Tuesday  12/10/2010 Issue 13893

الثلاثاء 04 ذو القعدة 1431  العدد  13893

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الفراغ العاطفي لدى الأسرة
صالح بن عبدالله الزرير التميمي

رجوع

 

يعاني الكثير من أبنائنا من الجنسين وخصوصاً في فترة المراهقة من الفراغ العاطفي الكبير وفقر المشاعر بعد أن تخلّى عنهم الآباء والأمهات؛ إما تجاهلاً أو انشغالاً في أمور الدنيا حتى أصبح البعض منهم تائهاً وحائراً في حياته يحتاج إلى مد يد العون وإلى صدر حنون فلا يجده لا من أم ولا أب ولا أخ ولا صديق مما يجعل الواحد منهم في النهاية فريسة للشيطان ولوساوسه حتى ضاع بعضهم وانحرف وانصرف نظره يمنة ويسرة بحثاً عمّن يجد عنده الأمان ويلبي ويحقق له كل ما يريد، وكم أتمنى من الأم الانتباه لبناتها بالقرب منهن ومصادقتهن والدخول إلى قلوبهن ومحاولة التعرّف على صديقاتهن، ومد يد العون لكل من تريد المساعدة بما تستطيع مع تقديم النصح لهن بين الفينة والأخرى، وكذلك الأب يقوم بذلك مع أولاده الذكور، وكلما تقرَّب الآباء والأمهات من أولادهم كسبوهم ومنعوا شياطين الإنس والجن من خطفهم والتغرير بهم. ولو تأمّلنا في واقع الكثير من أبناء المسلمين في هذا الزمان لوجدنا أنهم يعانون من الفراغ العاطفي ومن ابتعاد آبائهم وأمهاتهم عنهم حتى صار بينهم فجوة كبيرة تكوّنت عبر مرور السنين بسبب صدنا عنهم ومعاملتنا القاسية والمجحفة لهم إلى درجة خوفهم منا ونفورهم من الحديث معنا، وإذا لم يكن الأب والأم قريبين من أبنائهم من سيكون معهم بعد الله عوناً ومعيناً على نوائب الدهر ومشاكل هذه الحياة الصعبة التي تحتاج إلى الصديق الناصح! ولا أعتقد أن هناك صديقاً لأبنائنا أفضل منا معاشر الآباء والأمهات، وهم حقيقة بحاجة ماسة لمن يقف معهم ويأخذ بأيديهم إلى طريق الرشاد حتى لا يقعوا في الفساد ويجلبوا لنا الأتعاب بسبب ابتعادهم عن رب الأرباب وحرمانهم من العاطفة والصدر الحنون والقلب الطيِّب والفكر النيِّر الذي يجنبهم الوقوع في الرذيلة، وقد ثبت عبر إحصائيات دقيقة واستفتاءات أن نسبة كبيرة من بناتنا وأبنائنا يعانون من الحرمان العاطفي، ويشتكون من ابتعاد أهليهم عنهم، إذ إن كل فرد من أفراد الأسرة وبخاصة الأبوان في غفلة وشغل عنهم وهم يتألمون ويتضجرون ويريدون الكلمة الحانية والمجيب لشكواهم فلا يجدون المجيب لذا كان السبيل الذي اختاره بعضهم هروباً من الجحيم الذي يجدونه في صدورهم الانحراف وسلك مسالك الردى لعلهم يصلون إلى من يرشدهم ويفتح صدره لهم بعد أن تخلَّى عنهم أقرب الناس لهم، ولأهمية هذا الأمر لكونه يتعلق بآبنائنا فلذات أكبادنا وبمستقبلهم وبحياتهم أحببت عبر منبر (الجزيرة) أن أقدّم وجهة نظري حيال هذه القضية المهمة التي أرَّقت الكثير واشتكى منها الصغير والكبير حينما وقعوا في شباكها وأصبحوا مرهونين لها لعل الله أن ينفع بها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد من الآباء والأمهات ممن تهمهم مصلحة أبنائهم، داعياً الجميع للنظر فيما كتبت ومطالباً لهم بالسعي حثيثاً لإعطاء أولادهم جزءاً من وقتهم لسماع شكواهم ومعرفة ما يحتاجون وما منه يعانون ليقفوا حاجزاً وسداً منيعاً بينهم وبين انحرافهم وسيطرة الشياطين عليهم ومن قام بهذا من الوالدين فقد قام بعمل جليل ومسؤولية عظيمة وحافظ على أبنائه وأصبح قريباً منهم قلباً وقالباً، وهذا ما أحببت البوح به نصيحة قدمتها وهدفت من ورائها الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، متمنياً للجميع التوفيق والسداد ولأبنائنا الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة