Saturday  30/10/2010 Issue 13911

السبت 22 ذو القعدة 1431  العدد  13911

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

بناء الثروة البشرية

رجوع

 

تبتعد عن الصواب تلك الدول التي تعتبر الثروات المادية هي التي ترفع مستوى الأمم وتعلي شأنها باعتبار أن الاقتصاد القوي يأتي جراء امتلاك الدول لثروات مادية وخامات معدنية ومنتجات زراعية وصناعية تثري اقتصاد البلد وتجعله متميزاً على غيره.

هذه النظرة الضيقة يقابلها تفهم ونظرة علمية وواقعية أخذت توجه قيادات الدول على جعلها التوجه الأول لسياسة الدول، فالقوة الاقتصادية والتنمية والسعي لتحقيق مستوى تقدم في البلدان لا يمكن أن يتم ما لم يهتم بتنمية ورفع مستوى الموارد البشرية فالثروة الحقيقية لأي بلد فيما يمتلكه من كوادر وأطر بشرية مؤهلة تأهيلاً جيداً بحيث يستطيع أن يدير ثروات البلد ويطورها استثماراً وتنمية، وإلا أصبحت تلك الثروات عالة عليه بدلا من أن تكون رافعة لمستواه الاقتصادي والاجتماعي.

ولهذا ولكي تكون الاستفادة تامة من ثروات البلد فلا بد من أن توضع إستراتيجية وخطة بعيدة المدى لتنمية الموارد البشرية، حتى يمتلك الوطن أدوات وآليات بشرية تستطيع تحقيق تنمية مستدامة من خلال تطوير وتجويد القدرات الوطنية في سوق العمل المحلية.

هذه المعادلة التي تغيب عن تفكير الكثير من قيادات الدول النامية، فتظل بلدانهم تستهلك ثرواتها، وبعضها تجرفها إلى طرق تستنزف تلك الثروات مثل عسكرة مجتمعاتها والتورط في مواجهات توصلها في أحيان كثيرة إلى التورط في حروب إقليمية.

في المملكة العربية السعودية كان الخيار واضحاً ومحدداً، وإن تجسد وظهر بوضوح أكثر في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال اعتماد إستراتيجية شمولية لتحقيق تنمية متوازنة ومستديمة بفكر تنموي عصري مستنير يعتمد إيجاد وصنع كوادر وأطر سعودية وطنية وتنمية الموارد البشرية بالعلم والدراسة من خلال دراسة حاجة السوق السعودية للكفاءات العاملة ومن خلال فهم لمحددات ومسارات التنمية، ولهذا كان التركيز أولاً على إصلاح مخرجات وأدوات التعليم العام والعالي، وهكذا جرى التوسع في نشر الجامعات والكليات مع الاهتمام بالأقسام العلمية المتخصصة والحرص بأن تكون مراكز التعليم الجامعي عند محل إقامة المواطن فانتشرت الجامعات والتي في طريقها أن تكون في كل محافظة جامعة بحيث تمتلك المملكة أكثر من 80 جامعة بعدد محافظات المملكة، وهذا ما يجعل المملكة الأكثر اهتماماً بتوسيع مساحة اقتصاد المعرفة لأن خريجي تلك الجامعات سيعززون الاقتصاد المحلي لتلك المحافظة ويجعل من التنمية المستدامة حقيقة على أرض الواقع ويحقق للمملكة ثروة لا تنضب من الموارد البشرية المؤهلة.

JAZPING: 9999



 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة