Sunday  31/10/2010 Issue 13912

الأحد 23 ذو القعدة 1431  العدد  13912

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

من المعاني اللغوية «للتقويم» الدرء وإزالة الاعوجاج، والإتمام والإكمال، وهي معانٍ تُعَدُّ في صميم عمل المعلم، فمن أدواره الرئيسة درء الفشل، وإزالة كل معوق يفضي إلى اعوجاج الطالب عن طريق النجاح، وبالتالي فهو يسعى إلى التمام والكمال في التكوين الذي يجهد في التأسيس له وتشييده بصفة شاملة، والذي سوف يبدو في صناعة شخصية الطالب صناعة متوازنة وسطية متكاملة سوية ناضجة في جوانبها كافة، الروحية والعقلية والاجتماعية والنفسية والجسمية والاقتصادية.

وللتقويم أوجه متعددة، يمكن اختزالها في ثلاث عمليات هي:

* البرهنة: وتعني بيان الحجة وإيضاحها (حضورا أو غيابا) فيما كان مأمولا من تحقيق أفعال معينة، أو أوجه نشاط ومهارات، أو سلوكات محددة الأنماط و الكيفية.

* تحديد مستوى تحقق الأهداف وقياسها: لكل جهد يقوم به المعلم في الموقف التعليمي التعلمي هدف محدد أو جملة أهداف يتوقع حصولها لدى المتعلمين، ومن كمال أداء المعلم، التحقق مما كان متوقعا، هل تحقق بصفة تامة ؟، أم متوسطة، أم متدنية، أم منعدمة، بموجب أداة قياس صادقة قادرة على الكشف بموضوعية، بعيدا عن التقديرات الظنية للمعلم، ومن ذلك أن يطلب من المتعلمين في نهاية الحصة الدراسية تحديد الفائدة من الدرس وفق أداة تقويمية من خمس درجات، تمثل الأولى انعدام الفائدة، وتتدرج صعودا حتى الخامسة التي تدل على مستوى عالٍ من تحقق الفائدة، أو أن يطلب من المتعلمين تحديد مستوى ضبط المعلم للصف وإدارته.

* الحكم وإبداء الرأي: يعد الطالب مرآة حقة تعكس بوضوح مدى كفاءة أداء المعلم وفاعليته، ومناسبة طريقته في التدريس، ليس حكما وصفيا فقط، بل وما يقترحه الطلاب من أساليب وإجراءات تحقق المزيد من فاعلية الأداء وكفاءته داخل الصف وخارجه، ونوع العلاقة بين المعلم وطلابه وتحسينها، وغير ذلك مما يساعد على تحقيق أدوار وأداءات أفضل مستوى، وأكثر نفعا في الموقف التعليمي.

ونظرا لأهمية التقويم في العملية التعليمية، فقد اعتاد المهتمون على تصنيفه في ضوء معيارين رئيسين هما:

المعيار الأول: زمني، أي الزمن الذي يجرى فيه التقويم، وهو مقسم إلى ثلاثة أنواع هي، التقويم الأولي، التدرجي، الختامي، الأولي أو القبلي، يجرى من أجل الوقوف على استعدادات الطلاب، واكتشاف قدراتهم، وفي ضوئها يتم وضع برنامج تعلمي واقعي يضمن لعمليات التعلم النجاح، وهو إما:

تقويم تشخيصي: يعنى بتحليل الوضع الحالي والواقع الفعلي للطلاب، من أجل أن يعرف المعلم مستوى طلابه ورغباتهم واهتماماتهم، ومستوى ذكائهم، ودرجة استعدادتهم، ومن ثم يصوغ رؤيته التنبؤية لعملية التعلم، في بنية يحدد فيها المستوى الذي ينشده للطلاب، والصعوبات المتوقعة، وما سوف يعتمده من أساليب وطرائق وأفعال في المواقف التعلمية خلال عامه الدراسي.

أو تقويم تدرجي: ويسمى التكويني، لكونه يرقى بالتكوين المعرفي للطالب ويطوره، فهو يلازم نمو الطالب معرفيا، ويصاحب أداءات المعلم أولا بأول، فهذا التقويم يتدخل في كل عمليات التعلم، ويخبر المعلم والمتعلم بمستوى الإتقان الذي تحقق، ويحدد مواضع الصعوبات وأسبابها، ويقترح الإستراتيجيات التدريسية التي تُمكَّنُ المعلم والمتعلم من التقدم، فالتقويم التدرجي يهدف إلى تحسين عملية التعلم، من خلال إخبار المعلم بالضوابط والمعايير التي يجب أن يتم فيها التعلم، ويوضح للمتعلم ما حققه من نجاحات في مستواه التحصيلي.

التقويم الختامي: ويمتاز بكونه يعنى بمدى تحقق الأهداف العامة، والبنية المعرفية التي تم تعلمها كاملة، ويأتي بعد سلسلة التقويمات التكوينية، ولما يترتب عليه من قرارات ذات أهمية للشركاء في العملية التعليمية، يجرى في وقت محدد مضبوط، ويحظى باهتمام بالغ ودقة وتنظيم، وبناء على نتائجه يرسم مسار العملية التعليمية التالية، إما تغييرا أو تطويرا وذلك حسب ما تدل عليه المؤشرات الإحصائية للنتائج، وبهذا تتجدد العملية التعليمية، وتصبح أكثر تشويقا ومتعة للمتعلمين.

JAZPING: 7789

 

أما بعد
التقويم..المفهوم والغاية
د. عبد الله المعيلي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة