Friday  22/10/2010 Issue 13903

الجمعة 14 ذو القعدة 1431  العدد  13903

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

تعقيباً على العمري:
الاختلاف بين العلماء وارد.. لكنه لا يصل للمشاحنات

رجوع

 

اطلعت في صحيفة الجزيرة، وتحديداً في عددها الصادر ليوم الجمعة 15-10-1431هـ -، مقالاً كتبه الأستاذ سلمان بن محمد العُمري، في زاويته «رياض الفكر» تحت عنوان: (سلامة الصدر)، ومما جاء فيه واستنكره الكاتب، ما لحظه في الآونة الأخيرة من خلافات بين العلماء، وتجني بعضهم على بعض، حتى وصل الأمر إلى «المعايرة»، والتجني بالدعاء، وقال: إذا كان هذه حال العلماء، فما شأن العوام من الناس؟!

والحقيقة أن هذا الأمر ليس بخافٍ عن الجميع مع الأسف، فما إن نرى اختلافاً علمياً بين طالب علم وآخر، ولن أقول علماء أو مشايخ، أقول: ما إن نرى أو نسمع بمثل هذا الاختلاف إلا ونجد الملاسنة والفحش فيما بينهما، والتعدي والتطاول لا انتصاراً للحق، ولكن انتصاراً للنفس الأمارة بالسوء، وهذا الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى تواري العلم الحق، وظهور الأدعياء، وإلا فالعلم رحمة بين أهله، وهو رباط قوي يجمع بين العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، ولم يعد للعقل والحكمة مجال في عقول هؤلاء، وغاب أو غيّب وأصبح البعض من هؤلاء يبحث في المسألة لا للحق، وإنما ليتربص بما قاله فلان أو علان من الناس، وليظهر مثالبه وعيوبه ونقصه، وأصبح بأس من يدعون العلم والفكر من المعاصرين بينهم، وانزلقوا إلى القدح والتلاسن عبر وسائل الإعلام، أو عبر المنتديات.

وهذه الأخلاق والتصرفات، والسلوك غير المنضبط، مع ما فيه من محرمات شرعية بحق هؤلاء، فإنها أورثت الخلل والمصداقية في بعض طلبة العلم عند المتلقين، وأسهم هؤلاء من حيث يعلمون أو لا يعلمون في تشويه صورة العلم وأهله، وضعف مهابتهم ومنزلتهم، ثم تعدى الأمر إلى تطاول الجهال حينما يدخلون في مسائل الاختلاف بين العلماء، فيتطاولون جهلاً على العلماء.

والاختلاف بين العلماء قديم جداً، ولكن العلماء وأهل العلم المتميزين يقدر بعضهم بعضاً حتى وإن اختلفوا في المسائل، فلم يعب أحدهم على الآخر، ولم يدع عليه، ولم يطلق عليه الألقاب السيئة، ولا سيما الاختلاف في المسائل الاجتهادية في الفقه وفروعه، وقد سمعنا مقولات راسخة من السلف عن تقديرهم لمن يخالفهم الرأي في بعض المسائل، فالإمام مالك -رحمه الله- يقول: «كلٌّ يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذه الروضة».. مشيراً إلى قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والإمام الشافعي يقول: «رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».. وفي زماننا هذا كما أشار كاتبنا سلمان العُمري، فإن الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- اختلف مع الألباني في مسائل عديدة، ولكنه كان يجل الرجل ويقدره ويعتبره من رجال الحديث في زمان، وهكذا كان السلف الصالح لا يتهاونون في أمر العقيدة، وتبقى المسائل الاجتهادية، وبخاصة في الفقه محل الاجتهاد الواسع فيما ليس فيه نص صريح.

عبد الله بن محمد المقرن - الرياض

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة