Sunday  24/10/2010 Issue 13905

الأحد 16 ذو القعدة 1431  العدد  13905

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

(خيراً تعمل شراً تلقى) واتق شر من أحسنت إليه (من الأمثلة السائدة التي أصبحت هذه الأيام بالذات واقعاً ملموساً، فأصبح ليس من السهل أن تساهم في عدد من الأعمال التي تمثل أعمالاً خيرية، والتي على رأسها كفالة قريب لك في أي قروض مالية كانت، خاصة إذا كان سيقوم بسداد هذا القرض على أقساط شهرية، سيؤدي الأمر -في أغلب الأحيان- إلى وضعك في ورطة

حقيقة حيث إن الكفالة تنص على قيام الكفيل الغارم بسداد المبلغ في حالة انقطاع المقترض عن السداد، هذا الأمر بات معروفاً لدى الجميع لهذا نجد أن كثيرا من الناس في هذه الأيام يتحاشى مثل هذا الأمر، ولكن الأسوأ من ذلك أن يتدخل شخص في حل مشكلة ما لأحد أقاربه، ويتوسط بين الأطراف، فيصبح فاعل الخير هذا -وهو من يريد الإصلاح- ملاماً، ويتحول بقدرة قادر لأن يكون هو المتسبب في المشكلة برمتها، وهذا ما حدث بالضبط لأحد الأشخاص ممن روى لي قصته تفصيلاً برسالة بعث بها إلي، يوضح فيها أنه قام باستضافة ابنة أخيه في منزله عندما لجأت إليه بعد وقوع مشكلة لها مع زوجها، ونظراً لخوفها من أبيها - الذي يتميز بسرعة الغضب والنزاقة، ولا يوجد لديه أبسط لغة من لغات التفاهم، فقد لجأت لعمها، وقد احتوى الأمر، وجعلها في رعايته لعدة أيام، لكن ما الذي حدث، عندما أراد أن يتوسط في الأمر مع أخيه - والد البنت - تحول في نظره إلى متطفل، واتهمه بأنه هو من يقوم بتحريض ابنته على عدم العودة لمنزل والدها، مما أدى بالبنت إلى اللجوء لزوجها مرة أخرى وحل مشكلتها معه بشكل مباشر خوفاً من استمرار تدخل والدها الذي سيؤدي إلى تفاقم المشكلة، لكنها لجأت لزوجها بعد خراب مالطة، فقد كان الزوج في قمة انفعاله وقام بتطليقها على الفور معتبراً أنها قد عصت أمره عندما لجأت لعمها هرباً من المشاكل، وبعد الطلاق قام الزوج بتقديم شكوى ضد عم زوجته، بأنه هو من يقوم بتحريضها للتمرد على زوجها وترك منزل الزوج، وهو الأمر الذي أدى إلى وصولهم إلى الطلاق.

السؤال الذي كان يطرحه صاحب القصة: ماذا كنت صانعاً لو كنت في مكاني، هل تترك ابنة أخيك تذهب إلى الشارع عندما تلجأ إليك بسبب المشاكل مع زوجها، وخوفها في نفس الوقت من تدخل والدها الذي لا يجيد سوى تصعيد المشاكل، وربما قام بضرب ابنته بالسياط - كما وصف المرسل - أم أن ما فعله كان تصرفاً سليماً باستضافة البنت لديه لعدة أيام، وكيف يعالج الموقف الآن بعد طلاقها، كان سؤالاً محيراً يبين حجم خطورة التدخل بعمل خير مع مثل هذه النماذج من الأسر، حيث تحول فاعل الخير إلى مدان، وقدمت شكوى ضده من قبل زوج البنت إلى المحكمة، المسألة فعلاً تحتاج لإعادة حسابات قبل قيامنا بالمساهمة في عمل الخير، أو الصلح عندما تكون مع أسر شديدة النزق والانفعال ولا تجيد إدارة المشاكل بشكل واع، وشيء من العقل والحكمة، إنني أدعو اللجان ذات العلاقة، وعلى رأسها لجان إصلاح ذات البين بالتدخل الفوري في مثل هذه المشكلات، لعلها تساهم في حلها، وكذلك أدعو القضاة في المحاكم ألا تكون أحكامهم متسرعة في حال وجود شكاوى بين الأسر التي تظهر للقاضي بخبرته في هذا الميدان أنها شكوى كيدية، جاءت من باب العناد والتحدي بين الأقارب أنفسهم، وكذلك تدخل جمعيات حقوق الإنسان في حال وجود عنف أسري، كما في القصة.

ولكي لا نذهب بعيداً هناك أيضاً قصة مواطن الجموم الذي كفل قريباً له في حادثة وقعت بينه وبين شاب الذي أدى إلى غضب ذلك الشاب وقيامه بتهديد المواطن عن طريق رسائل واتصال هاتفي، بقيامه بقتله وقتل أبنائه، وباقي أسرته، مما أدى إلى قيام المواطن باللجوء إلى الشرطة والتي أحالت القضية للمحكمة التي أصدرت حكماً ضد الشاب، لكنه لم يميز حتى وقت نشر الخبر في إحدى الصحف المحلية، هذه نماذج كارثيه! وهناك الكثير من القصص التي تسبب مشاكل كبيرة لأشخاص لم يكن ذنبهم سوى أنهم حرصوا على مد يد العون للآخرين والعمل الخيري، وهناك مثل آخر يقول (لا تسوي خير ما يجيك شر).

Kald_2345@hotmail.com
 

خيراً تعمل
خالد محمد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة