Wednesday  20/10/2010 Issue 13901

الاربعاء 12 ذو القعدة 1431  العدد  13901

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

تنقسم أعمال الانسان إلى: أعمال جوارح.. وأعمال لسان.. وأعمال القلب ولكل منها تأثير على الآخر قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: إن أعضاء الإنسان في كل يوم تقول للسان: اتق الله فينا، فإنما نحن بك إن استقمتَ استقمنا وإن أعوججتَ اعوججنا؟

هكذا هو اللسان وأعماله التي لا ينكرها أحد، وكيف لهذا العضو الصغير في فم الانسان أن يؤثر هذا التأثير على مجمل الجسد. يقولون في الأمثال: (لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك) والشعر بمكانته وقيمته تطرق إلى اللسان في مواضع كثيرة قديماً وحديثاً: يقول الإمام علي كرم الله وجهه:

لسانك لا تذكر به عورة امرىء

فكلك عورات وللناس ألسن

وفي حياتنا اليومية الكثير من المشاكل والأحداث والمشاجرات، وكل هذه الأمور السبب الرئيس في وجودها (اللسان)؛ لأن هذا المخلوق يعرض صاحبه لارتكاب الأخطاء في بيئته وفي عمله وفي الشارع وعند اشارات المرور ومحطات الوقود، وفي المجالس، وفي كل أعمال الفرد وأقواله.

من هنا، فإن للعقل دورا مهما في التحكم باللسان؛ لأن ذلك يعني احترام الانسان لنفسه وللآخرين وتقدير مكانتهم وانسانيتهم، وبالتالي الترفع عن الألفاظ التي يسمعها الانسان من الآخرين لأنه لا يريد النزول إلى مستويات هؤلاء المتدنية وأخلاقياتهم لأنهم ببساطة يمثلون عالة على المجتمع ويساهمون بقصد أو بغير قصد في ترسيخ مفهوم التخلف والتحجر وهم بذلك لم يدركوا أنهم من خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ولم يدركوا أنهم أحفاد أولئك الرجال الذين شهدت لهم الدنيا بأسرها عدلاً وايماناً وشجاعة وأخلاق فاضلة لأن لهم في رسولهم الحبيب نبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة: فما المانع نقتدي بهؤلاء الأخيار، وأن نحكم العامل الرحماني ونبتعد عن المؤثر الشيطاني: قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} (36) سورة فصلت.

وإذا علمنا أن الكوارث والحروب كان سببها اللسان فإنه من الواجب أن نمسك ألسنتنا وأن نؤمن بأن الأخلاق تتحكم في نشاط الانسان وأفعاله وكل نشاط عقلي تحدده علاقة الإنسان بغيره إنها دعوة صادقة بأن تكون كل ألسنة المجتمع تلهج بذكر الله وتبتعد عن الشرور والفتن وعن الغيبة والنميمة والتقليل من الآخرين، وأن نكون مجتمعا متحابا بالله وإلى الله، وأن نحكم العقل الذي يتحكم في عواطف الانسان ولسانه وبكافة تصرفاته؟



 

دعوة للتحكم باللسان
مهدي عبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة