Thursday  28/10/2010 Issue 13909

الخميس 20 ذو القعدة 1431  العدد  13909

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

حين تذهب للمستشفى بسبب مرض حل بك ؛ تجد أكثر الأطباء لا يتفقون على كتابة وصفات علاجية متطابقة، وإن كانت متشابهة في التركيب الكيميائي أو قريبة من بعضها، إلا أنها تختلف في الاسم التجاري وتتباين في أسعارها، بل إن بعض الأطباء يكتبون وصفات لا تتلاءم مع نوع الداء!! مما يشير إلى تأثر الأطباء بشركات الأدوية عند وصف العلاج!

ولعلنا لا نستغرب ذلك كثيرا حين نعلم أن باحثين في هذا الشأن أوضحوا أن بعض المرضى لا يحصلون دائما على الأدوية الأكثر ملاءمة لهم، لسبب بسيط وهو ميل بعض الأطباء إلى وصف أدوية غالية الثمن تزودهم بها شركات الأدوية، وقد يتقاضون على ترويجها أو تصريفها على المرضى مبالغ كبيرة، الأمر الذي يؤدي بالمرضى إلى دفع أموال أكثر مما ينبغي أو ما يستدعيه مرضهم.

ذكر راديو (سوا) في أحد برامجه الجماهيرية أن تحليلا تم إجراؤه على 58 دراسة أجريت في عدة دول توصلت إلى أن المعلومات التي تقدمها شركات الدواء أثَّرت على القرارات التي يتخذها الأطباء ولكن ليس بالضرورة بشكل إيجابي !! في حين ثار بعض الأطباء ونفوا هذا الاتهام.

وقال رئيس فريق البحث (جيوفري سبورلينغ) من جامعة كوينزلاند الأسترالية في التحليل الذي تم نشره في دورية المكتبة العامة (بيالاواس) الطبية ومقرها الولايات المتحدة أن 38 دراسة أظهرت أن تأثر الأطباء بمعلومات من شركات الدواء أدى إلى تكرار وصف أدويتها للمرضى بشكل أكبر. بينما لم يوجد مثل هذا الارتباط في 13 دراسة أخرى. وأجريت أكثر من نصف هذه الدراسات في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دول أخرى من بينها المملكة المتحدة وكندا والدانمرك وفرنسا واستونيا وتركيا وأستراليا وكانت النتائج قريبة من ذلك.

وما يزيد من المخاوف التأكيد على ذلك من لدن (جمعية شكوك صحية) التي تضم فريق بحث متخصص في الأبحاث والتعليم والاستشارات الدولية، وهي جمعية لا تهدف إلى الربح وأقيمت بغرض (الحد من ضرر المعلومات الصحية المضللة).

والواقع أن تلك الدراسات تثير المخاوف فعلا، وتزرع الشك في الأطباء الذين يفترض أن نجد فيهم الثقة المطلقة على صحتنا ومحاربة أمراضنا وتسكين أوجاعنا.وهم الذين نهرع إليهم حين يمسنا الوجع أو تحيط بنا الحيرة من ألم عارض!

لقد أدهشني الأمر، وأصابني بخيبة الأمل، وزرع الخوف في قلبي حين شعرت باختراق التجارة والمصالح الشخصية قلوب بعض الأطباء وعبثها فيها، وهو ما ينذر بمخاطر كبيرة سيما حين يستهتر الطبيب بصحة المريض مقابل حصوله على مبالغ مادية لا تعدو عن كونها شراء الذمم، وقد يكون ضحيتها إنسان بريء لجأ إلى الطبيب في حالة عجز وضعف شديدين.

وحين تحزننا هذه الأخبار فلا ننسى أو نتجاهل وجود الأطباء والصيادلة الأخيار الذين نرتئي فيهم المصداقية والأمانة واستشعار المسؤولية ومراجعة القسم الذي أطلقوه حين استلموا شهادة المهنة الإنسانية. وهو ما نأمله فيهم، وأن يكون ذلك فوق الاعتبارات المادية مهما كانت الإغراءات.

وفي هذه الحالة المحزنة ؛ فإن على المريض أن يكون واعياً ولا يستسلم لرأي أول طبيب يزوره، وعليه البحث عن البدائل حتى لو ناقش الطبيب بنوع المرض وتحديد العلاج والسؤال والاستفسار قبل شراء العلاج؛ كيلا يكون مطمعا لشركات الأدوية التي أظهرت مخالبها حينما أقدمت على نشر الإشاعات بانتشار أنواع معينة من الأمراض وتخويف الناس وزرع الرعب في قلوبهم بهدف استغفالهم ومن ثم الترويج لأدويتها. وهنا يكون الطب قد خرج من محتواه الإنساني نحو مفهوم اقتصادي موغل في الوحشية!!

rogaia143@hotmail.com
 

المنشود
وصفات طبية بنكهة تجارية !!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة