Monday  11/10/2010 Issue 13892

الأثنين 03 ذو القعدة 1431  العدد  13892

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

البادئون في التغيير الاجتماعي والسائرون في تنفيذه ومواجهة أعداء التغيير، لابدّ أن يتّصفوا بسمات نفسية ومهارية معيّنة تمكِّنهم من المضي قُدُماً في مشروعهم الإصلاحي. اختارت الأستاذة فاطمة الغفيص طريق الإصلاح والتغيير الصعب عطفاً على المكان والزمان لتجربتها المثيرة. وقفت السيدة فاطمة على خط النار تماماً، اختارت أن تمضي بتنفيذ ما رأت أنه صائب وتحمّلت في سبيله الكثير. نموذج السيدة فاطمة الغفيص ليس بكثير في مجتمعنا، فكثيرون وكثيرات يتراجعون سريعاً حين تنطلق في وجوههم تلك الاعتراضات المدوِّية التي لا تكتفي بعرض رأيها، فذاك حقٌّ لها، لكنها تتطاول على الآخر وتصنِّفه وربما ترميه بالخروج عن الملّة؟. راعت التربوية القديرة مطلباً ملحّاً ومنطقياً لكثير من الأمهات اللاتي يتولّين متابعة تحصيل أبنائهن بأنفسهن؛ إذ الطفل حتى نهاية الابتدائي يكون أقرب لأمه وليس لأبيه. والأمهات يجدن من الأيسر أن يتعاملن في متابعة دروس أبنائهن الصغار مع معلِّمات وليس مع معلِّمين!! هؤلاء الصغار اعتادوا على معلِّماتهم في مرحلة رياض الأطفال وهم ينظرون لهنّ نظرة الابن لأمه وليست النظرة السيئة والعياذ بالله من تلك الأفكار الغريبة التي يردِّدها المعترضون. المعترضون لم يلتفتوا لصغر سنِّ هؤلاء الأطفال وخطر بقائهم مع معلِّمين وفتيان في الصفوف العليا لساعات طويلة قد يتعرّضون فيها للتحرُّش والأذى، ولم يلتفت هؤلاء المعترضون لمتابعة الأم لدراسة ابنها مع معلِّم، وما تتعرّض له بعض الأمهات من استغلال من بعض المعلمين أثناء المتابعة الهاتفية، واضطرارها للصمت خوفاً على مستوى ابنها الصغير؟؟!! كما أنّ توفير فرص عمل للسعوديات في بيئة تتسم بالخصوصية، يفترض أن يكون أولوية يسعى لها الحريصون على سيادة الفضيلة في أجواء العمل، فكيف يشغلهم أمر تعلُّق طفل السابعة بمعلِّمته عن أمر جلل كهذا أشغلهم لسنوات طوال وما يزال وهو الخصوصية!؟

إنني أحيِّي حسن منطق السيدة الفاضلة فاطمة الغفيص، فأحاديثها الصحفية تعكس صورة مشرفة لحكمة المرأة السعودية، وقدرتها على التعامل بحرافة مع وسائل الإعلام في مختلف المواقف، وقد أحببت أن أعرض عليكم جزءاً من إجاباتها التي تعكس هدوءها واتزانها وتمكُّنها من مهارة التعامل مع الإعلام: (إنّ هؤلاء التلاميذ أطفال، وهم في سن سمح لهم المجتمع فيه بالتواجد بين النساء في أماكن الترفيه وقاعات الأفراح، والمناسبات العائلية والاجتماعية). وعن أغرب الاتصالات المعترضة، ذكرت الغفيص (أنها تلقّت اتصالاً من خارج المملكة من رجل يتحدث بلغة عربية ركيكة ومكسّرة، معترضاً على ما أشيع وقرأه في بعض الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية، من تمكينها من اختلاط الطلاب والطالبات في تلك المدارس، وانتهت المكالمة بينهما باعتذار من قِبل المتصل بعد أن اتضحت الصورة الحقيقية له، نافية أن تكون قد تلقّت تهديدات مزعجة). في يقيني أنها حتى لو تلقّت تهديدات فالمؤكّد أنها ستنفي! الذي يظهر لي أنّ التربوية الفاضلة لا تهدف للمتاجرة بموقفها والتكسُّب به. فهي امرأة حصيفة قادرة على إدارة الأزمة دون أن تخسر مكانتها التربوية في مجتمعها، هي مهمومة بقضية سامية هي الإصلاح التعليمي ولا تشغلها الأنا. فتحية كبيرة لمدينة بريدة التي أنجبت هذه السيدة الشجاعة.

 

نهارات أخرى
التربوية القوية فاطمة الغفيص
فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة