Sunday  31/10/2010 Issue 13912

الأحد 23 ذو القعدة 1431  العدد  13912

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

المساجد تشكو.. فهل من مجيب؟
إبراهيم عبدالله البريدي

رجوع

 

لم يدر في خلدي أني سأسمع في يوم من الأيام عن أئمة مساجد حافظين للقرآن الكريم، وخريجي جامعة أو جامعات إسلامية عريقة، يهملون مساجدهم، ويقصرون في أداء مهامهم، ومن أبرزها إمامة الجماعة في هذا المسجد أو ذاك في الفروض الخمسة، وأن يكون آخر معرفتهم بالانضباط في أداء أعمالهم هو انتهاء مدة التجربة التي لا تتجاوز شهرين على الأكثر!!

ومما يزيد العجب والاستغراب أن يصل الأمر ببعض الأئمة إلى التقصير المتعمد نكاية بجماعة المسجد الذين طالبوا في يوم من الأيام بعدم التقصير وبالانضباط في العمل. بل ولا يُستبعَد أن يكون بعضهم على علم بكراهية نسبة كبيرة من الجماعة لإمامتهم لهم، ويستمرون إما طمعاً بالراتب أو لأجل العناد لا أقل ولا أكثر!

وقد يصل التمادي في الإهمال والغياب إلى أشده بعد تقديم شكوى ممهورة بتوقيع عدد من الجماعة ومنهم كبار سن (هجروا المسجد) بسبب استمرار الإمام في عناده وعدم تقديره لهم، وعدم اكتراثه بالشكوى التي مر عليها مدة طويلة دون رد التي لا أحد يعلم ماذا حدث لها !

حتى مراقب مساجد الحي الموكل إليه متابعة مساجد المنطقة الذي تسلَّم الشكوى وقدمها يقول: لا أعلم ماذا حدث لها ؟ ولا يمكنني أن أتابعها، فهذا ممنوع !

إن كانت تعليمات وزارة الشؤون الإسلامية تتضمن ذلك المنع، فهناك استفسارات تُطرح ومنها من يتابع تلك الشكوى؟

هل يتابعها رجل في السبعين من عمره ؟

أم يتابعها موظفون مرتبطون بأعمالهم في الصباح ؟

والسؤال الأكبر: ما الذي يجعل بعض الأئمة يتمادون في التقصير والتفريط ؟

الجواب الأولي الذي يتبادر للذهن: لأن هذه الشكاوى لا يتم البت فيها بسرعة بل تمشي مشي السلحفاة، وإن وصلت إلى خط النهاية فالمسألة لا تتعدى إنذاراً، والإنذار يليه إنذار آخر، حتى يمل الشاكون ويفرض الأمر الواقع نفسه!

البرود الذي قد يصل إلى درجة (التجمد) في التعامل مع مثل تلك القضايا بقدر ما يغضب المشتكي فإنه يسعد ويثلج صدر المشكو ويعينه على الاستمرار واستمراء أفعاله الخاطئة، خصوصا ً أنهم يعلمون المسار الروتيني (الجامد) للشكاوى.

حقيقةً يُصدم المرء عندما يرى التقصير عيانا بياناً وباستخفاف من موظف في أي دائرة حكومية، ولكن الصدمة أكبر والمصيبة أعظم عندما يراه من أئمة يحملون القرآن الكريم وشيئاً من العلوم الشرعية، وسيماهم وظاهرهم الخير والصلاح!!

كم هو مؤسف أن تسمع من مراقبي مساجد قولاً مثل: يا ناس اصبروا وسددوا وقاربوا، فعادة بعد عزل إمام مسجد أن يأتي الخَلَف أسوأ من السلف!!

ما الذي يجعل هذا الإمام السَلف السيئ والإمام الخلَف الأسوأ يحصلان على وظيفة جديرة بأن لا يحل فيها إلا القدوة في الخُلُق وممن يعون أهمية ومسؤولية تلك الإمامة ؟

ثم مَن أهمل وقصَّر من هؤلاء لماذا لا تجد الشكاوى ضد بعضهم تجاوباً من المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية ؟ وهم في الحقيقة عودونا على سرعة التجاوب مع استفسارات المواطنين في شؤون وشجون المساجد ؟

من غاب خمسة عشر يوماً متواصلة من (الممكن) الرفع بفصله أو نقله !

هنا يأتي (التفنن) في الغياب من المقصرين والمهملين، فيغيب يوماً أو أياماً لاتصل إلى خمسة عشر يوماً، وقد يغيب فروضاً لو حُسِبت لوصلت إلى أيام عديدة دون متابعة من المراقبين أو قد تتم متابعتهم ومناصحتهم لهؤلاء، بل وتقديم الشكوى، ولكن تذهب أدراج الرياح بفضل الجمود أو التجميد كما أسلفت، فهل نحتاج في يوم من الأيام إلى أن نستعين بأئمة مساجد أجانب حتى يكون الضغط على المقصر منهم وضبطهم يسيراً؟

لا أرى لمقالي هذا ختاماً أنسب وأفضل من نصيحة أوجهها لأولئك المهملين المتهاونين في وظائفهم في كل مجال: أنصحهم بتقوى الله - عز وجل - في السر والعلن، وأن يقوموا بما أوكل إليهم من مهام، وأن يستشعروا المسؤولية في وظائفهم خصوصاً عندما تكون تلك الوظيفة ذات صبغة دينية كإمامة مسجد أو قضاء أو تعليم، فهؤلاء أخصهم أكثر من غيرهم لأننا نراهم قدوة لغيرهم في الأصل.

وكذلك ليتق اللهَ - عز وجل - كل مَن أعان ظالماً على ظلمه، وكل مَن ساعد أو ساند مهملاً في إهماله في أي مكان وأي زمان، فلن يغني عنهم مَن ساندوا من الله شيئاً.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة