Sunday  10/10/2010 Issue 13891

الأحد 02 ذو القعدة 1431  العدد  13891

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

 

الأمير سعود الفيصل ينقل تحيات وتمنيات خادم الحرمين الشريفين للمشاركين في القمة العربية الاستثنائية
المملكة تؤكد أمام قمة سرت أهمية تطوير منظومة العمل العربي المشترك

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سرت - واس

نقل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس وفد المملكة العربية السعودية في القمة العربية الاستثنائية تحيات وتمنيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، إلى المشاركين في القمة، مؤكداً أهمية تدارس السبل الكفيلة بتطوير منظومة العمل العربي المشترك.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه أمام القمة العربية الاستثنائية التي افتتحت في مدينة سرت الليبية أمس. وفيما يلي النص الكامل لكلمة سموه:

فخامة الرئيس معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر ورئيس مؤتمر القمة العربية الاستثنائية.. معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية.. معالي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.. السيدات والسادة أعضاء الوفود الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسرني في البداية أن أنقل لكم تحيات وتمنيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لم يتمكن من مشاركتكم في أعمال هذه القمة، وأود بشكل شخصي أن أنوه بحسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظينا بها منذ وصولنا أرض هذا البلد الشقيق الذي نكنُّ له كل التقدير والاحترام.

إن ما لمسناه من تنظيم دقيق وترتيبات جيدة في الإعداد لهذا المؤتمر سيسهم - بلا شك - في الخروج بنتائج تساعد على دفع الجهد العربي المشترك إلى الأمام.

السيد الرئيس.. إن هذه القمة التي يلتئم عقدها اليوم جاءت بناءً على ما قررته قمة سرت في شهر مارس الماضي، وذلك من واقع شعورنا جميعاً بأهمية أن نتدارس السبل الكفيلة بتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بما في ذلك مؤسسة الجامعة العربية، وكذلك النظر في المنظور الذي طرحه معالي الأمين العام في قمة مارس العربية، بشأن إقامة رابطة للجوار العربي، على اعتبار أن هذا الأمر ينطوي على تحقيق مصلحة عربية وإقليمية مشتركة.

إن مجرد السعي للنهوض بفكرة العمل العربي المشترك، وطرق كل سبل ممكنة خدمةً للمصالح العربية، بما في ذلك مقترحات الأمين العام في هذا الشأن، يدلل على إدراك وتحسس أمتنا العربية لأبعاد المخاطر والتحديات التي تواجه أمتنا العربية، وهذا أدى إلى أن يكون هذا الأمر بنداً دائماً في جدول أعمال لقاءاتنا العربية على مختلف مستوياتها.

إن احترام الالتزامات وأداء الواجبات والتعهدات العربية المشتركة طبقاً لميثاق جامعة الدول العربية وقراراتها يعتبر مقدمة ضرورية لا يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها إذا ما أريد لمسيرتنا العربية أن تبلغ أهدافها وتحقق غاياتها، وأمامنا في هذا الاجتماع نتاج جهد مخلص لمبادرتين مهمتين تقدمت بهما الجماهيرية العظمى واليمن الشقيق تضمنتا رؤى وتوصيات بشأن سبل النهوض بالعمل العربي المشترك، وصاحب هذا الجهد رعاية كريمة من قبل لجنة خماسية عليا تولت الإشراف عليه والتأكد من أنه يستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة بكل ما يكتنفها من مستجدات وتحديات.. هذا بالنسبة إلى الأفكار والمشاريع المرتبطة بتفعيل العمل العربي المشترك.

وفيما يتعلق برؤية الأمين العام بشأن سياسة الجوار العربي، والتي تعكس خلاصة لقراءة السيد عمرو موسى للأوضاع العربية في منطقة الشرق الأوسط عموماً؛ فإننا ننظر إليها باعتبارها نابعة من شعور بتآكل الدور الإقليمي للنظام العربي في محيطه ومركزه مقارنة بتصاعد دور بعض الدول الأخرى، ناهيك عن استمرار التحدي الإسرائيلي، ووفقاً للفرضيات التي استند إليها مقترح الأمين العام فإن واقعنا العربي بات يفرض علينا تدشين حقبة جديدة في تاريخ علاقة النظام العربي بمحيطه الجغرافي على اعتبار أن هذا الأمر يقصد من ورائه توفير أساليب وآليات مبتكرة تجعلهم أكثر قدرة على مواجهة التحديات الراهنة والمقبلة، واحتواء الأخطار القادمة، وإحداث نقلة نوعية في النظام العربي تمنحه الفاعلية والحيوية بدلاً من الركود والجمود.

السيد الرئيس.. إن مجرد الشعور بضرورة عقد قمة استثنائية لتدارس سبل النهوض بالعمل العربي المشترك ومبادرة سياسة الجوار العربي فيه الدلالة الكافية على أهمية هذا الأمر، والذي نراه مرتبطاً بحاضر ومستقبل أمتنا العربية، وإذا كانت مسألة العمل العربي المشترك قد ألقت بظلالها على اللقاءات العربية في مختلف مستوياتها وأطرها وكانت محل نقاش وجدال مستمر تمخض عنه جملة من المشاريع والخطط إلا أن ذلك كله لم يفضِ إلى نتائج ملموسة حتى الآن، وحقيقة الأمر فإن مثل هذه المبادرة مهمة للغاية وجديرة بالاهتمام والعناية، ولا يخالجنا شك في الأهداف النبيلة التي تسعى إليها والمصلحة التي تروم إلى تحقيقها، وإذا كان هناك من ملاحظة حولها فإنها تتعلق بتوقيت طرحها وطبيعة العلاقات المتوترة بين بعض الدول العربية ودول مجاورة؛ الأمر الذي لا يساعد على بلوغ غاياتها.

وفي تقديرنا فإن الخوض في موضوع يتناول ترتيب علاقات النظام العربي الذي ما زلنا بصدد ترميمه وإصلاحه مع جوار جغرافي قد لا نكون مهيئين للتعامل معه.. هذا الأمر يستوجب التهيئة له جيداً في إطار البيت العربي أولاً.

إننا نتطلع بطبيعة الحال إلى أن نصل بعلاقاتنا مع دول الجوار إلى الحد الذي يحقق الغايات التي نتوخاها على أقل تقدير، غير أنني أحسَب أنكم تشاركونني الرأي أن مقترح سياسة الجوار لن تحقق غايتها المنشودة إلا بعد أن نوفر لهذا النوع من العلاقة المميزة متطلبات نجاحها، والتي من أهمها معالجة المعوقات والإشكالات التي تعترض قيام نظام عربي فاعل وقادر على التعامل مع دول الجوار ككتلة متجانسة وموحدة.

وبناءً عليه فإن بلادي ترى أن من المصلحة التركيز مرحلياً على سبل النهوض والارتقاء بالعمل العربي؛ ليكون بالفعل والممارسة عملاً مشتركاً وفاعلاً ومؤثراً على الصعيدين العربي والدولي.. صحيح أن غياب الدور العربي الفاعل والمؤثر قد خلق فراغاً استراتيجياً يتم استغلاله من قبل العديد من الدول المجاورة، غير أنني أرى أن إصلاح هذا النظام يستدعي منا بالدرجة الأولى تفعيل التعاون العربي من خلال تقوية مؤسسة جامعة الدول العربية، وهذا الأمر لا يحتاج منا إلى تعديلات جوهرية في الميثاق بقدر ما يحتاج إلى الالتزام الجاد والعملي بما سبق الاجماع عليه من إصلاحات ومقررات وضمان أعلى درجات المصداقية والجدية في تنفيذ القرارات، ويستدعي ذلك أيضاً تمكين الأعضاء الراغبين من الالتزام بتطوير العمل العربي المشترك دون عرقلة وإعاقة من الأطراف غير الملتزمة بحيث لا يبقى العمل العربي المشترك حبيساً لتوافقات الحد الأدنى؛ ومن هذا المنطلق فإننا ندعو إلى الرجوع إلى مضامين وثيقة العهد والوفاق التي اتفقنا عليها في قمة تونس، ووضع ما تبنيناه من رؤى وأفكار موضع التطبيق العملي مع إمكانية تطويرها أو تعديلها على النحو الذي يكفل زيادة فعالية نظامنا العربي ويجعلها أكثر تأهيلاً لبلورة سياسة جوار عربي تكتسب عندها العلاقات مع دول الجوار البعد الاستراتيجي المنشود.

وقد بدأنا نجني ثمار توصيات وثيقة العهد والوفاق حيث نجد أن الجامعة العربية أصبحت تكتسب فعالية وقوة في محيطها الإقليمي العربي عبر المؤسسات المستحدثة مثل مجلس الأمن والسلم والبرلمان العربي وغيرها من المؤسسات.

ولا بد لنا أن نشير إلى ما يجري في السودان البلد العربي العضو في جامعتنا والمهدد بالتقسيم؛ فلا يمكن تبرير بقاء أعضاء جامعة الدول العربية على الحياد تجاه ما يحصل في السودان، خصوصاً أننا على أبواب اجتماع عربي - إفريقي؛ مما يحتم علينا السعي لمعالجة هذا الوضع في إطار من التضامن العربي - الإفريقي.

إن خطر الانفصال لا يمكن أن يحقق معه أي مصلحة للسودان، ومصلحة الطرفين - في نظرنا - أن نساعد السودان على تخطي هذه المخاطر بأن يكون الاستفتاء نزيهاً لا تمارس فيه ضغوط قد تؤدي - لا سمح الله - إلى نتائج لا تحمد عقباها؛ لذلك نأمل أن يكون هناك موقف عربي - إفريقي مشترك يشكل بداية لعهد جديد من التضامن العربي - الإفريقي.. وفقنا الله إلى كل ما يحقق لأمتنا الخير والرفاه والتقدم.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة