Sunday  17/10/2010 Issue 13898

الأحد 09 ذو القعدة 1431  العدد  13898

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

قراءة بعض الإحصائيات تغير رأي الإنسان، وتعمل على تصحيح نظرته لأشياء كثيرة في حياته، وفي منهجه، وفي سلوكه، وفي تعامله. أطرف ما قرأت أن 80% من الناجحين في الحياة العامة هم ممن يمتلك الذكاء الوجداني، أو العاطفي، وليس العقلي. وكثير من الموهوبين، أو ممن يمتلكون ذكاء عقليا فريدا أخفقوا في مسيرة حياتهم، ثم إن نسبة (الموهوبين والأذكياء) تختلف من دولة إلى أخرى...

....تبعا لعوامل التنشئة الاجتماعية، والظروف السياسية، والعوامل الاجتماعية، والمؤثرات الاقتصادية. إلى غير ذلك يقال: (إن الأشخاص الأقل ذكاء في العالم هم من يتبوؤن مراكز قيادية، بينما الأذكياء يتجنبون ذلك). وبطبيعة الحال فإن مثل هذه المؤشرات والأقوال لها أكثر من تحليل، وأكثر من تعليل وتفسيرها عند علماء الاجتماع والنفس. لذا ليس من المستغرب أن تتجه المؤسسات التي تهتم في بناء القدرات وتأهيلهم وتدريبهم والاستفادة منهم إلى تبني مسارات مختلفة في مناهج التربية، وفي مناهج التعليم والتدريب، كي تمنح جميع الفئات فرص النجاح في العمل، وفي الحياة، وتفتح لهم آفاقاً كبيرة في قراءة المستقبل وتوجهاته، وصناعة الحضارات وتعايشها. وكم يتمنى القارئ أن يظفر ولو بمقارنات في هذا السياق بين دول العالم الثالث، فكل ما هو موجود دراسات متناثرة قدمها أفراد لأغراض علمية، أو قامت بها مؤسسات حكومية في كل بلد، وهي ترسم استشراف مستقبل وزاراتها، أما الهيئات، والجمعيات المتخصصة التي لا ترتبط بنظام دولة من الدول فلم نقع على شيء ذي بال في هذا الجانب. من المؤكد أنه لا يضير أن يحتل من يمتلك الذكاء الوجداني، أو العاطفي الصدارة، فهم يتعاملون مع الشريحة الأكبر في المجتمعات، بينما نجد ندرة في الأذكياء تتمحور حول نفسها في دول العلم الثالث بالذات، وتأسيساً على ذلك، ولكون المهارات الوجدانية هي التي تقود إلى النجاح في العمل، ومن شأنها أن تمنح صاحبها قوة خارقة في التأثير على الآخرين، وزادا لا يمكن الاستهانة به، ونحن نتعامل معهم ونوجههم، ونقودهم إلى أهداف عليا وعريضة في الحياة. ليس هذا فحسب، بل نجد إلى جانب ذلك مفاهيم خاطئة رائجة عن تعريف ( الموهبة)، وبخاصة عند من يقصرها على مجموعة من القدرات العقلية في مسار، أو تخصص معين، وصواب الرأي في ذلك،أن الذكي، وصاحب الموهبة من يمتلك المرونة في الفكرية، والانفتاح العقلي، والاستقلالية في التفكير، والرغبة في التجريب، وممارسة النقد الذاتي، ولهذا تجد أن هذه الصفات مجتمعة في فرد من الأفراد تشكل في عرف المجتمعات الأقل حضارة وتقدما نشازا وجنوحاً غير مألوف، وكثيراً ما يلجئون إلى محاربته وتهميشه، أو التقليل من شأنه لكن في الأغلب أن التاريخ يظل محتفظاً بهم، بوصف بعضهم مؤثرين في مسيرته الكبرى.

انطلاقا من ذلك كله، اتجهت بعض المؤسسات التي تهتم بالموهبة، أو فئة الأذكياء ورعايتهم إلى محاولة إيجاد برامج للمهارات الوجدانية والعاطفية التي من شأنها إيجاد، أو تنشئة شخصية متزنة، قادرة على التعايش مع الأكثرية في المجتمع، حتى يتجنب الموهوب عقليا بعض المشكلات الانفعالية والاجتماعية، أو بتعبير أدق الصراعات التي ربما فرضت على شخصيته الاغتراب، نتيجة الضغوط التي يتعرض لها من الأقران.

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
للأذكياء فقط
د.موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة