Sunday  31/10/2010 Issue 13912

الأحد 23 ذو القعدة 1431  العدد  13912

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

           

تذكروا جيداً أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو صاحب المبادرة العربية للسلام العادل والشامل مع إسرائيل، وهو من جمع قيادات فتح وحماس بمكة المكرمة لتطويق الخلافات فيما بينهما، وهو -لا غير- من قاد حوار الحضارات والتفاهم بين الأديان إلى أن وصل به إلى أروقة الأمم المتحدة، ونفسه - ودون أن يُسبق إلى ذلك - من يدعو اليوم جميع الفرقاء في العراق إلى اجتماع في الرياض لتطويق الأزمة المستفحلة وإيجاد مخرج لتشكيل حكومة وحدة وطنية تنقذ العراق وأهل العراق من التمزق والحروب وتعيد إليه أمنه واستقراره.

***

هكذا هو عبدالله بن عبدالعزيز يتنقل قبل شهر رمضان من هذا العام بين سوريا والأردن ومصر ولبنان، لوضع حد لهذا الذي يهدد وحدة لبنان ومساعدته للخروج من محنته، وإنقاذه مما يمر به من أزمات بعد أن طال الانتظار دون أن يلوح بالأفق ما يشير إلى خروجه من هذا النفق المظلم. وهو اليوم يطرق باب العراق منطلقاً من حرصه وحدبه على جمع الكلمة بين الأشقاء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل مناخ ينذر بما هو أخطر وأشد.

***

إن من يبادر إلى ذلك، مثلما هو ملك الإنسانية، فهو ملك المبادرات، ومثل هذه المبادرات لا يقدم عليها ولا يقوم بها إلا من هو بمثل شخصية وقيادة زعيم بمستوى عبدالله بن عبدالعزيز، حيث الحكمة والنزاهة وإجماع الأمة على محبته، وقناعة الجميع على أنه الزعيم المناسب، وأنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، دون أن ينحاز لهذا الجانب أو ذاك، أو يتعاطف مع هذا الطرف دون الطرف الآخر، فأصبح بذلك بمثابة حكيم الأمة ومرجعها كلما تأزمت المواقف واشتدت المحن، وكان هناك حاجة إلى مبادرة من هذا النوع تكون بقيادة زعيم رشيد من هذه الأمة.

***

وما كان خادم الحرمين الشريفين ليفعل كل هذا لولا هاجس الخوف الذي أقلقه إثر تداعيات الأزمة التي واجهت تشكيل الحكومة العراقية وما تركته من أثر سلبي على أمن واستقرار العراق، وبخاصة الوضع الحالي حيث لم يكن أمام عبدالله بن عبدالعزيز من فرصة لقراءة الحلول المتاحة بغير دعوة الزعماء العراقيين إلى الاجتماع في المملكة للتفاهم والتسامح وبالتالي الاتفاق على ما يجنب أرض الرافدين من آثار هذا الواقع المأساوي الذي يعذِّب كل ضمير محب للعراق وشعب العراق وعلى رأسهم وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين.

***

بانتظار أن يلتئم الشمل، ليتم تضميد الجراح، وفتح صفحة جديدة من العلاقات الودية بين جميع الفرقاء، واستثمار هذه الدعوة وهذا الاجتماع اللذان قد لا يتكرر مثلهما في بناء عراق جديد يقوم على المحبة والتسامح والشعور بالمسؤولية والانصراف نحو ما يعزز الثقة بالحكومة العراقية القادمة، ومن ثم الاهتمام بتوفير الرخاء لشعب العراق الذي عانى بما فيه الكفاية من الحروب، وآن له الآن أن يستريح من كل هذا العناء.

 

ملك المبادرات
بقلم: خالد المالك

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة