Friday  29/10/2010 Issue 13910

الجمعة 21 ذو القعدة 1431  العدد  13910

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

           

كغيرها من الظواهر الأخرى، فالفنون عامة هي ظاهرة إنسانية تفرزها ويؤثر بها الواقع الاجتماعي، ويتأثر بها في الوقت نفسه. والفن التشكيلي في بلادنا نما، وظهر حيث توافرت الظروف المواتية لذلك. وعبر هذه المسافة الزمنية بين البدايات والزمن الحاضر، تأثر كغيره بالتحولات الاجتماعية، ومظاهر النمو الأخرى التي حدثت في بلادنا، خاصة خلال العقدين الماضيين، وحدثت تراكمات كمية وكيفية في واقع الفن التشكيلي، مثله مثل الفنون الأخرى ك(القصة والشعر والموسيقى وغيرها)، فرضت واقعاً جديداً ونمطاً مختلفاً للوعي والممارسة.

وإذا كنا لا ننكر أن هناك من تحملوا عبئ البدايات، وحملوا شرف الريادة، وكثير منهم لا يزال يواصل العطاء والسعي في طريق الفن بدأب وصبر ومعاناة للكشف عن ذواتهم وما تطلب ذلك من اخفاقات ونجاحات، إلا أن الأسبقية الزمنية لا تعني بالضرورة الأفضلية في النوعية، وأن تصدرهم في أي مسابقة أو مشاركة هو حق مكتسب، وكم الحبر الذي سُكب على صفحات الجرائد والمجلات، مشيدين بمنجزاتهم وتعدد مشاركاتهم ومبيعاتهم للخواجات ودخول أعمالهم المزادات والمتاحف العالمية، دليل على تفوقهم وريادتهم. لأن في مجالات الإبداع، لا تكون الأحقية بهذه الأنشطة، ولكن بالقدرة على المواكبة والتطور والتجديد والإبداع. ولعل نسيان أو تناسي هذه الحقيقة، هو ما دفع بعض الفنانين إلى عدم الرضا والاعتراف بواقعهم، ومستواهم الفني الحقيقي، مصدقين أولئك (المنشغلين) بما ليس بهم علم واهمين بما كتبوا عنهم:

(التفوق والأسبقية على المستوى العالمي)، (الفن التشكيلي لديه مشروع ناضج يخدم الفكر والثقافة في العالم)، (منتجه الفني الراقي يرتقي بروح المشاهد وتهذب إحساسه وترتقي به إلى محاولات خارج نطاق الواقع)، (فنه له قيمة عالية تخطى حدود الفلك وأصبح علامة وقدوة ونهجاً يُحتذى)، (عمله نقطة تحول ناضج سيغير خارطة التشكيل العربي)، (تجربته الرائدة فاقت تجارب العباقرة)، (تجربته لها عمق موسيقي إرتجالي)، (منجزه التشكيلي المتميز احتفل به كبار النقاد العرب والعالميين)، (أعمال فنية عميقة خارجة عن مفهوم الفن وأهدافه). وهذا مثال من مبالغات أنصاف النقاد وهواة رص الكلمات التي تزخر بها صحافتنا الفنية، التي تنقصه الدقة والمصداقية، يحسدها الكثيرون من فناني العالم، هي بمثابة شهادة نجاح وتفوق يستغلونها في المطويات والكتالوجات، وبالتالي تزيد في الغموض وعدم وضوح الرؤية، يوقع المتلقي والمهتم بالفن في تعقيدات يساهم في تكثيف الضبابية من خلال اشتقاق تلك المصطلحات المعقدة والعبارات المفخمة.







 

التألق الفاشل
أحمد فلمبان (*)

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة