Monday  18/10/2010 Issue 13899

الأثنين 10 ذو القعدة 1431  العدد  13899

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

أشعر أحياناً أنني أسير مراحل قضية العرب الأولى..، احتلال فلسطين وما صاحبها من تطورات وأحداث وشعارات لم يكن لها آخر، حاولت مرارا أن أهرب من انتماءاتي العابرة للحدود، وأن أعيش منغلقاً داخل هموم الوطن، لكنني دائما ما أفشل عندما تصلني أخبار قضية العرب...!!، والسبب أنني أعتقد أن العرب أسرى قضيتهم الأولى، وأنهم لن يستطيعوا تجاوز إخفاقاتهم إلا بانتصار أو موقف حاسم يحقق لهم احتراماً لذواتهم..

بدأ العرب حروبهم مع الدولة العبرية بسلاح الخطابات النارية ضد الصهاينة، ولم ينتج عنها إلا الانكسار الحاد في التاريخ العربي الحديث، ولم تستطع صرخة اللاآت الثلاث في تجاوز النكسة بالرغم من حدوث شبه انتصار في 73 حرب..

لندخل بعد ذلك في عقود صفقات السلاح العربية، والتي اهتزت لها ميزانيات الدول، لكننا اكتشفنا في وقت الحروب أنها لم تكن صالحة للمعارك مع العدو، فقد تم استخدامها ضد الدول الصديقة والجار العزيز، وأن طريق القدس يجب أن يمر عبر الكويت، لتحدث أكبر كارثة في العصر الحديث، ويدخل راعي عملية السلام إلى المنطقة، ليهيئ المنطقة لدخول أشرس حروب طائفية في تاريخ العرب والمسلمين.

عندما أراقب آخر أخبار المفاوضات الفلسطينية مع الصهاينة أشعر بمرارة الهزيمة، إذ كيف يقبل العرب أن يستمروا في هذه المهزلة التي يطلق عليها عملية السلام، والتي بدأت بنكسة أشبه بخسارة 1967 في معاهدة أوسلو، والتي لا زالت حبر على ورق، ولم يتوقف بسببها الاستيطان وسرقة الأراضي العربية..

لنبتعد قليلاً عن الشعارات والحرب الأهلية العربية التي تقوم في الوقت الحاضر على خلاف بين معسكرين أحدهما يرى أن السلام سراب لن يتحقق مع إسرائيل، وآخر يأمل في أن تخجل المؤسسة الأمريكية السياسية من استمرار هضم حقوق الفلسطينيين في العيش على أراضيهم في سلام، وأن تفرض السلام على إسرائيل..، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، وربما لن يحدث، فالخطاب الأمريكي عادة ما يتحول إلى رسالة ود وتوسل في تل أبيب..

جاء إعلان إسرائيل دولة يهودية بمثابة النهاية المتوقعة لما يطلق عليه بعملية السلام، إذ بهذا القرار تنتهي حقوق المهجرين من أراضيهم في أمل العودة إلى فلسطين ما قبل 48، وبذلك لم يبق أمام العرب إلا إما العودة إلى ما قبل مشروع السلام أو إعلان الهزيمة رسمياً أو تركها للأجيال القادمة مع استمرار حالة اللا سلام.. واللا حرب..، ولعل الحل الأخير هو الأفضل في ظل ممانعة العرب في مد الجسور مع قوى المقاومة..

ما يحدث من تدخل إيراني وتركي في قضايا العرب سببه الفراغ العربي، هذا ما تحدث به سمو وزير الخارجية السعودية في قمة سرت الليبية، فإيران أصبحت تدير محاور المقاومة في قلب المنطقة العربية، وصارت تكسب بعداً سياسياً وثورياً في أطراف المنطقة العربية، وفي نفس الوقت تعمل داخليا على مختلف المستويات التنموية والتقنية والعسكرية في سبيل الوصول إلى مكانة الثقل السياسي والقوة المؤثرة في المنطقة..، بينما يغط العرب في سبات الخوف من العصا الأمريكية في ظل تراجع مناهج الإصلاح، والتي تمثل أول خطوة في مهاجمة عصا التهديد الغربي في المنطقة..

الخطاب الصهيوني خطاب ديني متطرف، والخطاب الإيراني أيضاً طائفي ويعمل من أجل خدمة أهداف الثورة، بينما تخلت أغلب الدول العربية عن خطابها المؤدلج بالعروبة أو الدين، وانطوت داخلياً، مما أفقدهم زمام المبادرة، لكن الحالة العربية الراهنة قد تفرض عليهم على الأقل أن يعلموا في إطار مصالحهم العليا، إذ لا يمكن مواجهة التهديد الإقليمي الحاضر بالهروب من مواجهة التحديات الإقليمية على ثغورهم على الحدود العربية أو بانتظار كارثة إقليمية أخرى..

يذكرني حال العرب حالياُ بقصة العربة المحملة بالأثقال والتي يجرها حصان مسرع في انحدار شديد، إذ أن مصيره الهلاك سواء توقف أو استمر في اتجاه الانحدار السريع إلى الوادي، لذلك لابد أولا من تخفيف أحمال العربة من أثقالها التي هي رمز للفساد والجهل والفقر والفشل التنموي، قبل أن تصل إلى نهاية المنحدر....

 

بين الكلمات
أحمال العربة..
عبد العزيز السماري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة