Wednesday  13/10/2010 Issue 13894

الاربعاء 05 ذو القعدة 1431  العدد  13894

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

«ونحن مع إطلالة عام دراسي جديد نستبشر خيراً بمستقبل مشرق لكافة أبنائنا وبناتنا في كافة المراحل» هذه العبارة التقليدية كثيراً ما تجدها في البيانات الرسمية،

وفي المكاتبات والخطابات والتهاني التي تصحب بداية العام الجديد، لكنها كثيراً ما تخلو من الدعاء لطلابنا بتحقيق أهدافهم، لأننا مع الآسف مجتمعات لا تعرف ما هي الأهداف - أصلاً - وهل فعلاً تجد الأمهات والأبناء يعملون على وضع رؤية معينة « التي تمثل الطموح لمستقبل أبنائهم « بمعني أوضح « ما هي الصورة التي أحلم بأن أرى إبني عليها في المستقبل» هل تريد لإبنك أن يصبح صاحب بصمة، شخصية قيادية قادرة على التأثير، من ثم تطمح أن يتقلد منصباً مهماً في مستقبل أيامه، أم أنك تطمح في أن يكون عالماً يضيف للبشرية الكثير، وينير طريق الأجيال التي تليه، كما صنع أدسون عندما أضاء كوننا باختراعه للكهرباء، فالعام 1887م يعد عاماً أحدث نقلة نوعية في حياة الشعوب قاطبة على وجه الأرض، فباكتشاف الكهرباء تغير الكثير في حياتنا، خلق هذا التغيير العالم الأمريكي توماس أدسون الذي سجل قبل مماته أكثر من ألف اختراع باسمه، كثير منها على علاقة مباشرة بالكهرباء والمجالات المغناطيسية التي تعمل من خلالها.

إن هذا الفتح العظيم الذي سخر لهذا العالم النادر أسهم في فتوحات علمية أخرى كثيرة، لم يكن لها أن تظهر بدون وجود الكهرباء وهي الأخرى خلقت كثيرا من التغييرات في حياة الشعوب وأسهمت في نقلهم من الحياة البدائية إلى الحياة المدنية الحديثة، علينا أن نتأمل مثل هؤلاء العلماء وكيف أسهموا في صناعة التغيير الحقيقي في حياة الشعوب، بصرف النظر عن من يكون هذا العالم، لأن العلم إنساني بطبيعته وبخاصة إذا كان يهدف لخدمة الإنسانية.

وأديسون مثال جيد، ويستحق أن نذكره في كافة أحاديثنا عندما نتحدث عن العلماء الكبار الذين حققوا فتوحات علمية مهمة، مع أن هناك علماء كثيرين استطاعوا أن يحققوا نقلات في حياة الإنسانية، منهم على سبيل القصر لا الحصر العالم المسلم عباس بن فرناس الذي بدأ أولى خطوات الطيران التي أدت إلى اكتشاف الطائرة فيما بعد، وبن فرناس كان يعمل بناء على دراسة علمية دقيقة، حيث لم يكن مجنوناً كما أشيع، ولم يكن بوهيمياً حلم ذات مساء بأن يطير ثم قام بوضع جناحين على يديه وانطلق من أحد الجبال العالية في إسبانيا ليهوي ميتاً في هاوية الوادي، إنها ليست بهذه الطريقة، بل كان معتمداً على دراسات علمية، وهو عالم معروف، له نشاطه العلمي البارز في هذا الخصوص، فقد جاءت خطوته بعد دراسات حقيقية أكدت له أنه بإمكان الإنسان أن يطير، وقد طار فعلاً وظل في الجو وقتاً لم يمهله القدر بعدما حقق للبشرية هو الآخر نقلات نوعية في مجال علم الطيران.

باختصار ماذا أريد لابني الذي يدرس في مراحل الدراسة المختلفة أن يكون، ماذا نريد لأبناء الجيل القادم أن يكونوا، كيف يمكن لأبنائنا أن يسهموا في خدمة وطنهم، وفي خدمة أمتهم وأبناء البشر كافة، هل طموحاتي تجاههم محدودة جداً، بحيث لا تتجاوز قضية أن يحقق ابني معدلات عالية في الثانوية العامة ليجد مقعدا في الجامعة، على الرغم من أن المعدل في الوقت الحالي لا يمثل وحده نتيجة متميزة فهناك خطوات تتبع ذلك منها اختبارات القياس وغير ذلك، هذا أخي العزيز طموح محدود وبسيط جداً لا يرقى إلى الطموحات الكبيرة التي يجب أن تحضر وبقوة في حياتنا العملية لأبنائنا ومستقبلهم الذي يجب أن يكون هو الشغل الأهم في حياة كل أم وكل أب، وتحديداً الأمهات اللواتي يمثلن الأقرب والألصق بالأبناء، هن من يستطعن أن يخلقن تغييراً حقيقياً في حياة الأبناء، ومن ثم في حياة الشعوب بمساندة بطبيعة الحال من الأب، فهن المدرسة كما قال الشاعر، أيضاً يجب أن لا نغفل دور وزارة التربية والتعليم التي تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق مثل هذه الطموحات، خاصة وأنها تسعى الآن لخلق تطوير واضح على مستوى المقررات الدراسية وعلى مستوى تقييم أداء الطالب، وتطوير قدراته الذهنية والفكرية، نحن بحاجة إلى المزيد من الوقت، أتمنى أن يكون الغد أجمل دائماً.

Kald_2345@hotmail.com
 

رسم أهداف مستقبل الأجيال
خالد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة