Wednesday  20/10/2010 Issue 13901

الاربعاء 12 ذو القعدة 1431  العدد  13901

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

تعتبر جريمة التزييف من الجرائم الجنائية التي يعاقب عليها القانون لأنها من الجرائم التي تضر بالإنسانية والحياة البشرية على وجه سواء، والتزييف لا يكون ماديا فقط مثل التزييف في السلع المغشوشة في الدواء وفي الطعام وفي الأجهزة وفي المال وغيرها، بقدر ما يكون معنويا أيضا وهو الأخطر، والمزيفون المعنويون نراهم بهذا يعملون جاهدين على إدخال التشويش أو التمويه على بعض الأفراد أو المجتمعات أو الفئات وفق صور غير حقيقية وغير صادقة يحصل بعدها المزيفون على فائدة مادية، وذلك بلصق جزء من التهم الدونية لهؤلاء الأفراد أو المجتمعات أو الفئات، فيكون هؤلاء المزيفون قد عملوا عملا خطيرا وغير حقيقي لبعض شرائح المجتمع وفئاته المختلفة من أجل التكسب والتربح وكسب مزيد من الشهرة الكاذبة على حساب القيم والمبادئ والأخلاق والتاريخ، إن المزيفين يحاولون تغيير الحق والحقيقة والعدالة والصدق من خلال تبديل وتغيير البيانات والمعلومات وتأليف صيغ جديدة من شأنها الإخلال بالنظم والقيم الاجتماعية لأغراض ذاتية غير واعية وغير مدركة لحقائق الأمور والشؤون، إن الدمامل لا تنتج سوى القيح والصديد والجراثيم والبكتيريا، وكذلك المزيفون لا ينتجون سوى العفونة واللغط والانحرافات الفكرية والسقطات الأخلاقية، إنهم مجرد طحالب تنمو في ترع الخراب والدمار، لهم نقيق ضفادع، ومواء قطط، وروغان ثعالب، وخداع مرايا، يدعون الصدق والإخلاص والمبادئ الحسنة والأخلاق، لكنهم في الظلام يمارسون أبشع الخيانات العظمى والدسائس، إن هؤلاء المزيفين يمشون ويتكلمون ويخطبون ويشعرون بلا شعور وبلا أحاسيس وبلا لحن جميل، إنهم يشبهون الأموات الذين في القبور بلا ريب، أو كالطبل الأجوف تذهب بصوته الرياح العاتية إلى مجاهل الكون، لا تخرج من أفواههم إلا الجمرات الحاقدة التي تتحول بعدها إلى رماد يشبه الظلام المخيف، إن المزيفين مثل الذي يرمي القمة بالحجارة لكنهم لا يعرفون أو يتجاهلون بأن هذه الحجارة ستعود حتما فوق رؤوسهم، إن الذين يرتدون النظارات منا عليهم أن يخلعوا نظاراتهم وليمسحوا عنها ذرات الغبار المتراكم لكي يتسنى لهم معرفة هؤلاء المزيفين جيدا القدماء منهم والجدد وتفحصهم ومن ثم نفيهم إلى مجاهل النسيان ورميهم في أوديته السحيقة، إن هؤلاء المزيفين يقبعون حولنا لكنهم مميزون مثل نبات الفطر لا يعيش إلا على خراب العالم وأنقاضه، فلنزدريهم ولنسخر منهم ولا نشفق عليهم ولا تأخذنا بهم رأفة ولا رحمة، لأنهم تعملقوا طويلا في تزييف الحقائق وإرساء الباطل ومجافاة الصدق وابتعدوا عن الأمانة في الطرح وفي القول وفي الرواية وفي القصيد بعيدا عن المبادئ والأخلاق والترفع عن صغائر الأمور ليصلوا بعدها إلى القمم بغفلة منا، إنهم مرايا كاذبة، توهموا أكاذيبهم صدقا، وادعوا شواهدهم علنا، يحسبون أنفسهم أذكياء، وغيرهم أغبياء، لكنهم انكشفوا الآن ولم تعد ملابسهم الثقيلة التي يرتضونها قادرة على ستر عوراتهم البشعة.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

المزيفون!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة