Saturday  30/10/2010 Issue 13911

السبت 22 ذو القعدة 1431  العدد  13911

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

تلاحقنا المنية بالفناء.. ونلاحقها بالعزاء.. والأمل في طول البقاء.. تلك هي سنة الحياة ونهاية الأحياء.

لا يكاد يوم يمر دون أن نفتقد قريباً.. أو حبيباً كانت لنا به صلة قرابة أو صداقة.. أو معرفة يصعب طيها بقبضة الرحيل الأبدي.. ولكن!!

ماذا بيد الواحد منا.. أقدار ماضية في حكمها ونهاياتها لا تقبل الاختيار.. ولا التمني..

زارني في دارتي لأول مرة. ولآخر مرة وكأنما كانت زيارة مودع لن يراني أبداً. ولن أراه أبداً.. تفصلنا عن الآخر مساحة ومسافة من الأرض.. وهو في (جدة) وأنا في (الرياض) ورغم البعاد كان الأقرب إلى قلبي من حبل الوريد.. وهو كذلك..

في الطفولة وبمسقط رأسه (ثرمداء) كنا معاً نمتطي ظهر الحمار نستقي الماء من بئر لا تبتعد عنا كثيراً.. كنا سعداء.

وفي مرحلة الرجولة وهو يشغل وظيفة مدير المعهد الصناعي في جدة. وأمارس عملي في بيروت تلاقينا.. نستعيد ذكريات الحمار.. والقرية.. والرحلة الطفولية الممتعة.

وبعد أن شاخت بنا الأيام. وباعدت بيننا الأعوام كان عنصر اللقاء أقوى من أن يهزمه البعاد.. ألمس وجوده إلى جانبي.. وأشهد صورته في مرآة وجداني حية تبتسم.. وحبيبة ترتسم.. لأن قاسماً مشتركاً أعظم يشدنا إلى بعض.. يعمق لدينا روح التواجد. والوجد.. كيف لا؟!

هو الإنسان في نقاء ضميره.. والعزيز بكرامته.. والنقي في سلوكه.. والتقي في ممارسته..

ليس في هذا مبالغة.. إنها حقيقة حياة أدركتها.. وعركتها معه.. واستخلصها من سيرة رجل قضى حياته مرفوع الهامة بكرامة لا تقبل الانحناء.. وبإرادة لا تقبل الانكفاء.. وجسارة لا تقبل التراجع ولا الضعف..

لا يملك في محصلته مالاً يحسد عليه.. أو يشار إليه.

يحمل في أعماقه آمالاً ودعها دون أن تكتمل.

له خصوصية العلاقة والاختيار كي لا يجرفه التيار الذي لا يرتاح إليه.. ويرتاع منه.. وحسناً فعل.. حين رحل رحل بنقاء.. وجلال بقاء.. وطيب ثناء.

إنه الخال الراحل والفقيد الغالي.. سليمان بن عبدالرحمن العنقري..

لن أقول: وداعاً أبا وائل بل إلى لقاء.. فكلنا راحل.. الحياة مراحل منها ما يطول ومنها ما يقصر.. وخير مراحل الحياة زاد تشرف به الرحلة.. وتشرق به وله نهاياتها.. كان وما زال رفق عمر أصبح العمر بفقده يتيماً ومكلوماً كلنا بغيابه أسرة وأحبة نتقبل العزاء فيه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

داخل صومعة الفكر
رفيق عُمْر
سعد البواردي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة