطع فيها ولا بالحكم فيها، خصوصاً على ما يترتب عليه أمور عظيمة وكبيرة من وجود الحرب أو القتال ولمثل هذا وأمثاله من القضايا الكبرى وُضِع الإمام، وهناك عِبرة قرآنية في هذا يعني يحسن ذكرها في هذا المجال وهي قوله تعالى في سورة البقرة قال الله تعالى: ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ?(246) سورة البقرة الآية، ووجه الدلالة من هذه الآية العظيمة، أن النبي موجود إذ قالوا لنبي لهم والنبي هنا يمثل المرشد إلى الحق الموحى إليه الدال عليه، فلم يكن له في ذلك الوقت أي أيام بني إسرائيل أمور الولاية الكبرى وهو نبي ليس مجرد عالم ولا حتى مجتهد فضلاً عن أفراد لا حظ لهم من العلم إلا قليل، ومع ذلك لا يملك أن يقودهم ويقوم بهم في هذا الأمر العظيم، فقالوا أبعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله، جملة «نقاتل في سبيل الله» هي جملة فعلية، لكنها في موضع نصب على المفعولية مفعول لأجله، أي أبعث لنا ملكاً لأجل أن نقاتل في سبيل الله، ثم لما قال لهم هل عسيتم أن كتب عليكم ألا تقاتلوا قالوا ومالنا ألاّ نقاتل وقد أخرجنا، فوقع عليهم ظلم حتى، فلا الظلم الذي وقع عليهم بإخراجهم من ديارهم برر إعلانهم القتال على خصومهم دون وجود ملك جامع لهم، ولا وجود النبي وهو وجود الحجة الشرعية برر ذلك حتى يُبعث الملك، ولذلك قال المفسرون كان قوام بني إسرائيل بالملوك المتنفذين المجتمعة لهم الكلمة وبالأنبياء الموجهين للملوك والرعية إلى ما فيه الصواب، وبدون هذين العنصرين تفسد الأمة، فالملوك والأمراء مع العلماء في هذه الأمة، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما مات نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، إذا كان العلماء يقومون مقام الأنبياء في البلاغ عن الله فلا حتى العلماء مع ما يملكون من مصدر الشريعة يملكون إعلان الحرب وعقد الراية حتى يكون هناك الإمام الجامع والملك المتنفذ، لماذا نقول هذا الكلام؟ لأن إعلان حرب يترتب عليه مفاسد عظيمة، ربما يترتب عليه صولة الكفار على هؤلاء المسلمين وإزهاق نفوس كثيرة وإبطال أمور عظيمة وربما استئصال شأفتهم وغير ذلك من الأمور، ثم من الأمر المعمول به في وقائع الناس أنه إذا لم يكن هناك إمام جامع معقود له السمع والطاعة، فإن ممكن كل واحد أن يترأس فلست أنت تترأس علي بأحق أنا أترأس عليك، وبالتالي ستصبح الأمة الواحدة أمماً، وهذا ما أحدثه في الإسلام ما يسمى بالخوارج «طائفة الخوارج» كان هناك إمام للمسلمين جامع علي بن أبي طالب وكان الخوارج من ضمن جيشه فاجتهدوا برأيهم فانعزلوا هذا هو أول الخطأ، انعزلوا عن مجتمع المسلمين وإمامهم ثم رأسّوا في أحداثهم وجهالهم، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثاء الأسنان ثم أعلنوا حربا هنا وهناك ليس حتى على الكفار فوقع منهم شر عظيم، كما قال - عليه الصلاة والسلام - يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان والخطأ كل الخطأ إن تركوا الأمر الجامع والإمام المتمكن الذي بيده وإليه مرجع مثل هذه الأمور الكبار التي فيها تحقيق مصالح الأمة بإعلان للحرب أو عدمه أو إعلان المسالمة أو عدمها، إعلان الحرب على هذه الجهة، أو على تلك الجهة مرجعها إلى الإمام، والإمام بطبيعة الحال - كما تحدثنا في حلقات سابقة - لا يستقل بنفسه كفرد وإنما لديه من يستشيرهم، وينتصح بهم، كما كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يستشير أصحابه في أمر القتال والحرب والمعسكر أين يعسكرون، وفي أمر الأسرى كل أسباب الجهاد ودوافعه ومفرزاته ونتائجه يستشير فيه أصحابه، وهو الذي جمع كل المنصبين، منصب النبوة ومنصب الإمامة والقيادة.

المقدم حسناً - إذا أذنت، حفظك الله - هل أستطيع أن أقول: تكفيني الفتوى الشرعية في تقرير الجهاد؟ -بمعنى- بين فترة وفترة يأتي من يقول أنا أفتاني الشيخ الفلاني وهو متخصص في الشريعة الإسلامية متعمق في علومها بالذهاب إلى الجهاد هل تكفي الفتوى في تقرير الجهاد حتى وإن صدرت من أهل الفضل وصدرت من أهل العمق في العلم الشرعي؟

- الحميدي لا تكفي وهذا ما قصدته عندما قلت حتى الأنبياء لا يستقلون بذلك، لأن وقوع صورة مسألة أنّ بلداً مسلماً مثلاّ غزاه قوم كفار وقوع صورة المسألة أن وجب عليهم المدافعة وجب على مَن يليهم من المؤمنين من يتمكن أن يدفع عنهم وينصروهم هذه صورة المسألة، لكن مَن كان له إمام جامع ومتمكن ومعقود له البيعة قد تكون عنده معاهدات مع هذه الدول - كما تحدثنا قبل قليل سابقاً - قد تكون لمصلحة يراها فلا يمكن مجرد بكون الفتوى بصورتها أن هذا المكان فيه جهاد تبرر الخروج، معنى ذلك أنك ستنقض بيعة إمامك وتخرج مهاجراً له مراغماً له مغاضباً له عاصياً له، وربما يفوّت حتى في هذا إذن الوالدين وهو شرط من شروط الجهاد على كل حال، بنص الحديث النبوي، بل أعجب من ذلك ما يسمى بالهجرة مثلاً الآن يُدعى مثلاً الشباب من قبل تنظيمات معينة إلى أن يهجروا بلادهم باسم الهجرة وهو اسم جميل إلى تنظيمات يترأس بها أشخاص هنا وهناك باسم الهجرة، ثم يرتب عليها ما يسمى بالجهاد، خرج رجل من اليمن - والحديث عند مسلم في الصحيح وعند أحمد في المسند - رجل خرج من اليمن إلى مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصحب النبي - عليه الصلاة والسلام - ويكون معه ما أظن هناك هجرة بل أعظم أجرا، لأن ليس هناك هجرة أعظم من هذه إذ لا مقارنة بين اليمن ومدينة رسول الله - عليه الصلاة والسلام - وهاجر إلى مَن؟ إلى سيد الأنبياء خاتم المرسلين - عليه الصلاة والسلام - وهي من أعظم الأعمال في ذلك الوقت، فلما وصل هذا الرجل الذي جاء إلى النبي - عليه الصلاة والسلام - قال جئت، وتركت الأهل والمال لأبايعك وأصحبك وأكون معك، فقال عليه الصلاة والسلام له أتركت باليمن والديك؟ قال نعم قال هل أذنا لك؟ قال لا، أنا أصلاً ما استأذنتهما ولا أخبرتهما، قال ارجع إليهما فألزمهما وأحسن صحبتهما، في رواية خارج مسلم - حتى نكون أمناء في النقل - فهذا خير لك مما جئت له مهاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في رواية أيضاً خارج المسلم ارجع إلى والديك فأضحكهما كما أبكيتهما، علق الحافظ بن حجر وهو ينقل قال وفيه أن لزوم الوالدين وبرهما يعدل الجهاد في سبيل الله بل ربما يفوق، هذا كلام الحافظ بن حجر في فتح البارئ، فعندك والدين ما يصير أبدا تركهما ولا هجرهما إلا بأخذ إذنيهما، فولي الأمر جامع متمكن انعقدت له البيعة قامت له الراية لا يجوز خلع بيعته فحتى باسم الجهاد أو الهجرة ترتكب كل هذه المفاسد، فينطبق على من فعل ذلك قول النبي - عليه الصلاة والسلام- مَن خلع السلطان أو قال مَن فارق السلطان، وفي رواية مَن فارق جماعته قيد شبر فمات ميتته جاهلية، مما يعني يحسم المسألة عندي من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث عبدالله بن عمر بن العاص في صحيح مسلم عجيب جداَ يقول كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فمنا فنزلنا واديا يسترحون فيه فمنا من يصلح خباءه ومنا من يستظل ومنا من هو في جشره يعني في رعي الدواب إذ نادي منادي رسول الله - عليه الصلاة والسلام - الصلاة جامعة، ومن المعلوم عند الفقهاء أن كلمة الصلاة جامعة لا يدعى فيها إلاّ في الأحداث الكبار والعظيمة عندما يقع كسوف، عندما يقع خسوف الأمور العظيمة، الصلاة جامعة، وهم في سفر قوم شعث غُبر جاءوا يردعون، فاجتمعوا إلى النبي - عليه الصلاة والسلام - فقام فيهم خطيباً، فقال عليه الصلاة والسلام مَن قاتل تحت راية عُمّية يدعو لعصبية.

المقدم عُمّية..؟ المقصود:

- الحميدي عُمّية سُئل الإمام أحمد أعطيك تفسير الإمام أحمد حتى لا يقال تفسيري أنا ولا تفسير غيري سُئل عنه قال هو الأمر المبهم الذي لا يتبين ما وراءه، تعال وأخرج وكذا ثم يخرج إلى تجمعات كثيرة جداً ورايات شتى وأسماء لا يعرف أولها من آخرها ومقاصد غير واضحة.

المقدم هو يقصد الفقهاء الذين قالوا وضوح الراية؟

- الحميدي نعم لا يوجد راية واضحة، لا يوجد شيء أمامهم، أمامهم تجمعات كثيرة ربما كل مائة شخص لهم رايتهم ولهم اسمهم ولهم مقاصدهم ولهم أهدافهم، هذه الراية الأمر المبهم الذي لا يتبين ما وراءه يدعو أو ينصر فمات وفي رواية فقتل فقتلته جاهلية، ثم قال ومَن خرج على أمتي في نفس الحديث في نفس السياق يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى عن مؤمنها ولا يفي بذي عهد بعهده - الذمة التي تكلمنا عليها والعهود والمواثيق - فليس مني ولست منه، قال راوي الحديث التابعي وهو اسمه عبدالله بن عبد رب الكعبة ومن رجال مسلم من دون البخاري لعبدالله بن عمر، يا عبدالله بن عمر أبصر ما تقول، يعني أمتأكد أنت، أسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا، قال سمعته أذناي وأشار إلى أذنيه وأبصرته عيناي ووعاه قلبي ثم أورد الإشكال هذا عبدالله بن عبد رب الكعبة على عبدالله بن عمر بن العاص قال هذا ابن عمك يعني معاوية وكان هو الملك الجامع الإمام الخليفة الراية واضحة، هذا ابن عمك يأمرنا بما يشق علينا ويسألنا من أموالنا مالا قبل لنا به فهل نتركه ونروح راية عُمّية وألا نصبر حتى مع أننا نرى أنه ضاغط علينا فسكت ابن عمر عبدالله بن عمر وقبض لحيته وقال أطعه ما استطعت ولا تنزعن يداً من طاعة انتهى الأمر حسم أطعه ما استطعت، بل أعجب من ذلك وأدعى المقصود حتى لو الإمام الجامع بعث سرية ولا بعث جيشاً لا يحق لقائد هذا الجيش أن يتصرف في القتل والقتال دون مراسلة إمامه وإذنه إذا حدد له هدفا معينا، وشاهد على ذلك قصة خالد بن جذيمة خالد بن الوليد لما فتح النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة واستقر بعث خالد ومعه ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار إلى قبيلة من قبائل العرب كان يسكنون يلملم، يلملم على ظاهر مكة على مسار مكة، هكذا في حديث ابن عمر داعياً ولم يبعثه مقاتلاً لأن الرسول بعثه ليدعو، ليعلّم الناس لا ليقاتل حدد له الإمام الجامع، فلما ذهب خالد ومن معه إلى بني جذيمة أرادوا أن يقولوا أسلمنا فما أحسنوا، فقالوا صبئنا وكانت تلك الكلمة يستخدمها العرب لكل من أسلم في الجاهلية هذا صابئ صبئ يعني تبع محمد عليه الصلاة والسلام.

المقدم رجع عن دينه

- الحميدي فرجع خالد يقتل فيهم ويأسر فقام له عبدالرحمن بن عوف وعبدالله بن عمر فمنعوه وقالوا ما أمرك به النبي - عليه الصلاة والسلام - إنما بعثك داعياً، فما استمع لهم فوقعت مشادة بين عبدالرحمن بن عوف وخالد بن الوليد في هذه القضية وهي سبب حديث لا تسبوا أصحابي هنا يخاطب خالدا على جلالة قدر خالد لما تكلم على عبدالرحمن بن عوف لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل... الحديث المشهور المعروف، فلما أخبر النبي - عليه الصلاة والسلام - رفع يديه إلى السماء وقال اللهم أني أبرأ إليك مما صنع خالد ثلاث مرات، ثم بعث عليهم بأموال كثيرة يدي أؤلئك القتلى ويجبر هذا الأمر، وقال لعلي أجعل أمر الجاهلية كله تحت قدميك التصرف الجزئي داخل القيادة بما لم يفوض به الإمام ممنوع في الشرع فكيف إعلان حرب كاملة؟

المقدم ولعل - فضيلة الشيخ - كلام للإمام الشاطبي يقول إن الأحكام الشرعية إنما شرعت لمصالح العباد وإسعادهم في الدنيا والآخرة، ثم يقول أيضا أنه إذا اتفق الأمر الشرعي مع المصلحة المرجوة منه، فإنه يجب العمل بهذا الحكم، الجهاد من الأعمال أو من العبادات الشرعية التي تستوجب جماعة وتستوجب تأثيراً قوياً في ساحة المعركة وعلى الأمة فيما بعد، يعني لك أن تنظر أن ساحة الجهاد ستؤثر على الوضع الاجتماعي في الأمة، على الوضع الاقتصادي في الأمة، على الوضع العسكري في الساحة وفي الأمة، على الوضع السياسي الذي هو مبدأ المعاهدات التي تحدثتم عنه في حلقات سابقة والمواثيق، ولذلك ولي الأمر لديه مربط كل هذه الصلاحيات فلديه المستشارون بالاقتصاد، المستشارون بالاجتماع، والمستشارون الشرعيون الذين يبينون له الحكم الشرعي في هذه المسألة إلى غير ذلك من المستشارين العسكريين الذين لهم علاقة بساحة المعركة، بينما الأفراد أوالجماعات التي تشبه الأفراد بل حتى الجماعات الكبيرة التي في منأى من ولي الأمر وجماعة المسلمين ووحدة الصف ليس لديهم من العلم والمعرفة وسبر ساحة المعركة فلذلك تقع المفسدة، ولذلك يقرر الإمام الشاطبي أن الفعل إذا كان مخالفاً للمصلحة أصبح مفسدة وأصبح عناء وعبئاً على هذه الأمة ما تعليقكم حيال هذا الأمر؟

- الحميدي: وجود الجماعة ورأسهم الإمام المتمكن لابد من انعقاد الرأية، لابد من اجتماع الكلمة عندها يستطيع الإمام بمكنته بما له من السمع والطاعة أن يحدد..

المقدم- المكنة التي تتحدث عنها هل ممكن يكون جماعة وعينوا لهم واحدا هذه مكنة لهم؟

-الحميدي: هذا راية العُمّية وانعزال عن مجمعات المسلمين الكبرى.

المقدم عن صف المسلمين؟

- الحميدي: عن صف المسلمين وخلع بيعة من يحكم فيهم وتجمع الأفراد هنا وهناك مجهولين أو مشبوهين أو مختفين أو لا يعلم أحد عنهم شيئاً ويقول إن هذه بيعة، هذه ليست بيعة هذا من جنس الخوارج لبعضهم يخرج قوم حدثاء سفهاء الأحلام جمعوا بين صغر السن والطيش والرعونة والجهل فرأسّوا أحداثهم فوقعت الكوارث بسببهم منهم وبهم، فلابد من التمكن الإمام الجامع المتمكن الذي بيده المكنة وبيده عندما يعلن الحرب يعلنها وهو يرى أن المصلحة راجحة متحققة في ذلك.

المقدم وإنه سيقوم بنكاية للعدو؟

- الحميدي: نكاية العدو ويمنع ذلك بحفظ بيضة المسلمين هي الوسيلة المتاحة بهذا الأمر وإلاّ تقع مفاسد عظيمة كتب، كان معاوية بن أبي سفيان من أعظم ملوك الإسلام، لما استقر له الأمر بعد عصر الخلافة الراشدة وكانت كتائبه وجيوشه تغزو في الأرض كلها، وكان يحدد باعتبار ما له من الولاية مَن يغزي من الأقوام ومَن لا يغزي، ومن يصالح ومن لا يصالح، ومَن يبدأ بحرب ومَن لا يبدأ بحرب، ومَن يكف عنه ومَن لا يكف عنه، بحسب ما يراه باعتباره هو الإمام للجامع واليه على إقليم خراسان بعث له كتاب والقصة يرويها معاوية بن حيدة السُلمي يقول كنت عند معاوية بالخضراء بالشام دار المملكة الخلافة فجاءه كتاب عامله عن خراسان يبشره - شوف هكذا العبارة في الحديث - الحديث عن أبي يعلى وعند الطبراني وذكر طرقه الحافظ في إتحاف الخيرة المهرة في مختلف المسانيد، مسانيد صحيحة يبشره إنه أوقع بالترك المقصود بالترك شعوب شرق الأرض يدخل فيهم الصينيون والصقالبة والخزر وأمثالهم موقعة عظيم، قال: فظننت أن معاوية سيقف استبشاراً بهذا. فغضب وكتب لعامله إني لم آمرك بهذا فلا تحدثن أمراً حتى يأتيك أمري، إني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول اتركوا الترك ما تركوكم يعني الشعوب التي إذا استثيرت أثارت على المسلمين بلاء عظيما من المصلحة تركهم في حالهم وعدم استثارتهم لا بحرب ولو أوقعت بهم مقتلة أو حرباً، غداً سيثارون ويقاتلون المسلمين هذا الذي حصل لما توسع المسلمون في قتال الترك بعد ذلك وقع منهم كالمغول وغيرهم من أخذ الثأر وحارب المسلمين مفاسد عظيمة إذ لو تركوا في حالهم لربما أمن المسلمون شرهم ويمكن إيصال الحق والخير لهم بطرق كثيرة من دعوة وبيان، فهنا تكمن أهمية وجود الإمام الجامع المتمكن الذي انعقدت له الراية والبيعة في هذه المصالح الكبار، أما لو تركت لمن آنس من نفسه شيئاً أو آنس من نفسه رشداً أو آنس من نفسه شجاعة وجمع من حوله أغراراً من هنا وهناك وانحازوا عن متجمعات المسلمين وجماعتهم، ثم أعلنوا حربا على دول عاتية عظيمة لاستشاروا المسلمين في البلدان التي هم فيها حتى يعلنوا حربا على تلك الدولة أو غيرها، فماذا الذي يحصل؟ تُدمر بلدان المسلمين الواحدة تلو الأخرى، كما يحصل في أفغانستان أو كما يحصل في غيرها والنتيجة ما هي النتيجة مجرد ربما يعني شهرة معينة للزعيم الفلاني أو كذا ويدفع الثمن قوم بؤساء فقراء.

المقدم: بل تدفع الثمن الأمة وصفوف المسلمين؟

- الحميدي: والأمة واسم الإسلام ولا تتحقق هناك أي مصلحة لا دينية ولا اجتماعية ولا مالية ولا شيء حتى هؤلاء الكفار الذين نريد أن نوصل لهم الخير والإسلام أصبح الآن عندهم نوع من ردة الفعل الشديدة في اتهام كل شيء إسلامي وكل شخص مسلم وكل بلد مسلم بالتهمة التي نعرفها من إرهاب وغيره، والتربص بهم واجتماع رايات الكفار المختلفة عليهم هذه مفاسد جليلة وعظيمة.

المقدم: شوهت صورة الجهاد، بل شوهت صورة الإسلام بل فُتح باب على المسلمين في بعض بلاد المسلمين بل شوهت الدعوة إلى الله - عز وجل - عند كثير من الناس.

الحميدي: مفاسد عظيمة.

المقدم: والمستضعف أصبح زاد في أضعافه في كلام جميل؟

- الحميدي: حفظ بيضة المسلمين ولو كانوا قليلين مقصود شرعي حتى بالكف لما النبي - صلى الله عليه وسلم - توجه إلى الحديبية يريد مكة ومنعه المشركون وأمره الله أن يرجع ويعقد الصلح أنزل الله آية في سورة الفتح يخبر الله - جل وعلا - لماذا منع النبي وأصحابه من دخول مكة بالقوة أي ومراغمة مع أنهم متمكنين كانوا منتصرين ومتمكنين وأعدادهم وفيرة وألف وأربعمائة رجل ومستعدين للحرب، قال الله تعالى: ?وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ? (24) سورة الفتح، أي في بدر وغيرها من المشاهد ثم قال « ولولا - هذا السبب المانع - رجال مؤمنون - قد يكون خمسة و إلا عشرة وأقل أو أكثر - ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطأوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء» ثم قال لو تزيلوا أي لو تميز المسلمون هؤلاء القلة البسيطة المستضعفين الذين عند الكفار لعذبنا، تكلم الله عن نفسه لعذبنا الكافرين عذابا أليما فانظر كيف أن الله علام الغيوب الذي له القدرة التامة يمنع من نفسه من إيقاع عذاب يستأصل هؤلاء المشركين بمجرد وجود رجال مؤمنين ونساء مؤمنات بينهم، انظر ماذا يقع بسبب مثلاً بعض العمليات غير المحسوبة على بعض بلدان المسلمين أو كثير منها من طحن وقتل وتسلط الكفار عليهم لأن الكفار بشكل واقع يدافعون عن أنفسهم ومصالحهم.

المقدم: وزيادة وإمعان في إضعاف المسلمين؟

- الحميدي: هذه مفاسد كبيرة وعظيمة وأرجو أن تتأمل هذه الآية: ?وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ? (25) سورة الفتح، أفراد قليلون. النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث أنس كان يغزو بنفسه يخرج من المدينة ويسير الأيام والليالي ويتعب هو و أصحابه حتى إذا وصلوا قرية من القرى لا يغيرون عليها حتى ينتظرون، فلو سمعوا آذاناً ولو كان مسلما واحدا كفوا ورجعوا، هكذا في البخاري وترجم عليه البخاري ترجمة جداً رائعة، فقال: باب ما يحقن بالآذان من الدماء، فانظر ماذا يحدث من هدم ليس لكل شيء في بلدان المسلمين حرب شعواء استثرت أمما وقبائل وطوائف ودولاً متمكنة لديها القوة ولديها البأس لا تقول إننا لا نخاف إلا الله هذا كلام للتسويق ليس كلاماً يرصده حقيقة وواقع ثم تعلم أنه سيحصد من أرواح المؤمنين آلافاً مؤلفة بقوة هؤلاء الكفار التي أنت أحدثت هذا البأس وجررت عليهم حروبا طاحنة لا قِبل لهم بها وافتئدت عليهم في ذلك لم تشاورهم ولم يؤمروك ولم يعقدوا لك راية أن ترمي بهم في مثل هذه.

المقدم: أو قد عقدت راية ولكن من مجموعة تحقق مآرب شخصية فخرجوا عن صف المسلمين؟

- الحميدي: ما لها اعتبار.

المقدم: هو - طال عمرك - عندما يحدث هناك عدم استيعاب الوقائع، ثم عدم معرفة بالمآلات ثم عدم معرفة وقدرة في الموازنة بين المصالح والمفاسد بل بين المصلحتين أيهما أولى، وعندما يكون هنالك عدم وجود قدرة أو استطاعة من خلال أهل الخبرة والاختصاص نقع في هذه الأزمات وتقع الأمة في هذه الأزمات. في كلام جميل للعز بن عبدالسلام إذا أذنت لي أن أقرأه لأنه يتحدث فعلا عن هذه الحالة، يقول إذا لم تحصل نكاية وجب الانهزام بما في الثبوت من فوات النفس ومن شفاء صدور الكفار وإرغام أهل الإسلام وقد صار الثبوت -يعني البقاء في ساحة المعركة- صار الثبوت هنا مفسدة محضة ليس في طيها مصلحة هذا يدعوني الآن إلى أن.

- الحميدي: أنا أويد كلام ابن العز هذا بدليل من صريح السنة وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - فتحاً مع أنه كان انسحابا في الظاهر انهزاما لما بعث النبي جيش مؤتة وكان ثلاثة آلاف من الصحابة لقتال الروم في مؤتة بقيادة القادة الثلاثة زيد فقتل وجعفر فقتل وابن رواحة فقتل فأخذ الراية خالد بن الوليد فلما رأى أن أعداد الروم كثيرة حتى قيل في سيرة ابن إسحاق كان عددهم حوالي مئتين ألف كيف سيقاتل ثلاثة آلاف مئتين ألف فرأى خالد بن الوليد بأنه هذه معركة خاسرة على كل حال وأنها حرب إبادة سيباد المسلمون فانسحب أو ممكن إذا استخدمنا انهزم وليس الانهزام وإنما انسحب للحفاظ على ما بقي من ذلك الجيش فلما رجعوا إلى المدينة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يصلوا وهو على المنبر، قال أخذ الراية زيد فقتل وعيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام وأخذ الراية جعفر فقتل وأخذ ابن رواحة فقتل وأخذها خالد، أخذها سيف الله ففتح الله عليه، قال الحافظ بن حجر: تأملت ما معنى فتح وهو لم يقع فتح وإنما وقع انهزام و انسحاب حفظ بيضة المسلمين الباقين هو الفتح.

المقدم: حافظ على كيان المسلمين وعلى صف المسلمين؟

- الحميدي: فلما رجعوا للمدينة ظن بعض المسلمين أنهم انهزموا فجعلوا يرجمونهم بالحجارة ويقولون أنتم الفرارون فكان النبي عليه الصلاة والسلام يدافع عنهم، فقال بل هم العكارون الكرارون.

المقدم: نعم إذن دعنا نقرر بعد كلامنا هذا كله أن الجهاد هو بحد ذاته ليس غاية وأن الشهادة كذلك وهو ما تحدثنا عنه في بداية الحلقة؟

- الحميدي: هو وسيلة لنشر الحق.

المقدم: ليست غاية وإنما الغاية - كما ذكرها الإمام الشاطبي - هو أن يكون هنالك سعادة للمجتمع الإسلامي وتحقيق المصلحة للمجتمع الإسلامي وبُعد عن المفسدة للمجتمع الإسلامي فإذا لم تتوفر هذه الأمور أصبح الجهاد ليس جهاداً بالمقتضى أو بالتعريف الشرعي الإسلامي، ودعني أتحدث معك الآن أنه دعوى من يدعي أنه يريد الشهادة من أجل أن يصل إلى الله هي دعوة أنانية لأنه ابتعد بهذه العبادة عن هدفها الذي هو إسعاد المجتمع الإسلامي.

- الحميدي أعد....

المقدم: عندما نأتي ونقول بأن الشهادة أنا أريد الشهادة فقط ولذلك سأذهب وأقاتل حتى أُقتل وأنا للشهادة دون اعتبار لمصلحة المسلمين؟

- الحميدي: حسنا نخشى من هذا بدل الجهاد تذهب تقتل تحت راية العُمّية أو تقع ميتة الجاهلية تقتل مسلمين أو تفتح بابا وذلك ما يقع من العمليات الانتحارية يقتل نفسه ويحصد أرواحاً.

المقدم: أو تفتح باباً على الأمة الإسلامية؟

- الحميدي: مؤمنون ،فتعجبت قبل أشهر قليلة كنت أقرأ في الصحف: إن عملية انتحارية في داخل مسجد في صلاة الجمعة كان مسجداً تابعاً للجيش الباكستاني مسلمين يصلون في داخل المسجد، فيدخل شخص يفجّر نفسه ويحصد قرابة ستين أو نحو ذلك من مصلين يوم جمعة في داخل المسجد في صلاة الجمعة زعيم طالبان باكستان أو غيره، ويعلن أن هذا انتقاما، واضح أن هذا لا لله ولا للجيش الباكستاني لأنه قتل منهم فلان وعلان لأن لا المقاصد شرعية، ولا الأهداف شرعية، ولا الوسائل شرعية، بل إزهاق أرواح مؤمنين وهذا هو الواقع هو الحقيقة لما تنحرف هذه الأمور ترجع سيوف المسلمين بعضهم على بعض ويحصد بعضهم بعضا ويحمّلون ذلك على اسم جهاد أو غيره من الأسماء لابد من مراعاة ذلك.

المقدم: الأعجب من ذلك فضيلة الشيخ عندما يقتل مسلماً يصلي بدعوى نصرة الإسلام والمسلمين؟

- الحميدي: هذا لا يمكن.

المقدم: عندما تنزع يد الطاعة من ولي الأمر بدعوى نصرة الإسلام والمسلمين تفرق الجماعة بدعوى نصرة الإسلام والمسلمين كيف لنا ذلك أن ننصر الإسلام والمسلمين ونحن نفعل أفعالاً تشتت الصف وتزيد الأمة إثخانا في جراحها؟

- الحميدي: النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول إنما نهيت عن قتل المصلين وهذا حديث له سبب عظيم فيه عبرة لما بعث علي بن أبي طالب بأبي سعيد الخدري في الحديث الصحيح البخاري بمال أو بذهيبة فقسمها النبي - صلى الله عليه وسلم - بين بعض الرجال اجتهادا منه لأنه رأى فيه تأليفا لهم فقال له رجل يقال له ذو الخويصلة التميمي قال يا محمد اعدلْ فإنك لم تعدل فاتهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخيانة، وإنه يحابي ويجامل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ويحك من يعدل إذا لم أعدل حتى كاد خالد أن يقتله قال دعني أضرب عنقه قال دعه لعله أن يصلي، قال كم من مصلٍ وليس في قلبه إنما بعثت إنما نهيت عن قتل المصلين أو قال أؤلئك نهيت عنهم مجرد كونه لعله يصلي فكيف يتعمد قتل مصلين حقيقيين في المسجد انتقاما وليس لذلك أي هدف، انتقاما لأن القضية هكذا تتحول قد يكون القضية في بدايتها لها هدف شرعي ظاهر الجهاد ونصرة قضايا المسلمين ثم تتمحور القضية مع الوقت ومع فساد المقاصد حول أشخاص وأفراد من زعماء تنظيمات معينة يوالون عليهم ويعادون عليهم انتبهت لهذه النقطة ولا لا تتمحور عليهم.

المقدم: نعم.

- الحميدي: فيصبح يمكن يقتل انتقاما لهذا الزعيم ويلقي بنفسه بعملية انتحارية ويفجر في هذا انتقاماً لمقتل ذلك الزعيم فصارت القضية هي إذن قتل داخل قتل تجمعاً واستقطاباً على أفراد وأشخاص نصّبوا أنفسهم زعماء لهذه التجمعات، وهذه التنظيمات ولا هناك ولا أدنى مصلحة ولا حتى مصلحة محتملة ولا مضمونة تتحقق لا لمجتمع المسلمين الذين هم فيه ولا لأمة في مجموعها وليس للمقاصد شيء ولا تظن أن كثيرا من الذين درسوا القضايا وحللوا المسائل واستعرضوا الأدلة، ما في هذا يعني إلاّ مجرد شبهات وحماسة وكلمات يعني لإثارة العواطف ثم لا شيء وراء ذلك إلا المفاسد العظيمة، فإذا نصحوا أو حققوا أو أوقفوا أو كذا تأتي الدعاية الواسعة، إننا نحن الذين نصرنا الإسلام وأن هؤلاء متخاذلون وهذه هي وسيلة تبرير أفعالهم وإبقاء أنصارهم وربما حتى استجداء واستقطاب أنصار جدد لمثل هذه الأفكار وهذه التنظيمات.

المقدم: أيها الأخوة والأخوات باسمكم أود أن أشكر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن أحمد بن محسن الحميدي ضيفنا في هذه الحلقة وحلقات قد مضت، وهو الأستاذ المساعد بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، فله الشكر على ما قدم وعلى هذا التأصيل الشرعي لهذه المسائل، وكلنا أمل أن نكون قد أوضحنا بعض المسائل المتعلقة بهذين الأصلين الذي هو الجهاد في سبيل الله والولاء والبراء التي تحدثنا عنه في هذه الحلقة وحلقات قد مضت، ونحن لا نزعم أننا قد استوفينا كل المسائل وكل الفروع المتعلقة بهاتين المسألتين، ولكن نظن أننا قد أوضحنا شيئا من الإيهام الفكري حول بعض هذه المسائل التي قد ينطلق نحوها ينطلق منها نحو المجتمع بما يكون فيه خسائر وتدمير لمقومات المجتمع وبنائه أيها الأخوة والأخوات إننا نسعى إلى الحوار لأنه وسيلة لنا، نأمل من ذلك أن نوجد حلولاً وتكون هي غايتنا، نأمل أن نكون قد أوضحنا شيئاً من ما كان يجب أن نوضحه أشكركم لمتابعتكم ودمتم على خير.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة