Thursday  28/10/2010 Issue 13909

الخميس 20 ذو القعدة 1431  العدد  13909

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

وقفات مع وصايا مدير جامعة الإمام محمد بن سعود للطلاب والطالبات
د. فهد بن محمد بن فهد العمار

 

رجوع

 

في يوم بهيج، وحفل كريم، وجهت لنا جامعتنا العريقة دعوة لحضور اللقاء السنوي الذي يشرفه ويرعاه معالي مدير الجامعة، وهي عادة سنوية دأب معاليه على القيام بها كل عام، وذلك من منطلق اهتمامه وحرصه على مستقبل أبنائه الطلاب والطالبات فيما يعود عليهم نفعاً وخيراً، وفي حرص معاليه على اللقاء بأبنائه الطلاب حكمة ظاهرة، ومقصد بيّن حيث إنهم في مقتبل العمر، وفي مراحل الطلب الجامعي، وهم متطلعون لهذه المرحلة المفصلية في حياتهم العلمية، ولذا تجد الترقب والأمل والدهشة والاهتمام تسيطر على عقول أولئك الشباب.

وفي قاعة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم التقى المدير بأبنائه الطلاب، لقاء حميمياً، خاطبهم خطاب المشفق الناصح، الراجي لهم من ربهم التوفيق في مستقبل أيامهم، المحذر لهم من أي أمر قد يؤثر على مستقبلهم العلمي، وكانت كلماته تلامس وجدانهم المرهف، وعقولهم النيرة، فأرخوا لها أسماعهم، وأوقفوا لها عقولهم، وركزوا أعينهم على ذلك المتحدث، واتسم اللقاء الكبير بحسن التنظيم، وروعة الترتيب، وجمال التقديم، وكان لعمادتي: شؤون الطلاب، والقبول والتسجيل الدور الكبير في ذلك، وكيف لا يكون كذلك!!، واللقاء من أجل شباب الوطن المتطلعين لمستقبل زاهر، في وطن العزة والسؤدد.

وتكلم المتكلمون، وتحدث المتحدثون، ولكن واسطة عقد ذلك اللقاء هي كلمة معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور: سليمان بن عبدالله أبا الخيل، الذي تحدث بأبوة صادقة، وبحنو مخلص، ومحض الحضور: أساتذة وطلاباً النصيحة والتوجيه، وركز في كلمته الضافية على النقاط الآتية:

1- كرس في كلمته على أهمية أن نتذكر نعم الله علينا في هذه البلاد المباركة، فهي ولله الحمد محط أنظار العالم: أمناً، واستقراراً، وخيراً، وبراً، وفضلاً، وإحساناً، وكان ذلك بتوفيق مولانا الكريم ثم ما قام به المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز من توحيد لهذه البلاد الطاهرة، فبدل الله بلادنا الغالية بالملك المؤسس: الخوف أمنا، والجوع والعطش شبعاً وريّا، والجهل علماً، والمرض صحة وعافية، لله الحمد والمنة.

2- ومن هنا تبوأت بلادنا مكانة سامية بين بلاد العالم أجمع، وخصها الله بخصائص لا تتوافر في غيرها من البلدان منّة منه وكرماً، فهي حاضنة الحرمين الشريفين، وهي مهبط الوحي، ومنطلق الرسالة المحمدية، ومهوى أفئدة العالم الإسلامي، وناصرة قضايا المسلمين في شتى بقاع الأرض، ومن هنا يجب أن نكون مع قيادتنا يداً بيد، ونقف مع الوطن وقفة صادقة، لكل من يريد الشر والسوء في بلادنا شرفها الله وحماها من كل مكروه.

3- وذكر مدير الجامعة أنه ومن خلال المنطلقين السالفين يجب أن نرفع يد الضراعة للمولى الكريم شكراً له وحمداً على ما أولى بلادنا من نعم لا تعد ولا تحصى، وأسدى لنا - قيادة وشعباً - كل هذه الأفضال والمحامد، ثم نشكر ومن باب التحدث بنعم الله تعالى نشكر قيادتنا الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهد الأمين، وسمو النائب الثاني، على ما يقومون به من جهود عظيمة خدمة للوطن والمواطن والمقيم، وأوصل معالي مدير الجامعة الشكر لسمو أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه، ومعالي وزير التعليم العالي، على ما تلقاه الجامعة من عناية خاصة لكل متطلباتها، ومشروعاتها التنموية، فضلاً عن أمورها العلمية والإدارية.

4- ثم أكد معالي مدير الجامعة أن الجامعة تعد من أولى الجامعات السعودية إنشاءً، ومن أعرقها وأعظمها أثراً وتأثيراً، فكما يعلم الجميع أن نواة هذه الجامعة العريقة هو المعهد العلمي بالرياض، الذي وجه بافتتاحه الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله، فحق لها أن تفخر بذلك، فتفخر بريادتها، وسبقها، وعلو شأنها، وعظيم أهدافها، فيجب أن نعرف ذلك ونقدره فكراً وسلوكاً، وشكراً وحمداً.

5- ثم وجه معاليه الكلمات الحانيات لأبنائه الطلاب والطالبات قائلاً: إنكم أيها الطلاب قد منحتم فرصة القبول في الجامعة فاستثمروها فيما يعود عليكم بالمنفعة، وعضّوا على هذه الفرصة بالجد والاجتهاد والمثابرة، كي تقوموا بواجب خدمة وطنكم الغالي، وأنتم الآن في وقت الإعداد، والطلب فشمروا عن ساعد الجد، وانهلوا من معين العلم، متخلقين بأخلاق طلاب العلم: فقدروا أساتذتكم، واحترموهم، واستشهد معاليه بقول أحمد شوقي:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

وبالمقابل ستجدون منهم القلب الحاني، والنصيحة الصادقة، والعلم الوافر الغزير.

وذكر معاليه أن جميع المسؤولين في الجامعة بلا استثناء، وفي كلياتكم، وفي العمادات المساندة كلهم مجندون لخدمتكم، وفي تلبية رغباتكم ومتطلباتكم: الإدارية والعلمية، بما يضمنه النظام، وما تقتضيه المصلحة العامة.

6- وأكد معالي المدير أن هذه المدينة الجامعية الرائعة، التي تقف شامخة في هذا الموقع المهم في رياض الوطن والمجد، إنما سمت علواً ومجداً وفخراً بسبب توجيهات المليك الغالي، وسمو ولي عهد الأمين، وسمو النائب الثاني، وسمو أمير الرياض، ونائبه، ومعالي وزير التعليم العالي؛ الذين كانوا السند بعد الله تعالى كي تتبوأ جامعتنا موقعها المنافس كماً وكيفاً، بناءً وعمارة، علماً وتعليماً.

7- وشدد مدير الجامعة في آخر وصاياه لأبنائه الطلاب والطالبات أن يسهموا بما يستطيعونه خدمة لهذه الجامعة، فالتطور والنماء والتقدم مصادر إشعاع لكل وحدات الجامعة وكلياتها، وإداراتها المختلفة، ونأمل من أبنائنا المشاركة في ذلك والتواصي عليه؛ لأننا في حاجة ماسة للتعاون على البر والتقوى، وبذل ما في وسعنا كي نكون صورة وضاءة لكل خير وبر ومعروف.

8- واستذكر المدير يوم الوطن الغالي (الثمانين) الذي كان قبل فترة وجيزة، وهي ذكرى عزيزة على قلب كل فرد من أبناء شعبنا الغالي، ألا وهو توحيد هذا الوطن على يد الملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله تعالى.

في ذلك اليوم الذي توحدت فيه أطراف هذه البلاد بوسطها، وأصبحت هذه البلاد ومنذ ذلك اليوم منارة إشعاع وتنوير للعالم، في ذلك اليوم وضع الملك المؤسس قواعد دولته الفتية على ثوابت لا يمكن لها أن تتغير أو أن تتبدل بإذن الله تعالى.

فبعد أن توطد الأمن والأمان في هذه البلاد، ومنّ مولانا الكريم عليها باكتشاف الخيرات من أرضها المباركة، من هنا نادى مناديها ألا منة لأحد عليها إلا ربنا عز وجل، فاتجهت البلاد بقيادة الملك العظيم للتنمية في شتى مناحي الحياة، مع الحفاظ على الثوابت والقيم والأخلاق.

ومن خلال ما سبق اتضح أن معاليه ركز في كلمته على مضامين هي الغاية في الأهمية، وفي اعتقادي أنها وإن كانت موجهة للطلاب والطالبات إلا أنها وصية صادقة جدير بنا أن نتمثلها قولاً وعملاً، وأن نتواصى بها فيما بيننا، وأن نبثها توجيهاً وتعليماً لأبنائنا الطلاب، في وقت تحدث فيه البعض بما يتقاطع مع قيمنا الدينية، والوطنية، والأخلاقية.

إن ما دعا إليه معالي المدير في وقفاته إنما هو منطلق من مشكاة النبوة الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتمثله علماء الأمة قديماً وحديثاً، فشكر الله تعالى وحمده بما يستحق سبحانه على ما أولانا به جميعا من الخيرات والبركات على مستوى الوطن والشعب وولاة الأمر لواجب تقتضيه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ثم تقديم الشكر والعرفان للمسؤولين وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني؛ الذين يعملون جهدهم في خدمة المواطن العزيز، ويصلون ليلهم بنهارهم حتى يسعد إنسان هذه الأرض، ويبذلون الغالي والنفيس حتى يكون هذا الوطن مصدر خير وبر، لأمر تقضيه شريعة هذا الدين وتوجبه الأخلاق الإسلامية الفاضلة.

إن قطاع التعليم بمختلف تخصصاته وأنواعه وفئاته قد لقي من اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الشيء الكثير، وها هي مناطق بلادنا الحبيبة تتسابق بافتتاح جامعات تعنى بكافة التخصصات: النظرية، والتطبيقية التي تلبي رغبة كل خريج من أبناء الوطن، ولا حاجة منذ اليوم أن يغادر الشاب مدينته أو منطقته كي يبحث عن التخصص الذي يرغبه، إن هذه النقلة الكبرى في مجال التعليم الجامعي والتعليم العالي لتسجل بمداد من ذهب لراعي التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.

ومما يسحسن ذكره هنا أن جامعاتنا ولله الحمد أصبحت تفخر وتتسابق في تسجيل الطلاب والطالبات خريجي الثانويات العامة المتقدمين إليها، وتحاول استيعابهم، وقد اختفى من قاموس الجامعات أو قرب: أن الجامعة لا تستطيع استيعاب المتقدمين إليها بسبب ضيق المباني، أو نقص في عدد أعضاء هيئة التدريس !! وذلك بسبب الدعم غير المحدود من حكومة مليكنا المفدى، فها هي المدن الجامعية بطرازها الحديث، ومبانيها رائعة البناء، قد أصبحت مفخرة لكل أبناء هذا الوطن، البعض منها قد أنجز والآخر منها في طور الإنجاز، بإذن الله تعالى.

وأخيراً تحية تقديراً واحتراماً لكل من يقدم جهده لخدمة هذا الوطن الغالي في أي قطاع: تعليمي، أو ثقافي، أو اجتماعي، أوإداري، أو إنساني، لأنه بذلك يتمثل الإخلاص والولاء والحب لتراب هذا الوطن الغالي.

((وعشت يا وطن المكرمات)).

- وكيل كلية اللغة العربية -جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة