Thursday  14/10/2010 Issue 13895

الخميس 06 ذو القعدة 1431  العدد  13895

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

العين الثالثة: ترى ما تراه العينان الأصليتان عند كل إنسان، لكنها لا تخطئ تحديد الهدف، ولا تحكم عليه جزافاً.

هي العين التي لا يصيبها الرمد الربيعي ولا الانكسار والانحراف والحول، ثاقبة حادة في الحق، وعند استتباب العدل والإنصاف فهي غضيضة من الحياء والوقار.

هي لا ترنو لأي اتجاه أو لأي أحد أو جماعة عبثاً وتدخلاً فيما لا يعنيها، لا تحدق إلا في مواطن الخلل والخيانة للوطن واستغلال السلطة والنفوذ على حساب الضعفاء والبسطاء.

هي العين التي ترمق غريباً جاء باسم المستثمر الأجنبي واحتل مكان أب وابن وقريب وأخذ ينعم بخيرات بلدهم ويتنكر له في كل موقف وحدث.

هي العين التي تدمع كمداً وأسى كلما رأت مشروعاً ينفذ من الباطن وبأقل التكاليف وبأقصر وقت وأبعده، ثم لا يلبث أن ينهار في أسرع وقت وأقربه.

وهي التي تبكي وتذرف دما على فتيات الوطن يذهبن كل سنة دراسية بالعشرات من المعلمات في المدارس النائية، ضحية جمود دم بعض المسؤولين وتحجر العقول أمام أفكار وحلول تنهي هذه المآسي، رغم أنها تراهم شعلاً تتوقد أمام الفرص الوظيفية والحوافز والمهمات الداخلية والخارجية، يقول سبحانه في كتابه العزيز: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} الصافات 24، ويخشى أن يشملهم هذا الوعيد بالحساب والجزاء.

هي العين التي تقرأ رقم تكاليف إنشاء مشروع بمبانيه ومرافقه، ثم تقرأ رقماً يلامس الرقم الأول خصص لقيمة تزويد جنبات مرافق المشروع بأشجار ونخيل الزينة التي لا تثمر.

هي العين التي تتحسر على مواطن بسيط يتوسل إلى صحيفة محلية علّها تنشر معضلته ومأساته مع المرض لعل عين مسؤول مستشفى ترق لحاله خوفاً من المساءلة فيوعز للعلاقات العامة عنده أن (لا مانع من مراجعة المذكور للمستشفى لتقوم الجهة المختصة باللازم) وتنسى العلاقات أن ما نشر بالصحيفة يفيد أنه قد تعب من مراجعتهم مما زاده مرضاً.

وهي ذات العين التي كانت تنتظر قدوم حبيب أو قريب من رحلة على الخطوط الجوية المحلية في الموعد المكتوب لكنها تفاجأ بأن الرحلة التي يفترض أنها مباشرة لم تكن كذلك وأنها توقفت في محطتين أخريين وهذا سبب التأخير، وإن كانت داخلية فالسبب إلغاء الرحلة وانتظار بديل لها.

وهي العين نفسها التي تشاهد تلاعب (بعض) حملات الحج من الداخل والخارج وتتمنى اتخاذ تدابير صارمة جادة تنهي معاناة من جمعوا القرش على القرش ليؤدوا هذه الشعائر.

وهي التي تشاهد فتيانا وفتيات يتسابقون إلى مؤسسات وشركات طلباً للوظيفة التي أعلن عنها فتصدمهم الشروط التعجيزية، ثم يطلب منهم الهوية الوطنية وتوقيع عقد عمل وهمي، والانصراف مع وعد بتحويل مبلغ ألف ريال لحساب كل منهم، وهذا لزوم السعودة، فهل تلام العين إن رمقتهم بنظرات كالشرر.

هي العين الثالثة التي تشاهد كثيراً من المزعجات فتقول عاجزة (حسبنا الله ونعم الوكيل..!).

 

العين الثالثة
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة