Saturday  16/10/2010 Issue 13897

السبت 08 ذو القعدة 1431  العدد  13897

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

في مقابلة مع الشاعر الشعبي الكبير أحمد الناصر قال إننا كنا نذهب ل (نلعب) مجانا في الأعراس وبدون مقابل، هذا الكلام قبل طغيان المادة، الآن أجور شعراء المحاورة با (العلالي)! ما لفت نظري في كلام الشاعر أحمد الناصر أنهم يغنون ويتحاورون طلبا للمتعة ونلعب هنا تعني (المحاورة الشعرية) أطلقوا عليها اللعب لأن فيها المتعة التي لايشعر بها إلا من وقف بين الصفوف يغني ويرقص ويصفق، وفي المسرح يطلق الغرب على المسرحية (play).

في كل مرة تحل فيها علينا ذكرى اليوم الوطني تتجدد الصراعات في المدارس هل ستكون العرضة السعودية ضمن برنامج الاحتفال؟! وإذا أقرت فهل تكون مصحوبة بالطبول أو بدون! النقاشات تنتهي غالبا بأن تؤدى العرضة ناشفة وقليلة الدسم أي بدون طبول! ذكرت في مقال سابق أنني حضرت قبل عشر سنوات تقريبا حفلا مدرسيا استعان الطلاب لضبط الإيقاع (بتنكة) خافوا أن يحضروا طبل! لكن أحد المعلمين ضاق ذرعا ب (التنكة) يبدو أنها أصدرت أنغاما موسيقية إلى حد أزعجه! فانهال على التنكة رجفا وضربا!! في المنطقة الجنوبية ما يزال الرجال يرقصون في المناسبات مثل الأعياد والأفراح، فتجد أغلب أهل الحي أو القرية يتشاركون الرقص والفرح! ولقد شاركت في إحدى المرات في رقصة الجنوبية كان الأمر في غاية المتعه رقصات رجوليه وكلمات وطنيه وجميلة تدعو إلى الشهامة والكرامة، الرقصات وغنائها الجماعي يمارسها الآباء والأجداد في الحروب والحصاد وبالبناء وغيرها في المناسبات! لكن الأحفاد في هذا الوقت حرموا من ذلك للأسف فهناك فرق شعبية أصبحت تؤدي تراثنا وأغانينا وأهازيجنا نيابة عنا، تكاثرت تلك الفرق لأننا أبعدنا عن ممارسة والعرضات والفكلورات الشعبية الأدائية، أبعدنا لأن هناك من يرى أنها حرام وهناك من يرى أنها عيب! لذلك فإن الكثيرين (تكلست) لديهم مناطق الفرح في صدورهم بقينا متفرجين نصطف لنشاهد من يرقص ويفرح ويستمتع نيابة عنا!

لا سبيل لكي نعود إلى التراث الأصيل وإلى تراث الآباء والأجداد، إلا بأن يتم تفعيل قرار العرضة السعودية في المدارس، هذا القرار الذي أصدر قبل سنوات ولكنه ما يزال يجد ممانعة كبيرة من بعض المعلمين والمدراء مثلما يمنع بعضهم النشيد الوطني ويزايدون على وطنية وتدين من أصدره!

إننا بحاجة إلى تكريس (اللعب) الرجولي بين طلابنا وشبابنا نجعلهم يمسكون بالطار وليس الطبل لا مشكلة! المهم أن تؤدى العرضة والفلكلورات الشعبية!

العرضة بجميع أصنافها ومسمياتها هي درس عملي في الوطنية والرجولة يجب أن نعلمها للطلاب وهذا أفضل بكثير من أن نمنعها فيجدون لا سبيل أمامهم سوى الأغاني الشبابية يملؤون صدورهم بكلماتها المنحطة وكليباتها الهادمة للأخلاق! إن تفعيل قرار العرضة هو من مسؤوليات وزارة التربية وبخاصة إدارة النشاط الطلابي ولو تم ذلك فسنملأ فراغ (اللعب) الممتع عند شبابنا وطلابنا.. فهل نفعل أم سيظل غبار المعركة يتصاعد كل عام داخل أسوار المدارس مستسلمين لمن يمنعها، بينما (لعب) الأحباش وترك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عائشة تشاهدهم وهم (يلعبون)! حتى اكتفت! ولعلي أختم بأن الوزارة يجب أن لا تصدر قرارات إلا وهي قادرة على تنفيذها وأن تكون لها القدرة على مساءلة من يفشل ويعطل مساعيها وأنشطتها التربوية والوطنية!

alhoshanei@hotmail.com
 

إلى متى يمنع لعب العرضة في مدارسنا ؟
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة