Wednesday  13/10/2010 Issue 13894

الاربعاء 05 ذو القعدة 1431  العدد  13894

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

أحيانا نعتاد المستجدات الطارئة على حياتنا حتى وإن كانت مزعجة لدرجة أننا نألفها ولا نشعر بمدلولاتها، نعيشها لتصبح ضمن تفاصيل حياتنا اليومية ! لكن الغريب عن المكان ربما يلتقطها بسهوله لأنه سوف يقارنها بوضع آخر تعود عليه!

الكثيرون اعتادوا منظر الصيدليات وهي تقفل أبوابها ليلا لتفتح نوافذ البيع الصغيره وبرأيي الخاص فإن الصيدليات في وضعها الحالي هي الترمومتر الذي يمكن أن نقيس من خلاله إلى أي مدى أثّر (اللصوص) على حياتنا وغيروا حتى تعاملاتنا مع بعضنا البعض وزرع بذور الشك وعدم الارتياح لمن لانعرفهم ! اجتماعيا أضعفوا عندنا (الفزعات) ومساعدة الآخرين نتيجة لسماعنا قصص كثيرة سواء على الطرقات الطويله أو غيرها بسبب الوقوع ضمن حبائلهم ومخططاتهم! اقتصاديا فبالإضافة إلى مايسببونه من خسائر نتيجة سرقاتهم للملكيات الخاصة من سيارات ومقتنيات وغيرها فإن هناك تكاليف حراس أمن وتأمين وغيرها من أنشطة رفعت التكاليف على المواطن بسببهم! ويمكن ملاحظة تأثيرهم على طريقة تقديم الصيدليات خدماتها بعد منتصف الليل فهي تقفل أبوابها ولاتبيع إلا من خلال نافذه! في إحدى الليالي خرجت لأحضر دواء وقفت ضمن ثلاثة أشخاص الساعة الواحدة بعد منتصف الليل كنا نطل من نافذة الصيدلية لنطلب دواء من البائع الذي كان يتفحص الوجوه في قلق! شعرت للحظات بشيء من الضيق وتساءلت لماذا لم يعد البائع في شارع رئيسي آمنا على نفسه ولا على مالديه من نقود! لماذا فرض اللصوص على الصيدليات هذه الأجواء التي تبعث على القلق وتنقل عنا وعن مجتمعنا صورة سلبية ! المشهد الذي تعودناه هو مشهد يفترض أن لانتعوده بل علينا أن نتواجه معه وأول خطوات المواجهة هي أن نبتعد عنه قليلا لنراه عند بعد من كل الزوايا لنعرف كم هو المشهد قاتم ومحزن!

في مدينة جدة دخلت صيدلية فوجدت (سيكيورتي) بداخلها، بعد أن اشتريت الدواء رجعت إليه وسألته وقد وضع كرسيا له قلت له: ماذا تفعل في الصيدليه! كنت قد توقعت الإجابة لكني أردت أن أسمعها منه! قال أنا حارس أمن للصيدلية، والخوف من اللصوص الذين يهاجمون الصيدليات ليلاً!! ما أعتقده أن الحل ليس نشر حراس أمن في كل صيدليه أو أن تطلب الشرطة من الصيدليات أن تغلق الأبواب وتبيع من خلال نافذة! فهذا علاج للعرض وليس المرض! إن الحل بالتأكيد لدى المؤسسات التربوية والتعليميه ووزارة العمل والعدل والتخطيط ومجلس الشورى وربما لجنة تجمع كل هؤلاء، لكن الأمن العام وأقسام الشرطة عليها أن تستمر في معالجة تقصير كل تلك الجهات بأن تضرب بيد من (فولاذ) على أيدي اللصوص ومع التقدير لكل جهد تبذله أقسام الشرطة، إلا أن الصديليات ونوافذها الليلية وانتشار ظاهرة استعانة المواطنين والمؤسسات بحراس أمن، تشي بأن جهود الشرطة رغم حرصها ونشاطها لايمكن أن تكون كافية ما لم تتفاعل معها كل الجهات وأن تناقش وتبحث لماذا وصلنا إلى هذه الحالة التي لاتسر أي مواطن غيور على مجتمعه !

alhoshanei@hotmail.com
 

التأثير الاجتماعي للجريمة
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة