Friday  22/10/2010 Issue 13903

الجمعة 14 ذو القعدة 1431  العدد  13903

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

المحطة الشعرية الثانية عشرة لمؤسسة عبدالعزيز بن سعود البابطين، حيث تحتفل هذه المؤسسة بالشاعرين خليل مطران الشاعر البوسني محمد علي ماك دزدار بالشعر وبحوار الحضارات. سراييفو استقبلتنا بالشعر والمطر والترحاب بحضور عربي وعالمي ضمته هذه المدينة الخارجة للتو من تحت رماد الحرب والدمار حيث يذكر كل شبر منها بالمذابح والأرواح التي أزهقت تحت الأنقاض.

المباني المحترقة والأشجار المتفحمة بقيت تشهد على ما كان.. قبور الشهداء والوجوه التي تحكي الكثير مما رأته هي الأخرى تحمل ألف حكاية وحكاية، بالأمس القريب كانت الحكايا تتناقلها الصحف والشاشات التلفزيونية واليوم أمامنا المشهد نسمع ونرى.

النائم الحجري ديوان الشاعر البوسني الذي تحتفل به دورة البابطين، ترجمه إلى العربية إلياس فركوح وحملت قصائده صوت البوسنة والبوسنيين وآمالهم، وقد عبر دزدار عن ضحايا الاضطهاد الديني الراقدين تحت شواهد القبور بأنهم سوف يبعثون من جديد هازئين بقاتليهم.

كان لعقد هذه الدورة في سراييفو مغزى وهدف من حيث المشترك الثقافي العربي البوسني والمؤثرات العربية والإسلامية في الشعر البوسني كذلك التواصل الثقافي للبوسنة مع الشرق. سراييفو لا تتشابه مع بقية الدول الأوروبية الأخرى من حيث الملامح المدنية التي غزت تلك المدن.. سراييفو ما زالت تحتفظ بالملامح الريفية وبالمنازل التي تغطي أسقفها القرميد والأعمدة التي تتجمع على أسلاكها الحمامات المقيمة وتلك المهاجرة من شتائها البارد. وما يميز هذه المدينة جبالها التي تعانقها السحب.. أشجارها ذات الخضرة المتباينة.. ثقافتها.. أضرحة الشهداء.. الشعر حضر ضيفاً عزيزاً على تلك الديار التي انتعشت بمن جاءها فسقوا أوردتها وضج المكان بأهل الفكر والشعر والثقافة.

للثقافة جناحان تطير بأسرابها إلى كل مكان تؤسس للتحاور والتجاذب والتلاقح الفكري.. خليل مطران الشاعر الضيف على هذه الدورة وهو من أوائل الشعراء الذين دعوا إلى التجديد والتحديث في الشعر.. حضرت قصائده مقروءة ومغناة على حنجرة ذهبية تملكها غادة شبير التي حلقت بنا ولم تستطع الجاذبية أن تبقينا قريبين من الأرض حيث تهنا في فضاءات الكلمة واللحن.. تلك كانت قصتنا والشعر مع المدينة الصاحية للتو من وجعها وقد كمدها الشعر والحب.

لماك دزدار

سوف تجيء ذات يوم على راس رتل مسلح من الشمال

وتدمر مدينتي وتحيلها دبشا

قائلاً لنفسك:

ها هي الآن دمرت وسُويت بالأرض

لكنها بعد ذلك سوف تدهش

لسماعك أنني امشي وسط المدينة من جديد

أطاردك خلسة من جديد



maysoonabubaker@yahoo.com
 

الأشرعة
من سراييفو..
ميسون أبو بكر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة