Thursday  21/10/2010 Issue 13902

الخميس 13 ذو القعدة 1431  العدد  13902

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

صور بالألوان تنشرها (بعض) صحفنا المحلية والعربية لممثلات ومغنيات وعارضات أزياء وراقصات غربيات وهن مبتسمات لكاميرات التصوير أثناء حفلات ومناسبات، وصور أخرى ربما تكون لذات الوجوه ولكن هذه المرة بدون ابتسامة للمصورين لأن الموقف لا يحتمل الابتسامات أو أن عضلات الوجه تعجز عن أدائها ولو تمثيلاً، لأن المناسبة التي تم تصويرها كانت خلال الاقتياد إلى السجن أو مصحة لعلاج مدمني الكحول أو المخدرات، أو الخروج من المحكمة بعد جلسة تم خلالها الطلاق من الزواج الثالث خلال سنه ونصف.. ووجوه تنشرها الصحف ذاتها تبدو مكفهرة تعاني من الشحوب والإرهاق، عجز عنها الماكياج وكل مساحيق وأصباغ التجميل تعرض على الصفحة الأخيرة كل صباح مع تعليق باهت لا يرتبط بحادثة أو مناسبة أو إبداع فني أو رياضي أو غيره، مثل: الفنان الفلاني يتمشى في حديقة حي كذا، أو الراقصة فلانة وهي تنفخ اللبان أثناء حضورها مباراة كرة التنس، وعارض الأزياء اللاتيني يفسِّح كلبته بعد وعكة تعرضت لها قبل يومين.. ولو وازنت بين إيجابيات وسلبيات نشر مثل هذه الصور الملونة في مواقع بارزة من الصفحة الأخيرة كل صباح من (بعض) الصحف مع الأخذ في الاعتبار خصوصية ونوعية وأهمية ما ينشر على هذه الصفحة ودرجته في الإثارة وسُلَّم الأخبار؛ فيمكن الخروج ببعض النتائج والآثار الموجزة، منها أن فتياناً وفتيات وهم يطالعون هذه الصور قد يترسّخ في أذهانهم أن هؤلاء هم علية ورموز المجتمع وأنهم القدوة في سلوكياتهم وأنهم النخبة التي تسلط عليها الأضواء وكاميرات الصحافة والتلفزة، وأن السير على نهجهم قد يقود إلى نتائج ومواقع توازيهم في المكانة الاجتماعية والمادية، أو على الأقل اكتساب الوجاهة بتقليدهم، وهنا تكون هذه الصحف قد خدعت الناشئة دون أن تعلم، وهناك استنتاج معاكس وهو أن توحي هذه الصور لبعض الشرائح الشبابية بدلائل وإيماءات خفية من حياة أصحاب الصور المشهورين في أوساطهم فتدعوهم للنفور من تلك السلوكيات والممارسات والتمسك بمبادئهم وتقاليدهم الطيبة.. غير أن أسلوب النشر والعرض بالألوان والزخرفة لا يشي بذلك فيبدو أن الصحيفة تجعل الصور طعماً لبعض الناشئة المولعين بمتابعة من يطلقون عليهم المشاهير فيزداد حجم المبيعات ليس إلاَّ، وكان يجب على مثل هذه الصحف أن تكون منصفة وعادلة في طريقة العرض والتسويق ومن مصلحتها كذلك بأن توازن بين الشرق والغرب، بين المحلي والأجنبي، بين الفنون والآداب والعلوم بصنوفها المتعددة؛ ما المانع لو نشرت صورة لفضيلة المفتي الوطني خفيف الظل ذي الشعبية الكبيرة وهو يخاطب جمعاً من الشباب في إحدى المناسبات؟.. أو لطبيبٍ مشهور وبارع في فصل التوائم (مثلاً) وهو يداعب الطفلين المفصولين؟.. أو للاعب دولي وهو يزور دار الأيتام ويعايدهم؟.. وغير ذلك كثير تستطيع الجهة المختصة بالصحيفة أن تحشد له صوراً وتعليقات جميلة لطيفة جاذبة.

 

لدينا صور أجمل
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة