Sunday  17/10/2010 Issue 13898

الأحد 09 ذو القعدة 1431  العدد  13898

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

كثيرا ما تنتابني أمنيات عريضة، بأن يلتفت المربون إلى النشء فيعرِّفونهم مفهوم العقوق، ودرجاته، ويبسطون لهم الأدلة الواردة فيه، ما جاء منها في الكتاب العظيم، أو حدَّث فيه رسول الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام، إذ بدأت ريح العصر، ومستجداته المؤثرة في سلوك الأفراد، ونمطية موضوعات التربية، ومدارات الأفكار فيها، تبعد الناس، باعا طويلا عن العناية بموضوعات الوالدين وحقهما، كذلك فُرِّغت نماذج التوجيه من الاقتداء بها، كما أن محاور التعليم الأبوي في البيوت تقاعست عن تدريب الأبناء على موجبات البر، الطاعة، والرحمة، وخفض الجناح، وكبح النفس، ودرئها عن الغلو في رفع الصوت، وبذاءة اللفظ، ومستوى التعبير الذي يتعامل به أكثر الأبناء مع آبائهم، وأمهاتهم، ناهيك عن عدم إلمام الصغار، ومن كبر منهم، بدرجات الأجر عند التصبر على رفقة والدين كبرا في العمر، أو ضعفا في العزم، أو اختلفا في الرأي، أو صعبا في التعامل، وما يصلهم به من موارد الخير ومثوبة الجنان،..

يبدو أن التغريب الذي فُتحت له بواباته على مصراعيها، في عقر دورنا، ولاح ليحتل مشارف ونواصي دروبنا، قد جاء أيضا على كثير من المفاهيم في علاقات المرء، الموجبة للفلاح إن حسنت، والموجبة للخيبة إن ساءت، وأولها علاقات الأبناء بوالديهم، لأنهم من جانب آخر، ضمن هذا الانفتاح، يمثلون لهم إما الحجرة المعثِّرة، أو النموذج المختلف، أو في أقرب الصور، أن لا فارق بين ابن وأبيه، أو أمه، فكلاهما وهو سواء، في الحقوق والواجبات، حين تكون هذه الحقوق والواجبات، موضوعة على طاولة الفرد في مفهومٍ تقدمه الشاشات فيما يتهافت عليه النشء، من أفلام وأحداث سيول التَّمازج بين الثقافات، والتذويب في كأس واحدة لقيم التعايش، وخيوط الفروق.

ويبقى خارج الكأس، وبعيدا عن البوابات المشرعة في صناديق الوعي النقي، شيءٌ من زخم الأمومة والأبوة، وطعمٌ للذة البِرِّ، ورهبةٌ للحذر من العقوق، ربما، ربما يحرص المربون عليها، قبل أن تتبخر، أو تتحلل، أو تنتهي.

تلك أمنيات لما كان من المسلمات.

 

لما هو آت
تنتابنا الأمنيات..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة