Friday  29/10/2010 Issue 13910

الجمعة 21 ذو القعدة 1431  العدد  13910

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

دعوا إلى تطويرها وتفعيل أدواتها.. عدد من العاملين في الساحة الدعوية في الحج:
التوعية الإسلامية طريق الحجيج لأداء المناسك بطريقة صحيحة

رجوع

 

مكة المكرمة - خاص بـ(الجزيرة)

أكد عدد من العاملين في العمل الدعوي في الحج على ضرورة تطوير أدوات وأساليب التوعية في الحج بما يتناسب مع زيادة عدد الحجاج كل عام، وقالوا: إن التوعية في الحج لها دورها الكبير في توعية وإرشاد ضيوف الرحمن لأداء المناسك بطريقة صحيحة، مشيرين إلى الأساليب الجديدة التي تم استخدامها من خلال وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للارتقاء بمستوى أداء التوعية في الحج، واقترحوا عدة أساليب لتطوير وتفعيل الأداء، جاء ذلك في لقاءات « لبيك « مع عدد من العاملين في مجال التوعية في الحج.

البصيرة والعلم

بداية يستشهد د. خالد بن إبراهيم الرومي - الأستاذ المشارك بكلية أصول الدين بالرياض: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، وإذا كان الفقه في الدين مأموراً به، ومرغباً بتحصيله، فإن الفقه في أركان الدين من أهم المهمات، وأوجب الواجبات، والله تعالى إنما يقبل العبادة إذا تحقق فيها أمران، أولهما: الإخلاص لله تعالى {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (3) سورة الزمر، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، ثانيهما: المتابعة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم: كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (108) سورة يوسف.

والبصيرة والعلم والهدي الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم: وفي الحج خاصة، قال: (خذوا عني مناسككم)، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ممثلة في التوعية الإسلامية في الحج، عليها مسؤولية كبيرة، ولها دور واضح - ولله الحمد - في الإسهام الجلي في توعية ضيوف الرحمن، وحجاج بيت الله الحرام، وذلك عبر قنوات متعددة، ووسائل متنوعة، منها الدروس العلمية المتخصصة في الحج، ومنها المحاضرات العامة، والندوات، والكلمات التوجيهية، والخطب المنبرية، ومنها البرامج الإعلامية (مقروءة ومسموعة ومرئية)، وهذه البرامج - ولا ريب - كان لها أثر ملموس، وواقع محسوس في تبصير الحجاج بأمور دينهم، وتعليمهم مناسك حجهم من بداية إحرامهم للحج، حتى يودعوا بيت الله.

ولاشك أن الحجاج متعطشون لمعرفة هذه العبادة الجليلة، كيف لا؟ وقد أنفقوا أموالهم، وتركوا ديارهم وأولادهم، وقطعوا الفيافي والديار لأداء هذه الفريضة العظيمة، ولربما لا يؤديها الحاج غير مرة واحدة في عمره كله، وهذا يزيده اهتماماً، كما يزيد أهل العلم والدعوة والتوحيد حرصاً على سلامة الحج، وقبوله عند الله تعالى.

نمو الوعي

ويضيف د. الرومي قائلاً: المتأمل لحال الحجاج يرى إقبال الكثيرين منهم على عدد من هذه البرامج، وتلهفهم لأداء الحج على هدى وبصيرة، ومن فضل الله تعالى أنك لو سبرت أحوال الحجيج من سنوات متعددة إلى هذه السنوات فإنك ستجد نمو الوعي، وتصحيح الأخطاء، لأن هؤلاء الحجاج هم رسل خير أيضاً لقوم آخرين يأتون في سنوات أخرى.. لاسيما مع حرص الوزارة على مواكبة الوسائل المستجدة، ومحاولة الوصول للحجاج في مواضع كثيرة، إضافة إلى ما قدمته الوزارة من البرنامج الفائق في تأثيره ونجاحه، وهو الهاتف المجاني للإجابة عن أسئلة الحجاج، فالحاج يتصل بهاتفه الجوال أو الثابت على رقم موحد يتعاقب عليه ثلة من أهل العلم آناء الليل وأطراف النهار، فيجد الحاج بغيته، ويحقق طلبته، فيصل لأهل العلم وهو في سكنه أو في الحرم أو في أي موضع كان، مما كان له أكبر الأثر وعظيم الوقع ولله الحمد والمنة، ومع هذا كله، فإن الحاجة الماسة للحجاج، واختلاف لغاتهم، وتباين مشاربهم، تحتم علينا مزيداً من الجهد في اغتنام الوسائل الحديثة، والأساليب التقنية، والتي لابد منها، حتى يكتمل البناء، ويتحقق المقصود، ونبلغ بذلك دين الله ما استطعنا.

مقترحات للتطوير

ويؤكد د. عماد بن زهير حافظ - عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة: إلى أن ما تقدمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تجاه توعية حجاج بيت الله الحرام لهو جهد عظيم ذو قنوات متعددة وأساليب مختلفة تؤدي بإذن الله إلى أهداف هذه التوعية اللازمة لضيوف الرحمن.

وإني بهذه المناسبة أود أن أقدم بعض الاقتراحات التي يمكن أن تسهم في تطوير هذا العمل العظيم الذي تقوم به الوزارة ومن أهمها: الاهتمام بخدمة الهاتف المجاني وتفعيله بصورة ممتازة ويمكن أن يضاف له فتاوى صوتية معتمدة حال انتظار المتصل، وعند عدم وجود مايفي بغرضه يصل الأمر إلى أحد المشايخ المفتين، والتنسيق بين مواقع التوعية (الأكشاك) من حيث الاتصال بينها وتوزيع الطالبين للسؤال والفتوى بينها، فقد يلاحظ أن بعض المواقع مزدحمة وأخرى خلاف ذلك، إضافة إلى التواصل مع بعثات الحج المختلفة لتقديم التوعية من خلال زيارات المشايخ لمقارهم سواء كان ذلك بالمدينة المنورة أم بمكة المكرمة، وهذا مما يحقق نفعاً كبيراً إن شاء الله تعالى، مع أهمية العناية بمجال التوعية في أماكن تفويج الحجاج والقدوم لما لهذا من أثر جيد في نفوس الحجاج من حيث التواصل معهم والإجابة عن أسئلتهم المختلفة وكذا المطارات والموانئ، وإعداد نموذج استبانة من قبل الوزارة تُعطى لأعضاء التوعية من المشايخ الفضلاء يعرف من خلالها أهم الاقتراحات والاحتياجات اللازمة لتطوير العمل التوعوي والدعوي مما يحقق ما تصبو إليه الجهات المسؤولة في شتى المجالات.

مراجعة العمل

ويرى د. فهد بن سعد المقرن - الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الأعمال التي تقوم بها الوزارة أعمال جيدة ومباركة وهي تلقى الدعم الكبير من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، تتطلع للمزيد من الأعمال لأنها ترى بحمد الله أن ما يقدم في سبيل الحاج القاصد لبيت الله الحرام قليل في الوفاء بحقه وقد ترك الديار والأهل إلى بيت الله العتيق، كما أن ازدياد أعداد الحاج سنة بعد سنة نتيجة لتوسعة الحرمين والمشاعر المقدسة وتشجع الناس في أصقاع الأرض للحج يجعل المهمة أمام الوزارة تكبر عاما بعد عام، ولهذا لابد من مراجعة العمل وتقويمه، والإشادة بالإيجابيات التي تقدمها الوزارة وهي كثيرة بحمد الله وتلافي السلبيات وهي قليلة بحمد الله وهي من طبيعة العمل البشري.

توثيق المناشط

ويؤكد د. المقرن إلى أن الوزارة تحتاج في كل عام من أعوام الحج أن تعد المرحلة الأولى من مراحل العمل وهي مرحلة التخطيط قبل فترة كافية من بدء موسم الحج، لأن التخطيط السليم يؤدي إلى العمل المثمر الجاد، وأنا أعلم أن الوزارة تعنى بهذا، ولكن أرى أن التخطيط الكامل والمفصل لكل عام لابد أن يوثق بكامل جزئياته حتى يفاد منه في التنفيذ، وبعد التنفيذ يفاد منه في التقويم، وبعد التنفيذ لابد أن توثق المناشط بكل تفاصيلها والصعوبات التي صادفتها حتى يمكن تذليلها في العام المقبل، والإيجابيات التي صاحبت المناشط لزيادتها وتعميمها، كما أرى من المناسب أن تنشأ لجنة مستقلة تعمل منفصلة عن الجهات التي تنفذ المناشط الدعوية لتقويم المناشط طيلة فترة الحج ومنفذيها، وأن تكون بإشراف معالي الوزير شخصياً أو من ينيبه، حتى يكون تقويم المناشط موضوعياً، كما اقترح أن توضع لجنة مستقلة لدراسة الاقتراحات التي تقدم من الدعاة أو من الحجاج المستفيدين من المناشط الدعوية، وتجمع هذه الاقتراحات وتفرز ويستفاد منها فيطبق منها ما تراه الوزارة أنه جديد ومفيد للعمل الدعوي في الحج، كما أرى أن التقويم لا بد أن يشمل من ينفذ المناشط من الدعاة المشاركين ففي كل سنة يستبعد من المشاركة من تراه اللجان ذات العلاقة بالتقويم أنه من غير المناسب مشاركته إما لعدم جديته في العمل أو لعدم مناسبته، وهذا مهم للغاية لأن يولد لدى الدعاة نوعا من التحفيز ومحاولة تطوير الذات إذا علم أن مشاركاته ستقوم وفي حالة عدم مناسبته لن يتسنى له شرف المشاركة في العام القادم.

تقويم وتطوير مستمر

ويقول أ.د محمد بن سيدي الأمين الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة: إن الأعمال الجليلة التي تنفذها الوزارة ممثلة في أمانتها من توعية الحجاج وعقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات والكلمات التوجيهية وتبصيرهم بأمور دينهم ومناسكهم حتى يؤدوها غير منقوصة لهو عمل من أعظم الأعمال وقربة من أعظم القرب، غير أن هذه الأعمال التوعوية تحتاج إلى تقويم و تطوير مستمر حتى تصل إلى المستوى الذي تنشده الوزارة منها، ولذلك أرى أنه يجب التيسير في أمور الفتوى، فأكثر ما يقع من الحجاج من أخطاء سببه الجهل وعدم المعرفة بالأحكام، فتلتمس لهم الأعذار ما أمكن وفق القواعد والضوابط الشرعية، وعدم الاقتصار في الفتوى على مذهب واحد، فالحجاج يأتون من كل فج عميق يتبعون المذاهب الأربعة، ولا يخفى اختلاف المذاهب في المناسك، فعلى المفتي أن يكون بصيرا بحال المستفتي ومذهبه ما أمكن، واختيار العلماء وطلبة العلم الذين يجيدون التحدث بلهجات ضيوف الرحمن، وتمكينهم من توعية الحجاج في مكان نزلهم وعبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية. وتزويد الكبائن التوعوية بالمترجمين، وحث الدعاة والقائمين على أمور التوعية بتعلم اللغات العالمية كالإنجليزية والفرنسية، حتى يكون خطابهم مباشرا بلا واسطة، والاستفادة من تقنية الحاسب الآلي والجوال في جعل شرائح بلهجات مختلفة يمكن برمجتها عبر جهاز الجوال يستطيع الحاج من خلالها الاستماع والاستفادة من التوجيهات والإرشادات, والإعلان عن مواقع للفتيا بشتى اللهجات، والإكثار من نشر المطويات والأشرطة والكتيبات بمعظم اللهجات، فقد لاحظت في العام الماضي (1430هـ) النقص في الكتب المترجمة, وتوزيع ترجمات القرآن بشتى اللهجات على الحجاج. والتعامل بالحسنى من قبل الدعاة وذوي الحسبة مع الحجاج فيما يرتكبون من مخالفات و تبصيرهم بالحسنى والحكمة والموعظة الحسنة, وإشراك العنصر النسائي من طالبات العلم في مجال التوعية حيث يتواجد النساء في مخيماتهن وفي المشاعر.

تفعيل العمل الدعوي

ويشير د. مانع بن محمد المانع الأستاذ بكلية الشريعة بالرياض: لقد كان لي شرف المشاركة في توعية الحجاج في الأعوام السبعة الماضية وهي جهوداً مشكورة تقوم بها المملكة في توعية الحجاج ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية بارك الله فيها وفي القائمين عليها، وقد لاحظت أن الجهود تبدأ من 20-11 بكلمات في مساجد مكة وأحيائها خاصة الأماكن و العمارات التي يسكنها الحجاج كلمات يومية يعقبها إجابة عن أسئلة الحجاج إلى منى وتبدأ التوعية الحقيقية عبر المراكز المنتشرة في المشاعر والكبائن الملحقة بها فتلقى الكلمات ويجاب عن الأسئلة وهي جهود مشكورة ومباركة ومفيدة ولكن اقترح عدت اقتراحات واطرح آليات لتفعيل العمل الدعوي:

1- أين الجهود مع الفنادق التي يقطنها عدد هائل من الحجاج المحيطة بالحرم قبل الحج؟

2- حجاج الخارج التواصل معهم ضعيف و ياحبذا ينظم برامج مختلفة عبر المترجمين.

3- توزيع الكتاب وترجمته تحتاج إلى خطة منظمة مرتبه عبر المنافذ لإيصالها للحاج.

4- حملات الداخل يلاحظ عدم تفاعلها مع برامج الوزارة ولهم جهود ذاتيه واجتهادات فقط.

5- توزيع الدعاة على المراكز يحتاج إلى تنظيم وترتيب فقد يوجد مركز فيه 50 داعية وآخر فيه قلة.

6- تفعيل الهاتف المجاني وصيانته من العطل خاصة وقت الذروة ليقوم بدوره المهم.

7- الزيارات الميدانية من قبل الدعاة للمجمعات السكنية يومياً من دخول العشر إلى اليوم الثامن.

8- وضع خطة خاصة يوم عرفه ليلة مزدلفة تتناسب مع النسك لتوعية الحجاج فعلاً.

9- السماح للداعية في غير وقت مناوبته بزيارة لحملات حجاج الداخل وتشجيعهم على هذا العمل الدعوي.

10- أيام الـ 8، 9، 10، 11، 12، 13 أيام الحج الفعلية مطلوب بذل أقصى حد في التوعية للحاج.

هذه مقترحات وآليات مطلوب دراستها حتى تقوم التوعية على وجهها الصحيح، ولا شك أن للأمانة العامة للتوعية في الحج والعمرة والزيارة جهوداً مشكورة وأعمالاً عظيمة يشكرون عليها وكل ما أتمناه تلافي الأخطاء السابقة وتنظيم العمل الدعوي والاستفادة من الإمكانيات المتاحة ليعود الحاج إلى بلده وقد حج حجاً صحيحاً وأدى مناسكه على الوجه المشروع كما حج النبي صلى الله عليه وسلم.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة