Sunday  31/10/2010 Issue 13912

الأحد 23 ذو القعدة 1431  العدد  13912

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

طبقاً لبيانات إحصائية متفاوتة فإن عدد القنوات الفضائية تزايد خلال العامين الماضين بوتيرة متسارعة، ليبلغ أكثر من 700 قناة، وتقفز بها دراسات أخرى إلى حاجز الألف.

وبحسب التقرير السنوي من اتحاد إذاعات الدول العربية، فإن هذه القنوات تستخدم 17 قمراً صناعياً، وقد بلغ عدد القنوات الدينية والعقائدية 39 قناة مسجلة رسمياً.

إلا أن دراسة لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، قالت إن عدد القنوات الفضائية التي تعمل بصبغة دينية وصل إلى 150 قناة، منها أكثر من 35 قناة تعمل من منطلق طائفي، في مجتمعات تعاني من انعدام ثقافة احترام الرأي الآخر والتسامح.

ومع انتشار الفضائيات، ظهر ما يسمى القنوات الدينية، وهي من تقف خلف الفتن - مثل موضوع السُّنة والشيعة في الخليج، الأقباط والمسلمين في مصر - أضف إليها البعض من الشعوذة.

أصبحت أغلب القنوات الفضائية الدينية تضليلية بامتياز، تخدع المشاهد المسلم البسيط، وتجعله يشعر أنه لم يعد مسلماً صحيح الإسلام بسبب إغفاله نص تلك الإرشادات المتصلبة والتوجيهات المتشددة، وفتاوى القائمين على هذه القناة الدينية, أو ذاك الداعية الواقف خلفها، أو مرشدها الروحي، وتقدم لمحتوى فيه الكذب الكثير، وخداع المشاهد البسيط، ناهيك عن زراعة الفتنة ونشر أفكار سامة، قد تطال الاستخدام السياسي لإثارة الطائفية، عبر التحريض الجاهل والرخيص بلا موضوعية أو مهنية.

في الإعلام المحترف لا يوجد شيء اسمه إعلام ديني، توجد ممارسة إعلامية راقية لها معاييرها المهنية، يقابلها منابر شخصية أو طائفية مستغلة لحرية الفضاء، قائمة على التبرعات والزكوات والتمويل المشبوه للبقاء.

لكن الأمر اختلط على البعض من أصحاب هذه الوجهات و(الفترينات) الفضائية، ولم يستطيعوا التفريق بين منابر الخطاب التحريضي المتعالي المتشدد، والإعلام المتسم بالمهنية وحرية العرض والإبداع وتشذيب العداوة المحرمة والبغضاء ضد الإنسانية.

وهذا هو تحديداً ما يجعل الإسلاميين والمتشددين يثورون في مواجهة أي وسيلة إعلامية مهنية مؤثرة، ترفض أن تكون (واجهة) لنقل أفكارهم المؤدلجة أو نافذة لخطابهم الأحادي.

الأمر الذي يتطلب استمرار المتابعة الدقيقة لمحتواها وحجم الفتنة والتجهيل الذي تحدثه، والحماية من أضرارها الفادحة التي تهدد الأجيال، بل ومستقبل التعايش البشري، مستغلة حرية هي أول من يكفرها ويكفر بها.

استمرار التدخل للحد من هذه القنوات إيجابي جداً، حتى لا يصبح لدينا قناة لكل مفتي أو مدع أو مشعوذ، كما هو حال قنوات التكفير ومنح صكوك الغفران على الهواء، وبيوت في الجنة وحفر في النار، وبيع الأحلام، باسم الإعلام.

إلى لقاء

JAZPING: 8606

 

صكوك غفران القنوات الدينية..!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة