Saturday  30/10/2010 Issue 13911

السبت 22 ذو القعدة 1431  العدد  13911

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

قافلة الأمير سعود بن عبدالمحسن الطبية تشخص صحة بقعاء وتقدم الدواء
يوم طبي مفتوح ومستشفى متنقل وإقبال كبير قادته بنجاح جامعة حائل

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

حائل - عبدالعزيز العيادة

هذه المرة الرحلة (غير).. باتجاه أعماق المعاناة الحائلية؛ فكل التفاصيل تشير إلى أن عقارب الزمن تمضي إلى الأمام بعكس مؤشر الخدمات الطبية في المنطقة ومحافظة بقعاء خصوصاً، التي تعتبر المحافظة الوحيدة في منطقة حائل من فئة (أ) ولكنها ما زالت حتى الآن بلا عناية مركزة وبلا حضانة أطفال في مستشفاها الوحيد، وكل الحالات المرضية الصعبة تُحال إلى حائل، وكل الحالات الصعبة في حائل تُحال إلى القصيم ومستشفيات الرياض، وجاءت قافلة الأمير سعود بن عبدالمحسن الطبية التي باركها سمو أمير منطقة حائل وتبنتها الجامعة بوصفها جزءاً من الحل ودعم الخدمات الطبية. وقد رافقت (الجزيرة) هذه القافلة التي استفاد منها أكثر من 600 مريض ومريضة في المحافظة والمدن والقرى التابعة لها. وفي هذه المتابعة المزيد من الجوانب المهمة، وإليكم التفاصيل:

استعدادات أفضل!!

هنا كانت إشراقة صباح يوم جديد، وكانت جامعة حائل وكليتها الطبية وكلية العلوم التطبيقية وكلية العلوم الصحية والقائمون على كرسي معالي الدكتور ناصر الرشيد لأبحاث أمراض الكلى على موعد مع استعدادات أفضل تجاوزت من خلالها بعض ملاحظات القافلة في نسختها الأولى ورحلتها إلى مدينة جبة، التي حققت نجاحاً كبيراً وتفاعل معها المواطنون هناك، إلا أن طموح القائمين على القافلة كبير لتطويرها إلى الأفضل بمتابعة من معالي مدير جامعة حائل الدكتور أحمد بن محمد السيف الذي وجه بأن تُهيَّأ كل سبل الدعم والنجاح للقافلة والمشاركين فيها فانطلقت القافلة بمشاركة أكثر من 50 استشارياً وأخصائياً وبإمكانات أكبر سواء عبر الأجهزة الطبية المساعدة أو من خلال كميات الأدوية وتنوعها بما يشبه المستشفى المتنقل؛ فوصلت القافلة إلى محافظة بقعاء في الصباح الباكر بعد أن قطعت مسافة (100) كيلومتر، وهي المسافة التي تفصل مدينة حائل عن محافظة بقعاء.

قسمان للرجال والنساء!!

وقد أقبل المواطنون في محافظة بقعاء على القافلة بكثافة مرحبين كعادة الكرماء من أهالي بقعاء عند قدوم ضيوفهم في كل وقت، إلا أن الاحتفاء هذه المرة كان متميزاً؛ فقد كان أعضاء القافلة ضيوفاً وكانوا أطباء لمرضى يحتاجون إلى الكثير لدعمهم ومساعدتهم؛ فقسمت القافلة موقعها ومقرها إلى قسمين، الأول للرجال، والثاني للنساء، بمشاركة المختصين والمختصات في الجانبين، فكانت هناك منافسة من نوع آخر بين القسمين حول مَنْ يفوز بتقديم الخدمات الأكمل والأفضل والأجمل لمراجعيه، فكانت الفترة الصباحية المبكرة الغلبة فيها تميل لصالح القسم النسائي الذي استقبل مبكراً ما يزيد على 75 مريضة، في حين مالت الكفة للقسم الرجالي بعد منتصف النهار وإقبال الكل على الحملة بعد انتهاء مهامهم العملية في مواقع عملهم. إنها رحلة ممتعة ومشوقة بكل تفاصيلها، ودائماً العمل الإنساني وتقديم الخدمات الطبية لمن هو في أقصى حاجة إليه يعطيان أبعاداً أكبر لأدوار كل من يحمل قلباً ويشعر بمعاناة من هم حوله!!

برامج ميدانية متميزة!!

وفي مدارس بقعاء، وخصوصاً في الثانوية والمتوسطة، كان اليوم الطبي التوعوي المفتوح للطلبة والمعلمين حافلاً بكل معنى الكلمة؛ فالكل تفاعل كما يجب، والكل استشعر أهمية مثل هذه القافلة، فلا يستغرب إن حققت هذا النجاح؛ فعناصر المعادلة تحققت وتكاملت؛ فمقدم الخدمة تفانى، والمتلقي تفاعل بحماس، وجامعة حائل ومحافظة بقعاء والجهات الأخرى من جهات خدمية في المحافظة أدت دورها كاملاً. وقد تابعت الجزيرة المحاضرة التي قدمها وكيل جامعة حائل الدكتور عثمان الصقير وعميد كلية الطب الدكتور عودة الحازمي والمشرف على كرسي الدكتور ناصر الرشيد الدكتور صديق جستينية لطلاب الصف الأول الثانوي، في حين أبدع طلاب جامعة حائل والأطباء والأساتذة في تقديم دروس لطلبة الثانوية (الثاني والثالث) في فصولهم الدراسية، وكان الأميز ذلك التفاعل الرائع من طلاب محافظة بقعاء سواء في الثانوية أو المتوسطة؛ ما يمنح شعوراً بالارتياح لرقي وحضارية هؤلاء الطلاب وتفاعلهم مع البرامج الهادفة مشكلين مع معلميهم لوحة إبداع ودهشة تسر كل من يراها؛ فلا عجب أن ترى مدير المدرسة جنباً إلى جنب مع معلميه وخلف طاولات الطلاب المدرسية ينصتون باهتمام إلى أحد الأطباء وهو يقدم شرحاً وافياً عبر مختلف الأجهزة الطبية.. إنها رحلة الوعي والمبادرات الخلاقة وبداية مرحلة جديدة لبرامج توعوية تلامس حاجة الناس وتصل إلى الجذور!!

250 كادراً طبياً تألقوا!!

وذكر معالي مدير جامعة حائل الدكتور أحمد بن محمد السيف أن إطلاق القافلة يأتي ضمن توجهات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن ونائبه بإيصال الخدمات الطبية والتثقيف الصحي إلى أهالي محافظات المنطقة وقراها في مناطق سكنهم. وأضاف الدكتور السيف أن القافلة هي ثمرة تعاون بين الكليات الطبية والصحية وكرسي الدكتور ناصر الرشيد لأبحاث أمراض الفشل الكلوي وأطباء متطوعين تضافرت جهودهم لتقديم خدمة تطوعية وإنسانية مشرفة يستفيد منها المرضى من أبناء المنطقة والمقيمين في الحصول على العلاج. كما ذكر الدكتور السيف أن القافلة بنسختها الثانية كما توقعتها الدراسات التي أجرتها الجامعة ضاعفت عدد المتدربين والمتدربات في الكليات الطبية والصحية وأعضاء هيئة التدريس من الكليات الطبية الذي زاد على 250 من الكوادر الطبية التي اشتملت على ممرضين و ممرضات، إضافة إلى أعضاء التدريس الطبية بكلية الطب وكلية العلوم الصحية وكلية التمريض عن الحملة الأولى في جبة. وأبان الدكتور السيف أن القافلة احتوت على تسع عيادات طبية متنوعة للنساء والأطفال والجراحة والعظام ومختبر طبي، كما ذكر الدكتور السيف أنه تم عقد أكثر من 15 دورة في الإنعاش الرئوي والإسعافات الأولية لمعلمين ومعلمات المدارس وكذلك الكشف الطبي للطلاب والطالبات في المدارس، كما تم توزيع أكثر من 300 جهاز للسكر والضغط للمرضى المصابين بداء السكر والضغط. وأشاد الدكتور السيف بإسهامات ومشاركات كرسي الدكتور ناصر الرشيد ضمن القافلة في عمل استبيانات للمراجعين ودراسات في المسح الطبي للأمراض، خصوصاً الفشل الكلوي وكيفية الوقاية منه، وتقديم النصائح والإرشادات الطبية للمراجعين، كما أشار إلى أن فروع جامعة حائل في المحافظات والمدن التابعة للمنطقة سيتم إقرارها وفق التخصصات التي يطلبها سوق العمل وتفيد المحافظات والمنطقة.

(الجزيرة) وبقعاء وحائل!!

وشهدت أروقة القافلة حلقات نقاش لعدد من أهالي محافظة بقعاء والإعلاميين، وعلى رأسهم الزميل فهد الشيحان والزميل خالد النغيمش من أجل إيجاد حلول عاجلة لإنشاء مركز عناية مركزة بمستشفى بقعاء العام ووحدة حضانة أطفال. وأشار الشيحان إلى أن سيدة من محافظة بقعاء قبل فترة توفيت أثناء نقلها بين مستشفى بقعاء ومستشفى حائل؛ حيث كانت في الشهر السادس وتشعر بآلام، ولكن الأطباء أشاروا إلى أهمية نقلها إلى حائل لعدم وجود حضانة أطفال خاصة للأطفال (الخدج)، وأثناء توجهها إلى حائل توفيت المرأة عند مركز الحميمة. وخلصت حلقات النقاش إلى ضرورة إيجاد عناية مركزة في محافظة بقعاء بأسرع وقت وارتباط تطور الخدمات الصحية بالمنطقة بذلك؛ لأن كل الحالات المحولة من محافظة بقعاء بشكل مستمر إلى مستشفى حائل ستتوقف؛ وبالتالي تخفيف الضغط عن مستشفيات مدينة حائل لتقدم الخدمات للمرضى الآخرين بشكل أفضل، إضافة إلى الأهم وهو إنقاذ روح مريض قد يتوفى قبل أن ينقل إلى حائل.

من جانب آخر ناقش معالي مدير جامعة حائل الدكتور أحمد بن محمد السيف ومحافظ بقعاء سعد بن مبارك التركي مستقبل التعليم الجامعي في المحافظة وأهمية إيجاد فرع متكامل للجامعة في المحافظة والعمل على ذلك، وتوصلا إلى إمكانية استعارة مبنى المحافظة الحالي ودراسة افتتاح كليات صحية لتسهم في دعم تطوير الخدمات الصحية في المحافظة.

بقعاء.. أين الحل؟

وقد استوقف أحد المواطنين في بقعاء (الجزيرة) أثناء جولتنا في أقسام الحملة الطبية، وطرح تساؤله: ما فائدة المستشفيات الطرفية في منطقة حائل إذا لم يوجد بها عناية مركزة ولم تجهز التجهيز الكامل؟ وأضاف: ها هو مستشفى بقعاء بلا عناية مركزة للكبار ولا للصغار؛ إذن كيف الحال بمستشفى الغزالة ومستشفى الشنان وهما في بدايتهما؟ وقال: سعدنا بمبادرات رجال الأعمال بالتبرع لتطوير مستشفى حائل العام، ونتمنى أن تفتح الصحة التبرع لمستشفى بقعاء لمعالجة هذا النقص الذي قد ينهي حياة مريض لا قدر الله.

نجاحات متواصلة للقافلة!!

من جانبه قال الدكتور عثمان بن عبدالرحمن الصقير، وكيل جامعة حائل: حرصت القافلة على تقديم خدمات طبية متنوعة ومناسبة لمساعدة المريض على تلقي الخدمة، بما يضمن تلبية احتياجاتهم الطبية والصحية؛ حيث قامت بتوفير فرق طبية متخصصة من ذوي الكفاءات والخبرة العالية، وكذلك الخدمات التشخيصية والمساندة كالمعمل وقسم الأشعة والصيدلية، وكذلك توفير الخدمات الإسعافية المتخصصة المزودة بأحدث الأجهزة الطبية المتطورة، إضافة إلى تنسيق نظام إحالة فعال لضمان حصول المريض على العناية التي يحتاج إليها، كما تمت زيادة أعداد الأجهزة المخبرية وكواشف التحليل العاجل لضمان دقة وسرعة النتائج من أجل صرف العلاج الملائم للمريض وفق التشخيص الدقيق للحالة المرضية.

وأضاف قائلاً: هذه القافلة التي دشنها قبل ما يقارب ستة أشهر صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز، أمير منطقة حائل، واتخذت من مدينة جبة هدفاً لها، استطاعت أن تحقق - بفضل الله - أهدافها المرجوة في فترة وجيزة لم تكن متوقعة من خلال اكتشاف أمراض متعددة ومختلفة ربما تحتاج إلى وقت ليس بالقصير حتى يتم اكتشافها، ولعل من أبراز الأمراض التي اكتشفت في رحلة القافلة لمدينة جبة «سرطان الثدي، وبعض حالات الالتهاب السحائي، وكذلك أمراض السكر المبكر لدى الأطفال، ومشاكل الكلى، والمشاكل الناتجة من سوء التغذية، ومشاكل الجهاز الهضمي»، وقد تمت معالجة تلك الحالات بأفضل حالات الوقاية والعلاج، وإحالة الحالات التي تحتاج إلى إحالة مباشرة إلى المستشفيات المتخصصة لمتابعتها للتأكد من وصولها إلى الأقسام المختصة.

الجامعة في قلب المجتمع!!

وكشف عميد كلية الطب بجامعة حائل الدكتور عودة الحازمي أن جامعة حائل أصبحت في قلب هموم المجتمع، وأصبحت - ولله الحمد وبفضل من الله، ثم دعم القيادة الحكيمة وتفاني وإخلاص القائمين عليها - تلامس وتعالج مشاكل وأمراضاً وتثري المشهد الثقافي والعلمي في المنطقة بدراسات وبحوث علمية متخصصة في الكثير من الجوانب. وأثنى على التعاون البناء الذي شهدته قافلة الأمير سعود بن عبدالمحسن الطبية في محافظة بقعاء من الإدارات الحكومية كافة. وشكر محافظ بقعاء وأهالي محافظة بقعاء الكرماء، وقال: كانت تجربة ناجحة، وتمت معالجة وتحويل عدد من المرضى إلى المستشفيات التخصصية في المناطق الرئيسية، وهذا جزء من واجب كلية الطب وجامعة حائل تجاه مجتمعها.

من جانبه أكد الدكتور صديق جستينية، المشرف على كرسي الدكتور ناصر الرشيد في جامعة حائل، أن ارتفاع مؤشر النجاح للقافلة من مرحلة إلى مرحلة يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح والطموح دائماً وننشد الأفضل. وأثنى في هذه المناسبة على الجهود التي يبذلها معالي مدير جامعة حائل الدكتور أحمد السيف وكذلك الدعم السخي من ابن الوطن وحائل البار معالي الدكتور ناصر الرشيد، سائلا الله التوفيق للجميع.

من جانبها أكدت الدكتورة سلوى هنداوي، وكيلة كلية الطب بجامعة حائل، أن التفاعل الذي شهدته الحملة من أهالي محافظة بقعاء يؤكد أهمية مثل هذه البرامج. وأشادت بطبيبات المستقبل من طالبات جامعة حائل، وقالت إن المنطقة والوطن يعولان عليكن الشيء الكثير، وكلي ثقة بقدرتكن على الإبداع والتميز. وقالت: وجدت بهن قدرات علمية وأخلاقاً عالية وطموحاً يجعلنا نفخر بهن ونتفاءل بالمستقبل لهن ولزملائهن بجامعة حائل.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة