Monday  25/10/2010 Issue 13906

الأثنين 17 ذو القعدة 1431  العدد  13906

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

يا أهل الدثور: اذهبوا بالأجور قبل أن تدخلوا القبور
صالح العبدالرحمن التويجري

رجوع

 

الحمد لله أن جعل بلادنا المملكة العربية السعودية من خير الأوطان أمناً واستقراراً، ووهبها من الخيرات ما لم يهبه لغيرها، وطهرها وبارك فيها حينما جعلها مهبط الوحي، وجعل فيها الحرمين الشريفين وجعل قلوب المؤمنين تأوي إليها في كل عام، بل في كل أيام العام؛ لأداء مناسك الحج أو العمرة، وقال سبحانه {يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ} وبلادنا والحمد لله بها الكثير من الأثرياء وأرباب الأموال حتى أن البعض منهم أصبح يضاهي أغنى أغنياء العالم غير أن مدهم يد العون للمحتاجين ليست كما ينبغي أو كما نتمنى، ومن طبيعة البشر البخل والشح، كما من طبيعتهم الكرم والسخاء بلا حدود، وبلادنا فيها مجالات لأفعال الخير تنتظر ما سيقدم لها، بل تدعو إلى مد يد العون لها كجمعية الأطفال المعاقين وجمعية مرضى السرطان -أجارنا الله وإياكم منه- وجمعية الأمير فهد بن سلمان لمرضى الكلى وجمعيات تحفيظ القرآن وغيرها كثير من الجمعيات الخيرية التي تعنى بالفقراء والمساكين والمرضى..

وحقيقة لا تخلو بلادنا من أهل الخير والإحسان، ولكن لو استعرضنا فاعلي الخير فيها لوجدنا أنهم قلة قد لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين، وخير مثال لهؤلاء الأشاوس سمو الأمير الوليد بن طلال والمهندس محمد عبداللطيف جميل اللذين وحتى الآن لم يشق لهما غبار بأفعال الخير؛ فالأول قدم لأبناء الوطن عشرة آلاف وحدة سكنية، وبالأمس أنشأ جمعية خيرية، أما الآخر فحدّث ولا حرج؛ إذ إنه أوجد خمسة صناديق تضم 19 برنامجاً كلها تصب في تأهيل وتشغيل أبناء الوطن، وعلى رأس برامجه التأهيل المهني والحرفي وبرنامج دعم المؤسسات والمشاريع الصغيرة.

ومن هنا، وتأسياً بمن ذكرتهم أتمنى أن ينتهز أغنياؤنا فرصة حياتهم وغناهم وصحتهم فيبسطوا أيديهم لأعمال الخير وليعلموا أن الحياة دقائق وثوان، ومن هو فوق الأرض اليوم قد يكون غداً في بطنها، ومن ثم يقول {رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} فيقال له هيهات، بل منهم اليوم من لا يتمتع بماله كما ينبغي؛ إما لإصابته بأحد أمراض العصر؛ كالسكر أو الضغط أو فرط السمنة فتراه يقتصر بأكله على كسرة خبز دون ملح وكأس شاي دون سكر، بل علقم في معظم وجباته، أو أنه مصاب بمرض يعاني منه منذ زمن ولا يزال، بل إن ما ينفقه أحدهم لله لن ينقص ثروته شيئاً، بل سيعود وسيزيد من ماله لقوله سبحانه {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}، ولقوله -صلى الله عليه وسلم- (ما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده) أما المنزلة التي تنتظر المتصدق فيما بعد فهي الاستظلال تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، وما أعظمها من منزلة، بل من واجب هذه الفئة الاعتراف لمن هم بهذا الوطن أنهم هم السبب الحقيقي في ثرائهم وغناهم، ومن واجبهم ان يردوا شيئاً من الفضل لمن هم السبب في تميزهم على الآخرين: ألا يجدر بهؤلاء الاقتداء بمن سبقوهم؟ ألا يتخذون محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- قدوة لهم؛ فهو في الخير كالريح المرسلة؟ ألا يتخذون أبابكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- أسوة حسنة وقدوة؟!.

اصحوا يا أرباب المال.. قبل أن تعقكم أموالكم وأنتم أحياء، وقد رأينا أمثال ذلك، أو تفارقكم وأنتم أموات كما فارقت أمثالكم فاقتسمها الورثة، وقد لا يكون لكم نصيب منها إن لم تتداركوا الأمر فتكتبوا وصاياكم وأنتم ترفلون في حياتكم المعتبرة شرعاً، وإن لم تفعلوا فقد لا يخصكم أبناؤكم بشيء من أموالكم كصلة لكم وإحسان إليكم..

لذا، أقول: انتهزوا فرصة حياتكم وافعلوا ما ينفعكم في آخرتكم قبل حياتكم وقبل أن يرث الله الأرض ومن عليها.

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا ولا تحرمنا خير ما أعطيتنا يا رب العالمين.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة