لقد تغيرت إستراتيجية التعليم العالي عالمياً خلال السنوات القليلة الماضية في إعادة هيكلته ومعايير جودته وتصنيفه عالمياً وتحويله إلى تعليم معرفي موجه وذي مردود اقتصادي يكون مصدر دعم ذاتي لمؤسسة التعليم العالي ورافداً اقتصادياً للدول. وقد اصبحت صناعة التعليم العالي في جانبيه الأكاديمي والبحثي من اهم المجالات الاقتصادية الذي ركزت عليه العديد من الدول ومؤسسات التعليم العالي والبحثي.

وقد ادركت حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة بوزارة التعليم العالي هذا الحراك المعرفي والنمو الكبير المتسارع في توجهات التعليم العالي العالمي ومايندرج تحته من ابحاث علمية تطبيقية وأساسية وخدمة للمجتمع اهتماماً خاصاً بداية من تأهيل الكوادر السعودية المؤهلة تأهيلاً جيداً ودعماً للجامعات السعودية مالياً وحثها على مواكبة هذه التغيرات والتقدم في التعليم العالي والبحثي العالمي ليكون لجامعتنا السعودية دور وبصمة واضحة على الخريطة العالمية للتعليم العالي.

وجامعة القصيم إحدى جامعتنا السعودية التي حرصت على أن لا تحيد عن هذا الحراك الداخلي والعالمي، وبالرغم من العمر القصير لإنشاء الجامعة إلا أن الجامعة أحدثت تغيرات كبيرة في إعادة هيكلة كلياتها وتطوير خططها التعليمية وفتح برامج للدراسات العليا ودعم للبحث العلمي كما حققت إنجازات أساسية في طريقها إلى التميز المحلي والعلمي، فقد انتهت الجامعة ولله الحمد من خطتها الإستراتيجية العشرية واتخذت الخطوات الأساسية والإجراءات اللازمة للاعتماد المؤسسي والبرامجي، وما حققته كلية الهندسة في الشهر الماضي من اعتماد أكاديمي دولي عالمي من قبل الأيبت ABET (الهيئة الأمريكية للاعتماد الأكاديمي للتخصصات الهندسية) ماهو إلا أول نتائج هذا الحراك والاهتمام الذي يديره معالي مدير الجامعة وبدعم كبير من معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه للجامعة ومنسوبيها، وأن هذا الاعتماد يجعل كلية الهندسة في الجامعة في مصاف كليات الهندسية العالمية التي حصلت على هذا الاعتماد من حيث تحقيقها لجميع معايير الاعتماد وجودة مخرجاتها التعليمية والبحثية. وهذا الإنجاز ماهو الا بداية للاعتماد المؤسسي للجامعة وبرامجها التعليمية وطنياً ودولياً. خالص التهنئة لعميد كلية الهندسة ووكلائها ومنسوبيها على هذا الإنجاز العالمي. أسأل الله العلي القدير أن يديم على بلادنا أمنها وعزها.

(*) وكيل جامعة القصيم للدراسات العليا والبحث العلمي