Wednesday  13/10/2010 Issue 13894

الاربعاء 05 ذو القعدة 1431  العدد  13894

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

حينما يعجز الرجال عن رثاء الرجال

 

رجوع

 

يصنع الرجال لهم سيرة حسنة معطرة بسجاياهم وأخلاقهم الحميدة تلازمهم في حياتهم كتيجان فوق رؤوسهم ولتبقى سجية حسنة لهم بعد مماتهم يذكرهم بها عباد الله عقوداً طويلة وقد تكون تلك الأعمال يسيرة جداً لكن ييسرها الله لهم.

لقد رحل عنا زميل وصديق وأخ وفي إنه الأستاذ يوسف بن محمد العقيل «أبو طلال» أحد منسوبي ديوان المراقبة العامة وأحد قيادات قطاع الرقابة على الأداء مساء يوم الأربعاء الموافق 27-10-1431هـ.

رحل وترك خلفه الكثير من محبيه، ذلك الرجل الذي يحبه كل من عرفه. عرفته منذ أكثر من ثلاثين عاماً. فله رحمه الله صفة ملفتة للنظر حيث يتعرف على كل من اجتمع بهم في مجلس أو لقاء علمي أو اجتماع عمل (عرب وغير عرب) بعيداً عن (اللقافة) أو الفضول، إنما يدفعه لذلك شخصية اجتماعية ونفس محبة للناس كحبه لمدينته عنيزة.

وكان أول لقائي معه عام 1400هـ حينما بدأنا في برنامج في معهد الإدارة العامة حيث دنا مني، وقال: أهلاً بأهل المدينة. وتجاذبنا أطراف الحديث، فوجدته الرجل الذي لا يُمل حديثه ولا يسأم جليسه، دمث الأخلاق، وبدأت بيننا صداقة حميمة، ولاحظت أن في الرجل جاذبية غير عادية (Charisma) لم أرها في أحد، وشخصية محبوبة ويتمتع بسجايا تكاد تكون فريدة، شهما، كريماً، سخياً، وفياً لأصدقائه، بشوشاً، لا يقابل الناس بوجه عبوس بل بوجه طلق وابتسامة من القلب، يقابل من أساء إليه بالإحسان، وهو من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، لا يعرف من الغضب والحقد إلا اسمهما، له في المجلس نكهة، صاحب نخوة و(فزعات)، لا يتردد في خدمة من طلب المساعدة، فحاله كما يقول الشاعر:

ولست أرى في الناس عيباً

كنقص القادرين على التمام

لا يعطي الدنيا أكثر مما تستحق، وإذا رأى أحد زملائه مهموماً لسبب من الأسباب كان يواسيه بقوله: ( يا بو فلان أو يا فلان لا تضيّق صدرك، ترى الدنيا ما تسوى، أو يقول ما تدري وين الخيرة فيه).

وإن عزاءنا في أبي طلال أننا نحسبه والله تعالى حسيبه، أنه من نال أجر حسن الخلق، فيقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (من أحبكم إلي وأقربكم إلي مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

وحسن الخلق كما فسره عبدالله بن المبارك رحمه الله طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الأذى.

معذرة يا صاحبي لا أجيد نظم الشعر ولا أجيد النثر حتى أوفيك حقك ولكن بعض الشيء خير من لا شيء.

رحمك الله يا أبا طلال رحمة واسعة وجعل ما أصابك في مرضك تكفيراً لسيئاتك وزيادة في ميزان حسناتك وأدخلك فسيح جناته، وإنا على فراقك يا يوسف لمحزونون، و?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون?.

محمد مرشد الرحيلي - مدير عام الرقابة على أداء الوزارات والمصالح بديوان المراقبة العامة

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة