Friday  29/10/2010 Issue 13910

الجمعة 21 ذو القعدة 1431  العدد  13910

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

مفتي الجمهورية اللبنانية لـ(الجزيرة):
المملكة هي الأمينة على رسالة الإسلام ومشاعره المقدسة

رجوع

 

بيروت - خاص بـ «الجزيرة»:

أكد سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب القباني أن المملكة العربية السعودية التي تضم في رحابها عاصمة الإسلام والكعبة المقدسة ورسالة مكة المكرمة في العالم هي الأمينة على رسالة الإسلام ومشاعره المقدسة في العالم، وأن ملوكها الموفقين هم الأمناء على مملكة الإسلام، وعلى ذلك كله فيها؛ ولذلك فإن قيام مملكة الإسلام في هذه الرحاب الطاهرة منذ المؤسس الأول الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه ورحمه رحمة واسعة - إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أطال الله في عمره - واستمرارها في دورها ورسالتها هو استمرار لعهد النبوة والخلافة الراشدة في مكة المكرمة والمدينة المنورة في هذه المملكة الواسعة ورحابها الطاهرة.

وأبرز الدكتور القباني - في حديث له - أن الملك المؤسس عبد العزيز - رحمه الله - قد نذر وأبناءه كل ملوك المملكة العربية السعودية أنفسهم وحياتهم وليلهم ونهارهم لخدمة هذه المملكة ورسالتها منذ تأسيسها، وقد وفقهم الله تعالى فيما نذروا أنفسهم له، وأعمالهم وإنجازاتهم في خدمة المملكة ورسالتها ونهضتها وتقدمها وقيادتها ومكانتها بين الدول والأمم والشعوب في العالم بما يفخر الإسلام والمسلمون به، وهو أكبر شاهد على ما نقول.

وأوضح سماحته أنه في عصرنا الحديث، وأيامنا التي نعيش، نجد أن الإنجازات التي قامت وتقوم بها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، سواء في داخل المملكة لشعبها العربي المسلم الشقيق أو لخدمة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة أو لخدمة حجاج وعمار بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة أو في بلاد العرب والمسلمين أو في خدمة رسالة الإسلام في العالم، كل ذلك يشكِّل علامة بارزة قوية وحضارية مضيئة في تاريخ العرب والإسلام والمسلمين المعاصر، ومن ذلك تعدد المشروعات والخدمات التنموية والبيئية التي تتنوع وتتطور وتتجدد من عام إلى عام في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، التي أضحت سمة من سمات مواسم الحج والعمرة على مدى العام كله، ويلحظها القادم إلى البقاع الطاهرة، حتى أصبحت عين الحاج والمعتمر على يقين أنها سترى كل عام مشروعا عملاقا جديدا، وعملا مميزا ييسر على ضيوف الرحمن أداء المناسك بأمن وأمان وسلام وطمأنينة، كتوسعة الحرمين المكي والمدني والمسعى بين الصفا والمروة، وجسر الجمرات ومحيطه، ومشروع خيام الحجاج المطورة، ومشروع المباني على سفوح الجبال بمشعر منى، وتهذيب مسطح أرض عرفات لاستيعاب أكبر عدد من الحجاج، إضافة إلى تغطية مناطق المشاعر المقدسة بشبكات الخدمات العامة للمياه الصالحة للشرب، والصرف الصحي، وصرف مياه الأمطار والسيول، وشبكات إطفاء الحريق، ومشروعات الرعاية الصحية الشاملة من خلال المراكز الصحية والمستشفيات العامة، والإنجاز الكبير الذي سيحقق أملاً من الآمال الكبار للحجاج والمعتمرين هو قطار المشاعر المقدسة، وخط القطار بين مكة والمدينة.

وفي السياق نفسه قال سماحة مفتي لبنان: إذا كانت هذه الإنجازات والمكاسب فقط في نطاق ومناطق فريضة الحج، والمشاعر المقدسة للعمرة، تعتبر من الأعمال المبرورة التي يسعى لها ويعمل من أجلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته الراشدة فكيف بالمشروعات العمرانية والعلمية والبحثية في جامعات المملكة، والنهضة الاقتصادية والصناعية والتجارية والزراعية والبيئية، وفي نطاق المواصلات والاتصالات، والتقنيات الحديثة ومهاراتها، التي تحقق للمملكة وشعبها آمالهم بمملكة ترعى مصالحهم وتوفر لهم مجالات العيش الكريم؛ ليتفرغوا للعلم والعمل لبناء وطنهم، ويشاركوا في تعزيز مستقبل أمتهم ونهضتها.. هذا كله فضلا عن خدمة المملكة للقرآن الكريم طباعة واعتناء، وتعليمه وإجادته، بين الأجيال والناشئة وحفظته. حفظ الله المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين بحفظه للقرآن الكريم الذي قال الله تعالى في إعلاء شأنه:{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (9) سورة الحجر.

واستطرد الدكتور القباني قائلاً: لقد خلق الله تعالى هذا الوجود والكون المحسوس، وخلق الأرض هذا الكوكب السيار في الفضاء، وخلق الإنسان وأهبطه عليه من جنته، وقال له ولذريته في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}.

وقد بعث الله الرسل والأنبياء للناس مبشرين ومنذرين، واختار مكة المكرمة من كل بقاع العالم لتكون المكان الذي بنت الملائكة فيه أول بيت لعبادة الله في الأرض، وفي قول بناه نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وأمر الله تعالى المؤمنين بالتوجه إليه في صلواتهم، والحج إليه بالفريضة في العمر مرة واحدة، وفي ذلك يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}.

ومضى سماحة مفتي لبنان يقول: قد جعل الله تعالى الكعبة البيت الحرام في مكة المكرمة مركز منافع البشرية كلها في العالم؛ لأنها مهبط الوحي بآخر رسالات الله للناس وهي القرآن الكريم، على خاتم أنبيائه ورسله محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، وقد اختاره الله تعالى لوحيه ورسالته من بين خلقه إلى الناس أجمعين، وهو ابن مكة المكرمة، وبعثه بالقرآن ورسالة الإسلام رحمة للعالمين، وفي ذلك يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس} (97) سورة المائدة، ويقول أيضا: {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون}.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة