Saturday  23/10/2010 Issue 13904

السبت 15 ذو القعدة 1431  العدد  13904

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

نقرأ في صحفنا.. وبالذات في الإعلانات المبوبة.. عشرات الإعلانات عن بيع أو طلب أو تأجير الاستراحات وأصبحت تلك الاستراحات إحدى السلع الدارجة والمنتشرة بين الناس.. إذ يندر أن يوجد شخص لا يملك استراحة.. أو هو مساهم فيها بسهم.. أو مستأجرها ليوم معين أو أيام.

وثقافة الاستراحات.. هي ثقافة سائدة ومنتشرة هذه الأيام.. أو لنقل.. في السنوات الأخيرة.. حتى أصبح وجود الاستراحات من الأمور الضرورية في حياتنا..

تزور المخططات الجديدة.. فتجد عشرات الاستراحات جاهزة.. وأخرى تحت التنفيذ.. وآخرون.. يبحثون عن أرض (استراحة) وهكذا.

وكانت الاستراحات إلى وقت قريب.. لا تقل بأي حال عن (1500) متر.. واليوم.. هناك استراحات (200) متر.. وربما أقل (المهم استراحة).

وإذا كانت الاستراحات لإقامة (العزايم والولايم والحفلات الضرورية) فهذا لا بأس به.. لأن الإنسان قد يضطر إلى إقامة وليمة أو مناسبة و(مجلسه) داخل منزله لا يكفي لاستيعاب الحضور.. فيلجأ إلى استراحة.. إما إيجار.. وإما استعارة.. وهذا شيء طيب.. بل ربما هذا التوجه نحو إقامة المناسبات في الاستراحات يجعلنا أو يجعل البعض.. يقتصد في تشييد (مجلس) داخل منزله بحجم كبير.. لأنه لن يحتاجه.. إذ المعلوم.. أن الكثير منا.. يجعل أكبر غرفة داخل منزله.. هي المجلس.

وقد تفتح مرة أو مرتين في السنة.. وقد لا تفتح.. فكيف يضيع مساحة بهذا الحجم.. لغرفة لا تُستخدم.. ومثلها (المقلَّط) غرفة الطعام.. هي الأخرى سوف لن يكون لها أهمية في ظل ثقافة الاستراحات.

فإذا كانت هذه الاستراحات المنتشرة ستجعلنا نستغني بالفعل عن مجلس ضخم.. و(مقلَّط) مثله.. فهذا شيء طيب.. وتوجه حسن.. ذلك أن هذين المجلسين.. لم يعد لهما أي قيمة أو أهمية.. فلماذا أصلاً وجودهما؟! وإذا ما جاء ضيوف (على السريع) فهناك أماكن أخرى في البيت تستقبلهم.

أعود للاستراحات وأقول: إذا كان الهدف منها هو استيعاب الولائم والاحتفالات الصغيرة و(العزومات) الأسرية وما شاكلها.. فهذا شيء طيب.. أما إن كان الهدف منها.. المزيد من تشجيع البطالة والعطالة والكسل.. والعزوف عن العمل والإنتاج.. أو ابتعاد الآباء عن منازلهم وعن متابعة أولادهم.. فهذا دون شك.. شيء ضار للغاية.

نحن لا نريد أن تكون ثقافتنا ثقافة بطالة.. بل نريد أن نكون عمليين منتجين.

والمشكلة.. أننا أورثنا لأبنائنا وعلمنا أولادنا ثقافة البطالة والكسل.

لدينا.. تسعة ملايين أجنبي يعملون في عشرات المهن ليل نهار.. ونحن نتسابق على الاستراحات.. ونتفنن في المخيمات والملاحق داخل البيوت من أجل غياب تام عن الحياة وما يدور فيها.

ربما نكون أكثر شعب (مشيِّش) في العالم.. وأكثر شعب يشفط المعسَّل.. الذي لم نتعلمه إلا قبل سنين بسيطة.. ومع ذلك.. صارت بعض استراحاتنا وملاحقنا.. مأوى للمشيِّشين وهواة المعسل.

متى نكون جادين ومنتجين؟

متى؟!!

 

مستعجل
ثقافة الاستراحات
عبد الرحمن السماري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة